عبر عدد كبير من المثقفين عن حزنهم لرحيل الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام، الذى رحل عن عالمنا أمس، عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد صراع مع المرض لنحو عام أو يزيد، وقد اشتعل فضاء السوشيال ميديا بنعى أصدقائه ومريديه له فى الأوساط الثقافية، محليًّا وعربيًّا.
وكان الراحل أحد أقطاب قصيدة النثر لأكثر من ثلاثين عامًا، وله عدد من المجموعات الشعرية، من بينها "حجر يطفو على الماء"، وإنها تومئ لى"، و"إشراقات رفعت سلام"، كما له عدد من الكتب المترجمة لعيون الشعر العالمى، على رأسها ترجمته لـ "كفافيس، وبوشكين، وماياكوفسكى، وبودلير"، وحاز جائزة "أبى القاسم الشابى" فى الترجمة الشعرية عام 2019، عن ترجمة الأعمال الكاملة لوالت ويتمان.
قال عنه الناقد الدكتور حسين حمودة: "برحيله أفقد مساحة جديدة جميلة من حدائقى، تذهب مع وردة فوضاه التى كانت، فى الحقيقة، شديدة التنظيم والتنسيق والترتيب، ولكننى سأقوم بالحيل نفسها التى تعودت عليها مؤخرًا مع كل رحيل مؤلم: سأستدعيه فى أوقات كان فيها حاضرًا، وسأشهده مع أحبة راحلين مقيمين، وسوف نجلس ونتناقش طويلًا وكثيرًا، والمؤكد أننا لو اختلفنا، لن تكون هناك قطيعة بيننا".
وقال الناقد الكبير شعبان يوسف: "مع السلامة يا رفعت ياشريك العمر والحياة والتجربة، الشاعر الكبير رفعت سلام، وداعا وداعا وداعا".
الناقد والشاعر شعبان يوسف
بينما قال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب : " للوهلة الأولى عندما عرضت عليه فكرة مشروع (ما) لتعريف النشء بالعلوم والمعارف المختلفة تطوع بلا تفكير بكتابة أول عنوان في السلسلة (ما الشعر) متطوعا، رحمة الله على رفعت سلام، الفارس الذي ترجل عن حصانه".
الدكتور هيثم الحاج على
وقال عنه الشاعر فتحى عبدالله: "رفعت لم يكن شاعرًا فقط، كان مناضلًا حقيقيًّا فى صفوف الشيوعيين وكان مفكرًا رديكاليا بامتياز قدم رؤيته الخاصة فى التراث والحداثة معتمدًا على الرؤية الماركسية التى تناقض ما يراه أدونيس فى تلك الحقبة، وقد قدم رفعت أكثر من اقتراح شعرى من النص الغنائى إلى النص المركب إلى القصيدة المكثفة والقصيرة حتى أصبح أحد رموز الحداثة فى مصر، كما قدم أكبر مشروع لترجمة الشعر فى مصر والعالم العربى مثل الأعمال الشعرية الكاملة لكل من رامبو وكفافى وريتسوس وولت ويتمان ، وقد كان رفعت فى كل ذلك نموذجًا للمثقف المحترم والجاد والصبور، تحية لأحد الذين علمونا وأثروا فى تكويننا مهما كانت الاختلافات".
كما قال عنه الشاعر شرقاوى حافظ: "الأصدقاء يرحلون، يا له من خبر موجع، رفعت سلام، الإنسان، الشاعر، المترجم، ومن قبل ومن بعد الصديق، الصدوق، عملت معه، فكان نعم العون، جلست معه، فكان نعم الكرم، تعاملت معه فكان نعم الإنسان، لا أمتلك إلا أن أقول وداعًا يا رفعت".
وقال الشاعر الفلسطينى موسى حوامدة الذى حرص على نشر مجموعة من الصور التى تجمعه مع الشاعر الراحل رفعت سلام:" (تشدني هاوية لا أراها ..)، ينام العالم ناقصا هذه الليلة، رفعت سلام، وداعا".
موسى حوامدة مع رفعت سلام
وكان الراحل رفعت سلام قد شارك بقصائده فى مبادرة وزارة الثقافة المصرية "اقرا معانا"، كل يوم شاعر، بتاريخ 31 مارس 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة