السفير الصينى بالقاهرة لياو لى تشيانج يكتب: تغلبوا على الصعوبات.. وعانقوا المستقبل.. سجل شعبا البلدين تجربة صداقة عميقة من خلال المساعدات المتبادلة.. والصين ومصر تتمتع كل منهما بإمكانيات وفرص للتعاون

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2020 10:09 ص
السفير الصينى بالقاهرة لياو لى تشيانج يكتب: تغلبوا على الصعوبات.. وعانقوا المستقبل.. سجل شعبا البلدين تجربة صداقة عميقة من خلال المساعدات المتبادلة.. والصين ومصر تتمتع كل منهما بإمكانيات وفرص للتعاون السفير الصينى بالقاهرة لياو لى تشيانج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بريكس BRICS، هو اختصار لأسماء الدول ذات الاقتصاديات الوطنية الناشئة: «البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا»، وتشكل مساحة أراضى الدول الخمس 26.46% من إجمالى مساحة العالم، ويمثل حجم السكان 41.93% من إجمالى حجم سكان العالم، ويبلغ حجم اقتصادى إجمالى نسبة 24.16% فى عام 2019، ويبلغ إجمالى حجم التجارة 16.27% من الحجم العالمى.

 
كآلية تعاونية للأسواق الناشئة والبلدان النامية ذات التأثير العالمى، يجسد تعاون بريكس دعوة البلدان النامية لتعزيز تطوير النظام الدولى فى اتجاه أكثر عدلا وإنصافا، وتجاوز تأثيرها نطاق الدول الخمس، وأصبحت قوة بناءة لتعزيز النمو الاقتصادى العالمى، وتحسين الحوكمة العالمية، وتعزيز إضفاء الديمقراطية على العلاقات الدولية.
 
فى مساء يوم 17 نوفمبر 2020، حضر الرئيس الصينى شى جين بينغ، الاجتماع الثانى عشر لقادة بريكس فى بكين، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث ركز الاجتماع على التغيرات التى يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، كما ناقش الرئيس «شى» مع قادة دول بريكس خطة التعاون لمكافحة كوفيد - 19، ورسموا معا مخططا لتطوير بريكس، كما أوضح الرئيس «شى»، خلال الاجتماع، سعى الصين لدعم العدالة وحماية المصالح المشتركة للدول النامية، كما أشار أيضا إلى أن الصين كانت دائما تقف مع العالم فى مواجهة الأزمات الكبرى، ولطالما كانت الصين مع الدول النامية تتقاسم المصير المشترك، وتتكاتف معها للتعامل مع مختلف المخاطر والتحديات بروح واحدة!
 
 
وأشار الرئيس شى جين بينغ، إلى أن موضوع زمن السلام والتنمية لم يتغير، ولا يمكن عكس اتجاه زمن تعدد الأقطاب فى العالم والعولمة الاقتصادية، وأشار إلى أنه يجب على دول بريكس الالتزام بالتعددية والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، ويجب أن تستمر الدول فى الوحدة والتعاون، وأن نعمل معا للتغلب على تحديات الوباء، والمثابرة لتحقيق الانفتاح والابتكار لتعزيز الانتعاش الاقتصادى العالمى، ويجب الإصرار على إعطاء الأولوية لتحسين معيشة الأفراد وتعزيز التنمية المستدامة العالمية، كما دعا إلى التمسك بالتنمية الخضراء منخفضة الكربون، وبذل الجهود لتعزيز التعايش المتجانس بين البشر والطبيعة.
وفيما يتعلق بقضايا اللقاحات التى تهم جميع الأطراف الآن، قال الرئيس شى جين بينغ: إن الصين تشارك بنشاط فى التعاون الدولى فيما يتعلق بأبحاث اللقاحات وتطويرها، وتسعى جاهدة لمساعدة الأسواق الناشئة والدول النامية للسيطرة على الوباء فى أقرب وقت ممكن، كما اقترحت الصين عقد ندوة حول الطب التقليدى لاستكشاف دور الطب التقليدى فى الوقاية من الوباء وعلاجه، كما تتعاون الشركات الصينية مع شركاء مثل روسيا والبرازيل لإجراء تجارب سريرية للمرحلة الثالثة للقاحات، كما أنها على استعداد لتنفيذ التعاون ذى الصلة مع جنوب إفريقيا والهند، كما ستعمل الصين بنشاط لتوفير اللقاحات لدول بريكس المحتاجة.
 
