مع بداية العصر الأموى، شهد التاريخ الإسلامى عدة ثوارت، وحركات ثورية قام بها عدد من أمراء المسلمين ضد حكام الدولة الأموية والدولة العباسية من بعدها، وانخرط الكثير فى الحراك السياسى المعارض ضد حكام تلك الدول، وعملوا على القضاء على قوتهم بشتى الطرق، وظهر ذلك واضحًا فى معاملتهم لأئمتهم.
وتمر اليوم ذكرى رحيل محمد النفس الذكية، إذ رحل فى 6 ديسمبر 762 ميلادية، وفى سنة 132هـ حصلت المعركة الفاصلة التى هُزم فيها الأمويون، وتوقع العلويون أن الدنيا دانت لهم، لكن العباسيين كانوا لها بالمرصاد، وأعلنوا أبا العباس السفاح خليفة، وكان أحد أشهر الثوار على الحكم العباسى، وهناك أيضًا ثوار سبقوه وجاء من بعده من أبرزهم هؤلاء الثوار:
عبدالله بن الزبير
كان عبد الله ابن الزبير، أول مولود ولد للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة.، أمه هى أسماء بنت أبى بكر الصديق، ووالده الزبير بن العوام أحد المبشرين بالجنة، عرف عنه شدة الدهاء، والشجاعة والنزاهة، إستطاع عبد الله بن الزبير استغلال ردود الفعل عند المسلمين ضد الحكم الأموى بعد قتل الإمام الحسين، فسيطر على مكة ومعظم الحجاز والبصرة والكوفة.
ووجدت حركته أنصاراً لها فى صفوف المسلمين الذين كانوا محسوبين على التيار الحاكم بعد وفاة الرسول. وقد استمر حكم عبد الله بن الزبير على المناطق التى وقعت تحت نفوذه من سنة 61هـ إلى سنة 73هـ.
رفض عبد الله بن الزبير مبايعة يزيد، وشجعه كثير من الصحابة والزعماء وعامة الناس، احتمى عبد الله بن الزبير بالبيت الحرام داخل مكة ففرض حصاراً على مكة وأهلها، تَّم رمى مكة بالمنجنيق، توفى يزيد أثناء الحصار فتم وقف القتال سنة 63 هجري.
يزيد بن على
قام زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، بثورة فى الكوفة ناحية العراق، ضد الأمويين وحكم هشام بن عبد الملك، وذلك فى يوم الأربعاء 2 صفر 122 هـ، وانتهت بالقضاء على ثورة زيد بن على ومقتله.
بدأت فكرة الثورة تراود زيد بن على عندما كان متواجدًا ومقيمًا فى أرض العراق، حيث كان العدد الأكبر من شيعة آل البيت متواجد هناك خاصة بالكوفة، وتمثلت فرصة الثورة عندما غضب الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك على والى العراق خالد بن عبد الله القسرى بسبب وشايات وسعايات فى حق خالد، فقام بعزله وكلف مكانه رجلاً من ألد أعداء خالد القسري، وهو يوسف بن عمر الثقفى وكان واليًا على اليمن.
عندها قرر زيد بن على أن يقدم موعد قيام الثورة فاجتمع مع مناصريه واطلعهم على خطته للحركة وتسريع ميعاد الخروج، وحدد زيد بن على موعدًا للخروج، وذلك يوم الأربعاء 1 صفر 122 هـ، ولكن هذا التقديم أدى لسهولة كشف الثورة، حيث وصلت الأخبار ليوسف بن عمر، فأمر بجمع أهل الكوفة جميعًا يوم الثلاثاء آخر محرم أى قبلها بيوم فى الجامع الكبير، وعندما التقى الطرفان أقبل يوسف بن عمر بجيشه، ودارت رحى حرب غير متكافئة، وثبت زيد ومن معه فى القتال.
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن
أحد الأمراء الشجعان، أحد الامراء الاشراف، أحد الأمراء الأشراف الشجعان، من سلالة آل البيت ومن رواة الحديث النبوى الشريف حيث روى عنه فضيل بن مرزوق. يذكر اسم إبراهيم بن عبد الله فى الغالب مقترنا باسم أخيه الإمام محمد النفس الزكية ويعود هذا الاقتران لمشاركتهما فى المحنة و الثورة على الحكم العباسي، ولذلك يتكرر فى المصادر الإسلامية بشكل ملحوظ ذكرهما معا عند الكلام فى الخروج على أبى جعفر.
كان كذلك شاعرا وعالما بأخبار العرب بأيامهم وأشعارهم. وكما ساند الإمام أبو حنيفة النعمان الإمام زيد بن على زين العابدين فى محنة هذا الأخير السياسية وثورته على الحكم الأموي، آزر أيضا إبراهيم بن عبد الله فى ثورته على حكم بنى العباس حيث أرسل إليه أبو حنيفة الأمير إبراهيم بن عبد الله أربعة آلاف درهم لم يكن عنده حينذاك غيرها، ويحكى عن أبى حنيفة أن غزوة مع إبراهيم بعد حجة الإسلام أفضل من خمسين حجة، وقبل ذلك كان أبو حنيفة النعمان قد أجرى اتصالات علمية مع عبد الله والد إبراهيم ومحمد النفس الزكية.
محمد النفس الذكية
اسمه محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب، ولد فى سنة 100 هجرية، وتمر اليوم ذكرى رحيله 6 ديسمبر 762 ميلادية، وفى سنة 132هـ حصلت المعركة الفاصلة التى هُزم فيها الأمويون، وتوقع العلويون أن الدنيا دانت لهم، لكن العباسيين كانوا لها بالمرصاد، وأعلنوا أبا العباس السفاح خليفة.
واستاء محمد بن عبد الله (الملقب بالنفس الزكية) وندد بسياسة العباسيين الذين اغتصبوا السلطة، وغدروا بأصدقائهم، وتجاوزوا كل وعودهم، فاكتسب بذلك تأييدًا شعبيًا كبيرًا، وقد ساعده فى هذا مكانته التى كانت تستقطب الاحترام والثقة، وخاف أبو جعفر المنصور من تفاقم ثورته، فاستنفر كل أجهزته للقبض عليه، فلم يصل إلى نتيجة، لأن محمدًا توارى عن الأنظار خوفاً من أن تُجهض حركته فى مهدها.
أمام الواقع المأساوى الذى أصاب آل الحسن، وأمام الإلحاح الشديد من الأنصار بإعلان الثورة، خرج محمد النفس الزكية من مخبئه فى أول رجب سنة 145هـ، وتحرك أبو جعفر المنصور ناحية المدينة وحاصرها العباسيون من ثلاث جهات، تاركين جهة حرة لمن يرغب فى الانسحاب أو الاستسلام، وبدأت المعركة وقتل محمد النفس الزكية على يد (قحطبة بن حميد) والذى فصل رأسه بسيفه، وقدمه إلى "عيسى بن موسى" الذى أرسله بدوره إلى المنصور، والذى أمر بأن يُطاف به فى شوارع الكوفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة