أكد دبلوماسيون إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) التي تتخذ من باريس مقراً نجحت في ترتيب أوضاعها الداخلية مما قد يمهد الطريق لعودة واشنطن إلى عضويتها، وذلك بعد ثلاثة أعوام من قرار انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة على أثر اتهامها للمنظمة بالانحياز ضد إسرائيل بعد أن منحت المنظمة العضوية الكاملة لدولة فلسطين، وفق صحيفة الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت تساهم بـما يقرب من خمس تمويل المنظمة الأممية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لحماية التراث الثقافي المشترك للإنسانية، حيث أعلنت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وقف تمويل " اليونسكو" وذلك على خلفية تصويت الجمعية العامة للمنظمة لصالح قبول "دولة فلسطين" في المنظمة كدولة كاملة العضوية.
فيكتوريا نولاند المتحدثة السابقه لوزارة الخارجية الأمريكية، قالت ردا على قرار إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من المنظمة الأممية المعنية بحماية التراث الثقافي إن القانون الأمريكي يحظر تمويل اليونسكو إذا قبلت عضوية فلسطين وأوضحت نولاند أنه سيتم وقف تحويل مالي بقيمة 60 مليون دولار كان من المقرر أن تتلقاها المنظمة الدولية.
في الوقت الذي اعتبره الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قرار اليونسكو بعضوية فلسطين يشكل "انتصارا للحق والعدل والحرية", معربا عن شكره لكل الدول التي صوتت لصالح هذا الانضمام، حيث صوتت 107 دولة لصالح قبول عضوية فلسطين، بينما عارضته 14 وامتنعت 52 دولة.
وعلى خلفيه القرار الأمريكي اضطرت منظمة الأمم المتحدة المعنية بالتربية والعلوم والثقافة إلى وقف العمل بمشاريعها الجديدة التي تنفذها بسبب قرار الولايات المتحدة قطع مساهمتها لتمويل المنظمة.
وأكدت المنظمة التي تدعم، ضمن أنشطتها حرية الصحافة والحق في التعليم، أنها تواجه تقليصا في تمويلها لموازنة العام يقدر بأكثر من ستين مليون دولار، حيث إن مساهمة واشنطن في ميزانية اليونسكو كانت تقدر بنحو 22 %..
لكن هذا الأمر قد يكون على وشك التغيير، فرغم عدم حدوث أي اتصال مباشر مع الإدارة الأمريكية القادمة يقول دبلوماسيون إن الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن منفتح على العودة إلى المنظمة لكن مشكلات في الكونجرس قد تبطئ ذلك.
وقال دبلوماسي وفق صحيفة الشرق الأوسط : "كان الانسحاب الأمريكي قاسياً لكنه أتاح لمنظمة (يونيسكو) العودة إلى الأسس، هذا يعني محاولة الابتعاد عن السياسة لا سيما في ملف القضية الفلسطينية "
ورغم أن معظم أنشطة «يونيسكو» غير مثيرة للجدل فإنه عندما يتعلق الأمر على سبيل المثال بقرارات حول كيفية إدارة الأماكن الدينية في القدس فإن كل كلمة كانت تخضع للتدقيق بحثاً عن اتهامات بالانحياز.
وأشار دبلوماسيون إلى أن هذا التوتر خفت حدته الآن بعدما أصبحت الموافقة على القرارات أكثر يسراً بعد الوساطة المباشرة بين المنظمة والطرفين رغم انسحاب إسرائيل أيضاً منها.
وتعين على المنظمة سد فجوة تمويلية كبيرة بعدما انسحبت الولايات المتحدة وعليها متأخرات بلغت 542 مليون دولار. وبحلول 2017 كانت ميزانية يونيسكو البالغة 300 مليون دولار تقريباً نصف ميزانيتها لعام 2012 وهو ما اضطرها لوقف التعيين وخفض البرامج وسد الفجوات بمساهمات تطوعية.
وتقول يونسكو إن الميزانية من الدول الأعضاء تبلغ الآن 534.6 مليون دولار فضلا عن 189 مليوناً من مساهمات إضافية تطوعية في الميزانية، وفي حال عودة الولايات المتحدة الأمريكية للمنظمة، ستدفع المستحقات المتأخرة عليها في مرحلة ما، لكن قد تكون الأمور معقدة نظراً لوجود قانون أمريكي يمنع الولايات المتحدة من تمويل منظمات الأمم المتحدة التي تعترف بفلسطين كعضو كامل، رغم إمكان طلب استثناء.
وقال مسؤول أمريكي: " بايدن يريد تجديد التفاعلات المتعددة الأطراف لذلك ينبغي أن تكون يونيسكو أحد الأطراف المستفيدة من ذلك، لكن القضية الفلسطينية قد تبطئ وتيرة هذه العودة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة