- التطهير يُساهم فى عودة البحيرة كسابق عهدها لتصبح مصدر أساسى للثروة السمكية
"هرجع بحيرات مصر تانى زى ما كانت".. وعد قطعه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على نفسه أمام الملايين من جموع الشعب المصري، مؤكدًا أن الإهمال والعبث الذى امتدت أيديه لتنال من خيرات وكنوز الثروة السمكية الموجودة بالبحيرات المصرية ستواجهه الدولة بكل حسم، وأن من كان يعبث فى الأرض فسادًا لن تقوم له قائمة فى ظل قيادة حكيمة تُدرك المخاطر وتواجهها بخطوات استباقية.
ووعد الرئيس تبعه إطلاق المشروع القومى لتطهير وتطوير بحيرة "المنزلة" بعد إهمال طالها لنحو قرنٍ من الزمان، وتسبب فى انحسار مساحتها من 750 ألف فدان إلى 125 ألف فدان فقط، فضلًا عن تحولها من أخصب وأروع بحيرات العالم إلى وكر مُخدرات ومستنقع للتلوث يستقبل 12 مليون متر مكعب من الصرف الصحى والصناعى بصورة يومية.
وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، المشروع القومى لتطوير بحيرات مصر، وذلك بتكلفة 100 مليار جنيه مصرى، فيما تأتى "المنزلة" على رأس قائمة البحيرات؛ إذ جرى إزالة كافة الحشائش وأكثر من 4100 حالة تعد على أرض البحيرة من عشش ومبانٍ ومزارع غير مرخصة، فيما أعلنت الدولة تضافر كافة الجهود لوقف إلقاء الصرف الصحى بالبحيرة، وكذا بدء تنفيذ محطة معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحى تمهيدًا لاستخدامها فى زراعة الصحراء، فضلًا عن تكريك وإزالة 80 مليون طن من الرواسب، وذلك باستخدام كراكات عملاقة عالمية من هيئة قناة السويس وكبرى شركات العالم، تمهيدًا لاستخراج المعادن الموجودة بباطن البحيرة واستخلاصها والاستفادة منها فى 49 صناعة.
"حزام الأمان".. عبارة كانت الأمل وبداية إصلاح حال البحيرة بالنسبة لأهل مصر بصفة عامةً، والصيادين على وجه الخصوص؛ بعدما نفذت الدولة طريق بطول 80 كيلو متر عبارة عن حزام أمان حول حدود البحيرة لمنع أية تعديات عليها مستقبلًا، فضلًا عن خدمة أهالى المنزلة فى ثلاث محافظات.
من جهته، قال المهندس مجدى زاهر، المدير التنفيذى لبحيرة المنزلة، إن البحيرة تحولت إلى خلية نحل فور إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى شارة البدء لتطهير البحيرة.
وأشار "زاهر"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع، إلى أن الجميع يستهدف تحقيق الإنجاز المطلوب خلال المدة المُحددة من جانب رئيس الجمهورية، مؤكدًا على أن العمل يجرى على قدمٍ وساق لأجل زيادة الإنتاج السمكى وإزالة كافة المعوقات والتعديات على المسطح المائي، وذلك بالتنسيق وإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وشدد المدير التنفيذى لبحيرة المنزلة، على أنه جرى تطهير نحو 35 ألف فدان، بنسبة تنفيذ تقترب من 80%، فيما جرى تكريك 80 مليون متر مكعب؛ لشق قنوات شعاعية تُسهل عملية دخول المياه من البحر إلى البحيرة، لافتًا إلى أن إجمالى التعديات على المسطح المائى بلغت 4 آلاف و658 حالة تعد، حيث جرى إزالة ثلاثة آلاف و415 منها، وجرى مواجهة وإزالة باقى التعديات، وأن التطهير سيؤدى بدوره إلى دخول أسماك بحرية فاخرة إلى مياه البحيرة، ومنها على سبيل المثال "القاروص" والدنيس والكابوريا والجمبرى واللوت والبورى وغطيان موسى، وغيرها، ما يُساهم فى عودة البحيرة كسابق عهدها لتصبح مصدر أساسى للثروة السمكية فى البلاد.
