نظمت مديرية أوقاف الجيزة، الدورة التثقيفية الثانية والأربعون فى"التوعية بقضايا الأسرة والسكان والصحة الإنجابية والمواطنة" لأئمة وزارة الأوقاف بالمركز الثقافي بمسجد الاستقامة بمديرية أوقاف الجيزة، تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
وذكر بيان للوزارة اليوم أن الندوة حاضر فيها الدكتور السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة ، والدكتور أحمد حسن غنيم أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، والدكتور ياسر جمال الخبير الاكتواري مدير عام المتابعة بالمجلس القومي للسكان، والدكتور رضا العربي أستاذ التنمية السكانية بالمركز الدولي الإسلامي بجامعة الأزهر، والدكتور ميمي ميخائيل حنا مدير تنظيم الأسرة بالجيزة، والدكتور محمد عبدالعزيز أستاذ الطب الوقائي بمديرية الشئون الصحية بالجيزة، والشيخ محمد عثمان البسطويسي منسق دورات تنظيم الأسرة والتوعية السكانية بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان، بحضور عدد من قيادات وأئمة الأوقاف بالمديرية، وبمراعاة الإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وفي بداية كلمته رحَّب الشيخ محمد عثمان البسطويسي بالسادة المحاضرين وبالأئمة المشاركين في الدورة من قيادات وأئمة مديرية أوقاف الجيزة ، متمنيًا لهم دوام التوفيق والسداد ، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف لا تألو جهدًا في تحسين وضع الأئمة ماديًّا ومعنويًّا ؛ كما تحرص الوزارة على وقوف الدعاة على آخر المستجدات العصرية التي تطرأ على المجتمع، ومواجهتها بالفكر السليم الصحيح.
وأكد الدكتور السيد مسعد، أن تنظيم الأسرة حق مشروع للحفاظ على النسل ، يقول الحق سبحانه وتعالى : "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ " ، ويقول سيدنا جابر بن عبدالله (رضي الله عنهما) : ” كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ والقرآنُ ينزلُ : وقال : كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ فبَلغ ذلك رسولَ اللهِ فلم يَنْهَنا” ، وأن الأسرة هي قوام المجتمع ولبنته الأولى فإن صلحت صلح المجتمع كله، وقد أولاها الإسلام عناية ورعاية فائقة من خلال اختيار الزوجة واختيار الزوج ورعاية الأولاد والقيام بشئونهم، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ".
وفي محاضرته أكد الدكتور أحمد حسن غنيم أن الشريعة الإسلامية أسست العلاقة بين الزوجين تأسيسًا متينًا، فأعلت مكانة المرأة وأصلحت من شأنها فهي جزء أصيل من المجتمع ، وشريك لا ينفك عن الرجل، فالمرأة زوجة أو أمًا أو أختًا أو بنتًا أو جدة ، يقول تعالى : "يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "، والأسرة هي النواة الأولى في بناء المجتمعات وتسهم في تحقيق إعمار الكون بطريقة مناسبة للزمان والمكان، والنسل هو الثمرة المرجوة من الزواج لكن ليس النسل الضعيف الذي لا يرجى خيره ولا تؤمن عواقبه، بل النسل القوي السليم الذي يضيف ويساعد المجتمع علي النمو والنهوض، يقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ"، فالكثرة ليست بالعدد وإنما بتحمل المسئولية والإنفاق ، والتربية.
وفي محاضرته ثمن الدكتور ياسر جمال جهود وزارة الأوقاف في هذا الملف تحديدًا، واهتمام الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالقضايا السكانية اهتمامًا بالغًا من خلال التوعية المستمرة والدائمة للسادة الدعاة والأئمة ، مؤكدًا أن لدينا مشكلة سكانية في مصر تكمن تلك المشكلة في عدم التوازن بين موارد الدولة وعدد السكان، كما أن مساحة مصر حوالي مليون كيلو متر مربع ، ويعادل عدد سكانها خمس دول من الدول الكبرى، وحسب ما ورد في تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن أكبر محافظتين على مستوى الجمهورية من حيث السكان هما القاهرة والجيزة ، لهذا صار مواجهة هذه المشكلة بالتوعية ونشر الفكر الصحيح أمرا ضروريا وحتميا، فالمشكلة السكانية خطر يهدد الوطن .
وفي محاضرته بين الدكتور رضا العربي أن لوزارة الأوقاف السبق في وضع التشخيص المبكر والدقيق للمشاكل الناتجة عن القضية السكانية وإيجاد حلول لها، مؤكدًا أن المركز الدولي شريك أصيل مع وزارة الأوقاف في تدريب الدعاة بالتوعية السكانية وتنظيم الأسرة، مبينًا أن عملية الإنجاب عملية رضائية للزوجين، كما أنها حق مشروع لهما معًا وليس لأحدهما دون الآخر .
فيما أكد الدكتور محمد عبد العزيز أن فيروس كورونا لا يختلف عن الإنفلونزا الموسمية ، وتختلف الإصابة من شخص لآخر ، مبينًا طرق انتقال الفيروس سواء عن طريق الرزاز ، أم الهواء، أم الأجسام الصلبة، لهذا علينا أخذ الاحتياطات اللازمة والاحترازية، مشيدًا بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي تطبقها وزارة الأوقاف في المساجد من خلال التباعد الاجتماعي ، واستعمال الكحول المطهر للأيدي، واستخدام المصلى الشخصي وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في هذا الشأن، وأن التعامل الأمثل مع كورونا هو علاج الأعراض بدون الاعتماد علي المضادات الحيوية ، كما يجب الاهتمام بالتغذية السليمة وأخذ العلاج المناسب بانتظام .
وفي محاضرتها قالت الدكتورة ميمي ميخائيل، إن الصحة الإنجابية لها أثر إيجابي على الفرد والمجتمع ، وأن السن الأمثل للحمل هو ما كان بين سن الـ 20 سنة والـ 34 سنة ، وينبغي أن تكون المباعدة بين الحمل والآخر بمدة زمنية لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنين ، مؤكدة أن وسائل تنظيم الأسرة عديدة ومتاحة وآمنة، وأن الرضاعة الطبيعية لها أهميتها البالغة على التنشئة الصحية والجسدية للطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة