ليست مجرد لون أخضر يضفى مظهرا جماليا فى الشوارع، بل تعتبر الأشجار بمثابة رئة كوكب الأرض، حيث تمتص العناصر السامة من الهواء الذى يحيط بنا، وتنقيه، فتقلل من نسب تلوث الهواء، وتحد من شدة الرياح، بجانب أنها تخفض من غازات الاحتباس الحرارى، لذا أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تخصيص شهرا، ضمن مبادرة "اتحضر للأخضر"، للحث على التشجير، لأهميته لاستمرار الحياة على كوكب الأرض بشكل كامل.
وحول خطة وزارة البيئة، في التوسع في المساحات الخضراء، قال المهندس أحمد محمد عباس، مدير إدارة التشجير بوزارة البيئة، إن الوزارة تركز عللى تنفيذ 4 برامج أساسية، أولهم تشجير المناطق الأكثر تلوثا، حيث يتم اختيار مناطق مثل: حلوان، المعصرة، التبين، أو المناطق المحيط بها مصانع، لتنفيذ حملات للتشجير، مشيرا إلى أن العام الماضى تم زراعة حوالى 23 ألف شجرة فى الثلاث المناطق، والعام الحالى منذ شهر تقريبا تم الانتهاء من تشجير شبرا الخيمة شرق وغرب، بحوالى 3500 شجرة، والخانكة 4 آلاف شجرة، لافتا إلى الخطة الحالية بنهاية العام الحالى سنبدأ فى أبو زعبل والخانكة، ويعتمد البرنامج فى الأساس على اختيار منطقتين سنويا يعانون من ارتفاع نسب التلوث.
أشجار الأكاسيا
وأضاف عباس، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"،: أنه يتم اختيار نوع الأشجار حسب الهدف من البرنامج، وطبيعة كل منطقة والمشكلة التى تعانى منها، فمثلا: هناك أشجار تمتص عوادم السيارات، مثل البنجامين، والفيكس، وأشجار كمصد للرياح مثل الكافور والكازورين، وأخرى تعمل على إزالة الأتربة مثل البينجامين، هناك أشجار تمتص المعادن الثقيلة من التربة، مثل الصفصاف، وأخرى تتحمل الرياح الشديدة والتقلبات الجوية مثل الأكاسيا والكازورينا، ويتم الاستعانة فى ذلك بجهات استشارية مثل معهد بحوث البساتين فى وزارة الزراعة، والذى يضم مجموعة من المتخصصين فى الأشجار، وذلك بهدف الحد وخفض ملوثات الهواء، والتخفيف من آثرهم.
وأوضح أن المحور الثانى الذى تعمل عليه وزارة البيئة، هو: إنشاء المشاتل، طبقا لنص المادة 27 من قانون البيئة، والتى تلزم الوزارة بإنشاء مشتل أو أكثر سنويا فى مناطق مختلفة، ودعمها، والذى بدوره سيوفر فرص عمل، ويكفى المحافظة حاجتها من الأشجار، والمحور الثالث، هو زراعة الأسطح، لافتا إلى أنه كان هناك تجربة فى البحر الأحمر، تم تنفيذها لتدريب الشباب، على كيفية إنتاج الخضروات والنباتات دون مبيدات، كما أن زراعة الأسطح تخفض حرارة المبنى 7 درجات، وجارى تطبيقة على بعض الجهات الحكومية فى الفترة المقبلة.
أشجار البنجامين 2
وأوضح أن زراعة الأسطح، كل متر منها يزيل 100 جرام من ملوثات الهواء، وتقلل من تأثير أضرار محطات المحمول، لأن النبات يمتص الموجات الكهرومغناطيسية، وعدم انتشاره يعود إلى عدة عوامل خاصة فى الوحدات السكنية، وبالتالى يحتاج إلى العمل مع المهتمين بالعمل فى تلك المجالات، والتكلفة قد تصل إلى حوالى 20 ألف جنيه، وهى مربحة، فمثلا: زراعة سطح عقار ينتج كل 3 أشهر 300 كيلو فلفل ألوان فوق السطح.
وتابع: أما المحور الرابع، فنحن نعمل على دعم تشجير المدارس والجامعات، والمعاهد والمساجد والأديرة بالأشجار من مشتل الوزارة، سنويا نقدم من 10 إلى 15 ألف شجرة للمدارس على مستوى الجمهورية، بخلاف المشروعات التى نقوم بها، مضيفا: يقاس تقدم الدول بنصيب الفرد من المساحة الخضراء، فى انجلترا الفرد له 24 متر، وفى روسيا 20 متر، الولايات المتحدة 18 متر، وفى مصر متر واحد، وهى نسبة منخفضة، ونكثف جهودنا لزيادة تلك المساحة، حيث تمتص الشجرة الواحدة 1.7 كيلو جرام من ثانى أكسيد الكربون يوميا، وتنتج 140 لتر أكسجين، وبالتالى كلما تم التوسع فى التشجير نسبة الأكسجين تزيد، ودرجة الحرارة ستنخفض فى ظل الاحتباس الحرارى الذى نشهده، وارتفاع درجات الحرارة، ومكافحة التصحر.
أشجار الكازورين
واستطرد: نتعاون مع جهات أخرى لتنفيذ تلك المشروعات، حيث تم خلال العام الجارى دعم نقابة الزراعيين بـ24 ألف شجرة شتلة فاكهة مثمرة تم توزيعها على مستوى الجمهورية، وبالتالى الدعم السنوى والذى تضعه الوزارة ضمن أولوياتها، يمكن حصر أنه قد تصل إلى 150 ألف شجرة فى السنة، وهو أمر غير كافى.
ولفت إلى أننا نحتاج 7 شجرات لإزالة تأثير عادم السيارة الواحدة والتلوث الناتج عنها، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع خلال الفترة الماضية مع اللواء محمد الزملوط بمحافظة الوادى الجديد، لتشجيرها بـ7 آلاف شجرة، وهى محافظة فى حاجه شديدة إلى ذلك، لأنها تمثل 40% من مساحة مصر، وأكثر محافظة تعانى من سفا الرمال والأتربة، لطبيعتها الصحراوية، وخلال الفترة المقبلة ستجد تركيز أكبر فى التشجير.
أشجار البنجامين
أشجار الكافور
الأكاسيا
الكازورين
شجر الكافور