وفى تصريحات له، قال اللواء عادل الغضبان، محافظ بور سعيد، إن ما تحقق حتى الآن فى المشروع القومى لتطهير وتطوير بحيرة "المنزلة" وإزالة التعديات على كامل مسطح البحيرة وإزالة ورد النيل من فوق مسطح مياه البحيرة فى قطاع بورسعيد بالكامل، أوشكت على الانتهاء، منوهًا بأنه يتم حاليًا التخطيط لإقامة محطات معالجة ثلاثية لمياه البحيرة تغطى المحافظات التى تلقى مياه الصرف بها؛ وذلك لمنع عودة الملوثات المختلفة إليها.
وتطرق "الغضبان" للحديث عن إقامة واحدة من كبرى محطات التنقية فى العالم؛ تلك التى سيتم إنشاؤها لتنقية مياه الصرف الصحى التى يلقيها مصرف "بحر البقر" فى البحيرة، وذلك بطاقة 4 مليارات متر مكعب فى اليوم.
ويتضمن المشروع القومى لتطهير وتطوير بحيرة "المنزلة" استكمال أعمال تطوير 700 ألف متر مربع بمنطقة "دشدة" بقطاع "النسايمة"، فيما يجرى الانتهاء من إنشاء فتحة قناة "البط" حيث تم عمل مجرى مائى من نهاية نهر النيل "فرع دمياط" لتحسين خواص المياه بالبحيرة ولمكافحة التلوث.
ويشرف على المشروع القومى لتطهير وتطوير "بحيرة المنزلة"، الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والهيئة العامة للثروة السمكية، ويسير التطوير وفق المخطط المقرر، حيث إن ملف التطوير هو ملف مشترك بين محافظات دمياط والدقهلية وبورسعيد وأحد أهم المشروعات التنموية التى يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتمامًا خاصًا.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الدولة تتعامل مع ملفات لم يتم التعامل معها منذ 100 سنة؛ منها تطوير بحيرة "المنزلة"، والتى سيتم الانتهاء من تطويرها بحلول العام المُقبل، على أن يتم تطوير البحيرات المصرية حسب المواصفات العالمية.
وبحيرة المنزلة تعد إحدى أكبر وأهم البحيرات الطبيعية الداخلية فى مصر وأخصبها، وتطل عليها مدينة المطرية وعلى ضفافها أربع محافظات هى "الدقهلية، بورسعيد، دمياط، الشرقية"، وهى تتصل بقناة السويس من خلال بوغاز يحد بورسعيد من الجنوب ويسمى "قناة الاتصال" ويصلها بالبحر الأبيض المتوسط بوغازى "الجميل".
ويتوفر لبحيرة المنزلة أهم مقومات المربى السمكى الطبيعى لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48 % من إنتاج البحيرات الطبيعية وكان لاتصالها بالبحر الأبيض من خلال البواغيز والفتحات التى تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك ميزة ساعدت على وجود أفخر أنواع الأسماك فى وقت من الأوقات، وهى تتصل بالبحر المتوسط.
وعانت بحيرة المنزلة فى الفترة الأخيرة، قبل قرار التطهير والتطوير من مشاكل بيئية "مثلًا القمامة، والتلوث المنصب من مصرف بحر البقر، وانسداد البواغيز، ونفايات المصانع" وأمنية كبيرة أدت إلى انهيار اقتصادى للمنطقة فى العقود الأخيرة.
وكانت مساحة بحيرة المنزلة قبل التجفيف 750 ألف فدان "50 كيلو مترًا طولًا وما بين 30- 35 كيلومترًا عرضًا" وهى تعادل ما يقرب من عشر مساحة أرض الدلتا كلها، وتناقصت مساحة البحيرة من 750 ألف فدان إلى 190 ألف فدان عام 1990 حتى وصلت اليوم 125 ألف فدان وذلك نتيجه أعمال الردم والتجفيف والتجريف فى مناطق كبيرة منها فبعد أن كانت تطل على 5 محافظات أصبحت تطل الآن على 4 محافظات فقط.
وتقع بحيرة المنزلة فى موقع فريد ومتميز فى الركن الشمالى الشرقى لدلتا النيل يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الشرق قناة السويس ومن الغرب نهر النيل فرع دمياط ومن الجنوب سهل الحسينية تطل بحيرة المنزلة على 4محافظات هي، محافظة بورسعيد فى الشرق والشمال الشرقي، ومحافظة دمياط فى الشمال والشمال الغربي، ومحافظة الشرقية فى الجنوب، ومحافظة الدقهلية فى الغرب والجنوب الغربى من البحيرة.