في أكثر من مناسبة دعا الرئيس السيسى إلى تجديد الخطاب الديني، والذى أصبح فريضة ملحة لمواكبة مقتضيات ومشكلات عصرنا الحديث، فهل فشلت كل محاولات تجديد الخطاب الديني الآن؟ الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أجاب خلال ندوته باليوم السابع، قائلا:
منذ أن نادى الرئيس السيسى بتجديد الخطاب الدينى، وكان هذا في الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، مازالت هذه الدعوة متكررة في مناسبات عديدة. وأظن أن هذه الدعوة الآن أصبحت عالمية ولم تعد محلية، وإنما العالم كله يحتاج إلى هذه الدعوة ونحن عندما سافرنا في كثير من الدول وجدنا صدى دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى تلقى قبولاً، فالعالم في احتياج إلى مثل هذا الطرح بل العالم في حاجة إلى مصر وإلى الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في مصر واليوم والرئيس في فرنسا أعربت فرنسا عن حاجتها للتعاون مع مصر من أجل مكافحة التطرف والإرهاب.
وأظن بأن طلب مثل هذا الأمر من دولة كبيرة كفرنسا بالنسبة لمصر يعطينا دلالة على أننا قد خطونا خطوات كبيرة جدا، وأصبحنا بمثابة بيت الخبرة في كيفية معاجلة قضايا التطرف وقضايا الإرهاب؛ لقد عملنا على محوران كان أساسا في معالجة قضايا التطرف من قديم الزمان فلو رجعنا إلى التاريخ سنجد بأن فرقة الخوارج عولجت في زمنها بنفس المحورين أيضا، محور المعاملة الفكرية "الفكر يقابل الفكر" وهو ما قام به سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. والناحية الأخرى الطرح الأمني الذى يقف حائلا دون تغلغل مثل هذه الأفكار.
وأي هدم لحركة إرهابية أو نشاط متطرف إرهابي، ينبع من فتوى، هذه الفتوى تتلقف وتصير هي المرجعية والشرعية، ولذلك هذه الدعوة مقدرة من الرئيس لتجديد الخطاب الديني في هذا الوقت الذى يمر به العالم بهذه الظروف الاستثنائية ونحن نقدرها كثيرا ونرى انها جاءت في وقتها ونحن تحملنا هذه المسئولية في دار الإفتاء وبالفعل في عام 2014 انشأنا في يناير مرصد للفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة لإيماننا نحن في دار الإفتاء بأن العلم هو الأساس في تفسير أي ظاهرة وفى معالجة أي ظاهرة، ولذلك لابد من رصد ما يدور على الساحة من فتاوى تكفيرية وآراء متشددة ثم وضع هذا المرصود أو هذا النتاج تحت بؤرة التحليل العلمى والخروج بنتائج من ذلك ونحن نعمل وفق هذه الاستراتيجية من 2014 إلى وقتنا هذا أصدرنا في تلك المدة ما يزيد عن 500 تقرير من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية. بعض التقارير كانت محل اهتمام عالمى ومحل اهتمام لمراكز بحث في أمريكا وبريطانيا على وجه التحديد والكثير منها صار مرجعاً للعديد من رسائل الدكتوراه.