أثارت التحركات العسكرية التركية الأخيرة فى ليبيا تخوف من الأطراف الليبية من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل له خلال اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" فى مدينة جنيف السويسرية.
وتواصل تركيا نقل الأسلحة والذخائر إلى الميليشيات المسلحة فى المنطقة الغربية دعما للمسلحين التابعين لحكومة الوفاق وكان آخرها اقتراب خمس سفن بحرية تركية من المياه الإقليمية الليبية، وهو ما دفع القيادة العامة لتوجيه تحذير شديد اللهجة إلى أى محاولات لخرق اتفاق وقف إطلاق النار
بدورها أكدت القيادة العامة للجيش الليبى التزامها وتمسكها التام باتفاق وقف إطلاق النار، الذى تم التوصل إليه فى إطار لجنة 5+5 فى جنيف تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، جاء ذلك فى بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بشأن تطور الوضع الميدانى فى مناطق التماس مع المليشيات المسلحة.
وأعربت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية عن قلقها إزاء الحشود المتزايدة للمليشيات التابعة لما يعرف بحكومة الوفاق فى طرابلس ومصراتة، وكذلك عمليات نقل مليشيات وأسلحة ومعدات عسكرية باتجاه خطوط التماس غرب سرت والجفرة.
وأصدرت قيادة الجيش الليبى تعليمات وأوامر إلى كافة وحدات القوات الليبية أن تكون على درجة عالية من الحيطة والحذر، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات، التى يمكن أن تؤدى إلى تصعيد الموقف العسكرى.
بدوره أكد مدير إدارة التوجيه المعنوى بالجيش الوطنى الليبى اللواء خالد المحجوب، أن تركيا لا تزال تحاول عرقلة الحوار الليبى، من خلال التدخل العسكرى وإرسال المرتزقة.
وقال المحجوب فى تصريحات تليفزيونية أن الجيش الوطنى الليبى رصد وصول بعض المرتزقة إلى البلاد، مشددًا على أن الليبيين لن يقبلوا ببقاء المرتزقة مهما كانت أعدادهم، لأن هذا يمس بالسيادة الليبية ويعرقل ما تم الاتفاق عليه فى إطار الحوار السياسي.
وأوضح المسؤول العسكرى أن الجيش الليبى على قناعة كاملة بأنه لا يواجه تركيا كشعب، وإنما يواجه تنظيم الإخوان الذى يسعى للبقاء فى المنطقة، من خلال أدواته مثل الجماعات المسلحة.
وأضاف أن هناك تيارًا وطنيًا استيقظ الآن فى طرابلس وفى الغرب الليبى، أصبح يرفض التدخل التركى وما يحدث من تنظيم الإخوان، وحتى على المستوى السياسى أصبحت هناك صحوة كبيرة، وأصبح الداخل الليبى يرفض هذا التنظيم، رغم ما يقوم به من محاولات لإعادة تدوير بقائه فى البلد، وعرقلة كل ما يجعل ليبيا دولة مستقرة.
وأكد المحجوب أن كل ما تقوم به تركيا فى ليبيا الآن هو محاولة لعدم الخروج صفر اليدين، بعد كل تلك التدخلات التى قامت بها.
بدورها لوحت وزارة الدفاع فى حكومة الوفاق الليبية، الإثنين، بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار فى البلاد والذى تم الإعلان عنه فى اجتماعات جنيف، مهددة بالانسحاب من الاتفاق العسكرى الليبى "5+5".
وأعرب وزير دفاع حكومة الوفاق صلاح النمروش فى بيان نقلته وسائل إعلام ليبية عن استغرابه مما وصفه بـ"صمت البعثة الأممية" على تحركات الجيش الليبى وتهديدها اتفاق وقف إطلاق النار فى الجنوب.
كانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا، بالإنابة ستيفانى وليامز قد وجهت رسائل حادة إلى المشاركين فى الحوار السياسى الليبى، الأربعاء الماضى، وذلك لحثهم على الإسراع فى اختيار آلية تشكيل الحكومة الجديدة والمجلس الرئاسي
وقالت وليامز أن ليبيا تضم حاليا عشر قواعد عسكرية - فى جميع أنحاء البلاد وليس فى منطقة بعينها – تشغلها بشكل جزئى أو كلى قوات أجنبية، مؤكدة أن الأراضى الليبية تضم حاليا 20 ألف من القوات الأجنبية أو المرتزقة وهذا يعد انتهاك مروّع للسيادة الليبية.
وحذرت وليامز، فى الكلمة الافتتاحية لها فى الاجتماع الافتراضى الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسى الليبى، الأربعاء الماضى، من احتلال الأجانب للأراضى الليبية ومنازل الليبيين بعد تسببهم فى تدفق السلاح إلى ليبيا التى ليست بحاجة لذلك، مضيفة "وجود الأجانب فى ليبيا ليس لمصلحتكم، بل هم فى ليبيا لمصلحتهم".
وأشارت وليامز، إلى وجود أزمة خطيرة فيما يتعلق بالوجود الأجنبى فى ليبيا مع تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية فى البلاد، مؤكدة وجود انخفاض حاد فى القدرة الشرائية للدينار الليبى، أزمة السيولة عادت بالكامل؛ ثمة نقص فى السيولة النقدية المتداولة، موضحة أن ليبيا بحاجة إلى مليار دولار أمريكى وبشكل فورى لاستثمارها فى المرافق الأساسية لشبكة الكهرباء من أجل تجنب الانهيار الكامل للشبكة الكهربائية فى البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة