استقبل الدكتور جمال السعيد رئيس جامعة بنها، الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وذلك على هامش الندوة التى تنظمها الإدارة العامة لرعاية الشباب بالجامعة، تحت عنوان "دور الدين فى مكافحة الإرهاب والتطرف والفساد وتنمية روح الولاء والانتماء للوطن"، وذلك بحضور الدكتور تامر سمير نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور خالد عيسوى منسق عام الأنشطة الطلابية بالجامعة، حيث أهدى "السعيد" درع جامعة بنها للدكتور أسامة الأزهرى تقديره لدوره فى محاربة الفكر المتطرف، ثم تم التوجه لقاعة "تحيا مصر" بكلية العلاج الطبيعى لبدء الندوة بحضور عدد من عمداء الكليات بالجامعة وطلاب الكليات المختلفة.
وقال الدكتور أسامة الأزهرى، إنه تلقى العديد من الدعوات لتقديم مثل تلك الندوات بالجامعات المختلفة إلا أنه فضل أن تكون البداية من جامعة بنها، تقديرا لمكانتها وحبه لمدينة بنها التى كان لها أثرا طيبا فى نفس النبى محمد "صلى الله عليه وسلم"، وفى نفسه هو أيضا.
وأكد "الأزهرى" خلال كلمته بالندوة، أنه يوم 9 ديسمبر من كل عام هو العام العالمى لمكافحة الفساد ولا بد من تفعيله بشتى الطرق، مشيرا إلى أن هناك الكثير من آيات القرآن الكريم التى حثت على محاربة الفساد والمفسدين، موضحا أن أخطر قضايا الفساد هى الإرهاب ورفع السلاح على الأمنين، وأن الله حذر الذين يسعون بالفساد فى الأرض.
وأشار "الأزهرى"، إلى أن هناك سلسة من التيارات والأفكار المتطرفة ظهرت خلال الفترة السابقة منذ انطلاق فكر حسن البنا التكفيرى، حتى وصل إجمالي هذه التيارات المتطرفة إلى 40 تيارا كان أولها تيار الإخوان الملمون مع مؤسسها حسن البنا، وأنه هذه التيارات كلها تشترك فى 7 مصطلحات هدامة وهى "التكفير أو الحاكمية، الجاهلية، الولاء والبراء، الفرقة الناجية، الخلافة، حتمية الصرع، والاستعلاء" وهى مصطلحات فى منتهى الخطورة، وتولد منها ما يزيد عن 35 فكرة تبنتها هذه التيارات التكفيرية.
وأوضح "الأزهرى"، أن الإيمان قائم على 6 أسس وهي "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر"، وهي التى تكون قضية الإيمان وكل ما عداها من الفقه والزكاة والبيع والشراء والطلاق والزواج والرجعة تسمى بالفروع الفقهية التى تختلف فيها أنظار الفقهاء، ويكون لكل صاحب مقام رأى قها أما الأمور الستة الأولى فهى دستورية لا رأى فيها وتطبق كما هى.
واستطرد، أن التيارات المتطرفة وعلى رأسها الفكر الذى تبناه حسن البنا اعتبر أن إدارة شؤون البلاد والعمل السياسى من أصول الدين وهو عكس ذلك بل أنها من مسائل فروع لفقه، ومن هذا التبنى ظهرت الأفكار الهدامة والتفكيرية التى كفرت كل من خالفها وظهور حالات عدم الانتماء للوطن وعدم الولاء ورفع السلاح لتدمير الوطن، حيث نظر كل من اتبعهم إلى من خالف رأيهم على أنه كافر لأنه فى نظره خالفه فى أمر من أمور الدين.
وأشار، إلى أن هذه البذرة الأولى من بذرة التكفير بدأت تنمو عند سيد قطب لتصير نظرية مغرقة فى التكفير يستند فيها إلى 6 أسس، فأنه لا يرى كفر من يخالفه فى الرأى فقط بل يجزم بأن الكفر ملأ الدنيا بأكملها حتى بدأت ينزل التكفير إلى الزمن الماضى، فخرج بنظرية انقطاع الدين عن الوجود قبل قرون، وهذه هى الكلمة التى ظل أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم القاعدة التى ظل يكررها فى خطبته الوحيدة على منبر مسجد النصرة.
وألمح الأزهرى، أن تورط سيد قطب فى التكفير ليس اتهام يرمى به سيد قطب من قبل أعداءه، بل شهادة يعترف بها حتى من يواليه ويعتنق نفس مبدأه وهو يوسف القرضاوى وهو إخوانى النشأة منذ بدايته، فقد حذر النبى محمد من رجل كان حاملا لكتاب الله ثم غيره إلى ما شاء الله، وهو أخطر على مجتمعه ونفسه، قائلا "ألفت للرد على هذه الادعاءات كتابا تحت عنوان الحق المبين فى الرد علة من تلاعب بالدين وترجم إلى 14 لغة".
واختتم حديثه، بأن تلك التيارات المتطرفة تبنت التفكير بأن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب لا قيمة له، وأن الوطن مقابل الأمة، وأنه لا يوجد آيات تدل على حب الوطن، وهذه كلمة مغلوطة فالوطن عبارة عن شعب له تاريخ وحضارات ومئات من العلماء والقادة والمفكرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة