أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أنَّ جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة قد دأبت على العمل ضد المصلحة الوطنية المصرية من خلال خلق الأزمات تارة، وبالتشكيك في مؤسسات الدولة وقدرتها على المواجهة والحل تارة أخرى، وأضاف المرصد في تقرير جديد له تحت عنوان "جماعة الإخوان والإضرار بالمصالح الوطنية المصرية"، إن منهج تلك الجماعة هو افتراض سوء النية المستمر في مؤسسات الدولة والقائمين عليها، والعمل دائمًا من أجل المصلحة الشخصية متجاهلين مصالح المواطنين، وأن هناك نية مبيته للتآمر على الدين الإسلامي، ونشر الشائعات وتأجيج الانقسام المجتمعي بين الناس وتعمُّد الإضرار بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية المصرية.
وتابع التقرير أن جماعة الإخوان تعمل على تشويه المؤسسات الوطنية ومن بينها محاولات تشويه المؤسسات الإعلامية الوطنية، حيث كان للإعلام الوطني نصيب كبير من الهجوم والتشويه من تلك الجماعة، باعتبار أنه من أكبر المدافعين عن الدولة المصرية بمؤسساتها الوطنية، فحاولوا استغلال سقطات بعض الإعلاميين ليظهروا الأمر وكأنه يعبر عن اتجاه الدولة المصرية.
فمثلًا في سقطة لأحد الإعلاميين حول اشتباك حدث بين قوات الأمن وبعض الإرهابيين على طريق الواحات، أذاع ذلك الإعلامي مكالمة صوتية تشرح ما جرى في معركة الواحات بين قوات الشرطة والإرهابيين، يؤكد فيه أحد الضباط -حسب ما جاء في تلك المكالمة- أن الإرهابيين محترفون.
واستغل إعلام تلك الجماعة على إحدى قنواتهم هذه السقطة في التشهير بالدولة.
فالتربص بالإعلام الوطني هو ديدنهم، ليس لكي يشنعوا على هؤلاء الإعلاميين بصفتهم الشخصية، ولكن للتشنيع على الدولة المصرية ذاتها؛ على اعتبار أنهم يروجون أن هؤلاء الإعلاميين يمثلون الدولة المصرية، ولذا فهم ينتظرون أية سقطة من إعلامي لكي ينسبوها إلى الدولة المصرية، فإذا أخطأ إعلامي اتهموا الدولة المصرية بمؤسساتها الوطنية أنها من وجهته، وإذا اقتحم آخر خصوصية شخص فعرض له صورًا أو مكالمة شخصية اتهموا الدولة أنها وراء ذلك الأمر، فإن كان ذلك الشخص ذا توجه معارض فهي تنكل بالمعارضين وتقتحم خصوصيتهم، وإن كان من الداعمين فالدولة تنقلب على مؤيديها والداعمين لها، بل وإذا هاجم أحدهم مرضى السمنة شنعوا بأن ذلك أيضًا من توجيهات الدولة!
والحقيقة أن تلك السقطات لهؤلاء الإعلاميين تؤكد العكس تمامًا، فالدولة المصرية بخبرتها وحنكتها السياسية وبمؤسساتها العريقة القوية لا يمكن أن تقع أبدًا في مثل تلك الأخطاء الساذجة، بل الأمر يؤكد أن المحتوى الإعلامي الذي يقدمه هؤلاء الإعلاميون إنما يعبر عن اجتهادهم، وأن موافقتهم للدولة ـ احيانا ـ هو اجتهاد منهم في دعم دولتهم، وبالتالي فإذا أخطئوا تقدير موقف ما أو أخذتهم الحمية في الدفاع عن الدولة المصرية فتجاوزوا في حق شخص أو دولة شقيقة؛ فالأمر لا يعدو كونه اجتهادًا خاطئًا منهم وقد عُوقب بعض هؤلاء الإعلاميين بالفعل ممن تجاوز الضوابط والقواعد الإعلامية.