من أجل التغلب على تأثير الوباء على الاقتصاد العالمى، قرر قادة دول بريكس تطوير شراكة استراتيجية أوثق وأوسع وأشمل، لخلق نسخة مطورة من تعاون الدفع الثلاثى، «التبادل الاقتصادى والتجارى والمالى»، و«الأمن السياسى»، و«التبادل الإنسانى والحفاظ على زخم إيجابى للتعاون العلمى»، وأكد الرئيس شى جين بينغ، كذلك بشدة، على تلك النقاط أعلاه، كما طرح سلسلة من مبادرات التعاون العلمى والعملى، مشيرا إلى أنه ينبغى على دول بريكس تعميق التعاون العملى الاقتصادى والتجارى، وتعزيز إقامة شراكة الثورة الصناعية الجديدة فى بريكس، وتفعيل عمل «الاستراتيجية المحدثة للشراكة الاقتصادية للاتحاد حتى عام 2025»، وتسريع المفاوضات بشأن توسعة بنك التنمية الجديد، كما أشار إلى أنه من الضرورى تعزيز التعاون السياسى والأمنى، والحفاظ على التواصل بشأن القضايا الدولية الرئيسية فى إطار الأمم المتحدة والأطر الأخرى، وتعزيز مستوى التعاون الاستراتيجى لمجموعة بريكس، ومن الضرورى توسيع التبادلات والتعاون فى مجال العلوم الإنسانية وزيادة عمق التبادلات الإنسانية، وأشار إلى أنه من الضرورى كذلك دفع وتعزيز المجتمع الدولى لوضع تنفيذ «خطة التنمية المستدامة لعام 2030»، فى صميم التعاون الإنمائى الدولى وجعل القضاء على الفقر هدفه الأساسى، كما يجب الدفع لتعزيز شراكة إنمائية عالمية أكثر تكافؤا وتوازنا، حتى تعود نتائج التنمية بالفائدة على البلدان النامية وتفى باحتياجات الفئات الأكثر احتياجا بشكل أفضل، كما أشار إلى أنه سوف يتم تنفيذ اتفاق باريس استجابة لتغير المناخ، وكذلك الالتزام بمبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، وتقديم المزيد من المساعدة للبلدان النامية، كما ستزيد الصين من مساهمتها الوطنية المستقلة، كما أشار إلى أن بلاده «تستهدف بلوغ ذروة انبعاثات ثانى أوكسيد الكربون قبل 2030، وتحقيق حياد كربونى قبل 2060»، وأن الصين ملتزمة بالوفاء وتحقيق كل ما تقوله!
 
وقد أعلن الرئيس شى جين بينغ، أن الصين ستنشئ قاعدة ابتكار لشراكة الثورة الصناعية الجديدة لمجموعة بريكس فى مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان، وستقوم بالتعاون فى تنسيق السياسات، وتدريب الموظفين، وتطوير المشاريع وغيرها من المجالات، وستعقد ندوات عن طريق الفيديو حول الحوكمة والعلوم الإنسانية، كما تم اقتراح عقد مسابقة «ابتكار سيدات بريكس» فى إطار تحالف سيدات الأعمال فى بريكس، وتأمل الصين أن تدعم دول البريكس «مبادرة أمن البيانات العالمية» التى أطلقتها الصين.
لقد عزز خطاب الرئيس شى جين بينغ، بقوة، ثقة الأسواق الناشئة والدول النامية للتعامل بشكل مشترك مع المخاطر والتحديات، ووسع مساحة التنمية للأسواق الناشئة والبلدان النامية، وضخ المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية فى عالم ملىء بالشكوك وعدم اليقين!
 
مصر دولة نامية كبيرة، ومشارك مهم وفعال فى نظام الحكم الدولى. ففى 2017، توجه الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى إلى مدينة شيامن جنوب الصين، لحضور قمة مجموعة «بريكس» التاسعة، أكد خلالها، أن هناك حاليا العديد من الآليات متعددة الأطراف للدول النامية للتنسيق والحوار، وآلية تعاون بريكس هى بلا شك واحدة منها، ما يساهم فى تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون بين البلدان النامية ودول بريكس.
 
منذ بداية العام، تعاونت الصين ومصر فى مكافحة الوباء وتعزيز استئناف العمل والإنتاج بشكل مشترك، وسجل شعبا البلدين تجربة صداقة عميقة من خلال المساعدات المتبادلة، إن الصين ومصر دولتان ناميتان كبيرتان، تتمتع كل منهما بإمكانيات وفرص كبيرة للتعاون فى مجالات مختلفة، مثل مكافحة الوباء، والانتعاش الاقتصادى، والحد من انبعاثات الكربون وحماية البيئة الخضراء، وفى النهاية، إن الصين على استعداد لمواصلة العمل، يدا بيد مع الأصدقاء المصريين، بلا كلل لتعزيز رفاهية الشعبين والدفاع عن مصالح الدول النامية وتنميتها!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة