بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ثورة تصحيح في إيبراشية سيدني بأستراليا بعد الكشف عن مخالفات مالية جسيمة تسببت في زيادة ديون الكنيسة لدى الحكومة الاسترالية حتى بلغت معدلات غير مسبوقة جراء رهن كنائس وأراضي ومؤسسات تابعة للكنيسة لبنوك استرالية، وفقا لما كشفته مصادر كنسية بعد انتهاء لجنة التحقيق الباباوية من عملها منذ أسابيع، وتم تكليف الانبا تادرس مطران بورسعيد بإدارة الايبراشية لحين استقرار الأوضاع فيها.
الانبا تادرس أصدر بيانه الأول أمس مخاطبا شعب كنائس سيدني بعد توليه الأمر قائلا: إذ نُصلي جميعًا من أجل سلام وبُنيان إيبارشية سيدني، وأن تحل الطمأنينة كل ربوعها، وتؤول كل الأمور لصالح الإيبارشية، وإن كان لأحد أي تخوف أو سؤال، أو أي مشاكل، يُرجى الاتصال بي شخصيًا، فقلبي مفتوح للكل، بكل الحب والأمانة، فإنه من غير المقبول نشر رسائل تحمل تجريح أو هجوم، تسيء إلى الأباء الكهنة أو الخُدام، أو أي شخص على الإطلاق".
الأزمة التي نتج عنها الإطاحة بالأنبا دانييل أسقف سيدني، وإرغامه على قضاء 7 أشهر بدير الانبا انطونيوس بالبحر الأحمر بدأت قبيل زيارة البابا تواضروس لأستراليا في سبتمبر 2017 إذ تفقد ايبراشيتي ملبورن وسيدني، وسط أنباء عن تنظيم مظاهرات تطالب البابا بعزل أسقف الايبراشية الانبا دانييل
في ديسمبر الماضي، دخلت أزمة كنائس سيدني محطة جديدة حين قرر البابا تواضروس إيفاد لجنة من المجمع المقدس على رأسها الانبا دانيال سكرتير المجمع للتحقيق في هذه المخالفات، إذ ضمته والانبا بيمن رئيس لجنة الأزمات بالكنيسة، بالإضافة إلى زيارة سابقة للأنبا رافائيل أسقف وسط القاهرة لنفس الغرض
انتهت تحقيقات اللجنة إلى عدة قرارات أبرزها استبعاد كلا من القمص تادرس سمعان وكيل عام إيبارشية سيدني، والقمص رافائيل إسكندر وكيل ولاية نيو ساوث ويلز مسؤول الكنيسة في الولاية بأستراليا، وتعيين القمص حنا جاد كاهن كنيسة دميانة وأثناسيوس الرسول، وكيلا عاما لإيبارشية سيدني بالإنابة.
أزمات الانبا دانييل اسقف سيدني ليست جديدة فقد سبق وقرر البابا شنودة الثالث إيقاف الأنبا دانييل أسقف سيدنى على خلفية شكاوى من شعب الكنيسة تتهمه فى بعض الأمور المالية والإدارية وظل قرار الإيقاف ساريا حتى وفاة البابا شنودة الثالث، وحين جلس البابا تواضروس على كرسى مارمرقس أعاد النظر فى قضية الأساقفة الموقوفين عبر لجان كنسية وقرر إعادة الأنبا دانييل أسقف سيدنى والأنبا تكلا أسقف دشنا.
وفي نفس السياق، فإن ايبراشية ملبورن بأستراليا أيضا، فوجئت العام الماضى باستقالة أسقفها الانبا سوريـال دون أن يفصح عن أسبابه، بينما يديره الكنائس هناك وكيل الايبراشية الراهب الانطونى، حتى أن اللجنة الباباوية التى غادرت إلى سيدني سافرت إلى ملبورن أيضا لكي تطلع على مستجدات الأوضاع وتستمع لمقترحات الكهنة حول شئون الخدمة فى غياب الانبا سوريـال الأسقف المستقيل.
من هو الانبا دانييل اسقف سيدني الموقوف؟
ولد في مدينة عطبرة بالسودان عام 1959م، وأنهى دراسته الثانوية في السودان عام 1976م، وحصل على بكالوريوس الهندسة (مدني) من جامعة الإسكندرية سنة 1982، تم رسامته راهبًا بأيدي الآباء الأساقفة: الأنبا رويس الأسقف العام - الأنبا فام أسقف طما - الأنبا بموا رئيس دير مارجرجس - الأنبا ديسقورس الأسقف العام.
رُسِمَ كاهنًا في 6 فبراير 1986 في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بيد قداسة البابا شنوده الثالث ، ورُسِمَ قمصًا يوم أحد السعف عام 1987 في كاتدرائية القديسة مريم العذراء بالخرطوم، وخدم في كاتدرائية العذراء مريم في الخرطوم بدءًا من فبراير 1986.
وعمل وكيلا لايبارشية الخرطوم وتوابعها بداية من 5 يونيو 1997 إلى 20 مايو 2000.
كان مسئولاً عن وعظ النوبيين الأرثوذكس في جبال النوبة (غرب السودان)، وقام بزيارة الجبال النوبية بطلب من الأنبا دانيال مطران الخرطوم في الفترة من 29 نوفمبر 1998 إلى 15 ديسمبر 1998. وكتب تقريرًا مفصلاً عن الخدمة بجبال النوبة وساكنيها الكثيرين، ويتحدث العربية والإنجليزية والقبطية بطلاقة، وعلى معرفة جيدة بالنوبية.
خدم مع الأنبا أنطوني أسقف أيرلندا واسكوتلندا والمملكة المتحدة في كنيسة الشهيد مارجرجس والبابا أثناسيوس في نيوكاسل.
خدم كوكيل عام لأسقفية أيرلندا باسكوتلندا وبريطانيا في الفترة من 24 يونيو 2000 إلى 18 يونيو 2002 رُسِمَ أسقفًا بيد قداسة البابا شنوده الثالث، الذى أوقفه عن الخدمة لعدة سنوات قبل أن يعود في عصر البابا تواضروس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة