مأزق سياسى أصبح يعيشه النظام التركى في الداخل، يحاول الرئيس رجب طيب أردوغان الهروب منه عبر مغامرات خارجية خطيرة، وفى أحدث الأزمات التي تعصف بأنقرة كشفت أحدث البيانات عدد أعضاء الأحزاب السياسية فى تركيا، والتى تم تحديثها من قبل مكتب المحكمة العليا للمدعى العام، عن انهيار في حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ووفقًا للبيانات انخفض عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية بمقدار 15 ألفًا و 692 عضوًا في 50 يومًا، بينما زاد الشريك الصغير في التحالف، وهو حزب الحركة الوطنية، من عدد أعضائه لأكثر من 10 آلاف عضو.
وفي الاستطلاعات التي نشرتها العديد من شركات الاستطلاع على التوالى فى الآونة الأخيرة، خسر حزب العدالة والتنمية الأصوات، بينما انخفض عدد أعضاء الحزب.
وفقا للبيانات، ارتفع عدد أعضاء الحزب الجيد بـ 42 ألف 533 ، وزاد عدد أعضاء حزب الشعب الجمهوري بأربعة آلاف 230 ، وزاد عدد أعضاء حزب الشعب الديمقراطي بـ 412.
وقام مكتب المدعى العام لمحكمة الاستئناف العليا ، بتتبع سجلات الأحزاب السياسية، ومعاينتها ومتابعة أنشطتها ، وبتحديث عدد أعضاء الأحزاب، ووجد أن حزب العدالة والتنمية، الذي لديه 10 ملايين 211 ألف 596 عضوًا فى الخمسين يومًا منذ 16 ديسمبر 2019 ، انخفض بمقدار 15 ألف عضو 692 وسجل 10 ملايين 195 ألف 904.
ومع انهيار الحزب الحاكم في تركيا، وجد النظام مغامراته الخارجية المتنفس الوحيد للهروب من مشاكل الداخل، لكن بحسب تقارير فان مغامراته الخارجية خطيرة وغير محسوبة العواقب، وذكر تقرير موقع أرب نيوز، أن السياسة الخارجية العسكرية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تثير غضب الكثيرين بجميع أنحاء الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط وما وراءها، مع مخاوف من الدمج الخطير بين المرتزقة والإرهابيين في ليبيا.
وأشار التقرير إلى أن أردوغان ورط بلاده في حرب عسكرية في سوريا مع توغل الجيش التركي في البلاد والذي يتحول بشكل متزايد إلى مواجهة ضد القوات السورية وحلفائهم الروس، وشدد على أن سياساته القتالية في شرق البحر المتوسط أدت إلى إثارة غضب ليس فقط قبرص واليونان وفرنسا ولكن بقية الاتحاد الأوروبي.
وقال مارك بيريني، خبير السياسة الخارجية الذي شغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا: "في مواجهة نظام لم يعد يرى أي حدود لتصرفاته، يجب أن تكون هناك لحظة يطلب منه التوقف".
ووفقا للتقرير، في ليبيا، تمت ترجمة لغة القوة العسكرية التي تستخدمها تركيا إلى إرسال المرتزقة من سوريا. حسب وكالة أسوشيتيد برس: "خلال الأشهر الأخيرة، قامت تركيا، التي دربت منذ فترة طويلة ومولت مقاتلي المعارضة في سوريا وخففت حدودها حتى انضم المقاتلون الأجانب إلى تنظيم داعش، بنقل المئات منهم عبر الجو إلى مسرح حرب جديد في ليبيا".
وقال اثنان من قادة الميليشيات الليبية ومراقب حرب سوري إن تركيا ترسل متشددين سوريين ينتمون لجماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش للقتال نيابة عن الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في ليبيا.
حتى قادة الميليشيات الليبية المرتبطة بحكومة فايز السراج المدعومة من الإسلاميين في طرابلس تحدثوا بصراحة، حيث قال اثنان من قادتهم لوكالة أسوشيتد برس إن تركيا أرسلت أكثر من 4000 مقاتل أجنبي لطرابلس وأن "العشرات" منهم "مرتبطون بالمتطرفين".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أردوغان أرسل ما لا يقل عن 4700 من المرتزقة السوريين للقتال من أجل سراج وأنه من بينهم ما لا يقل عن 130 من مقاتلي داعش أو القاعدة السابقين.
وأكد التقرير أن الدمج الخطير من المرتزقة والإرهابيين يثير مخاوف خطيرة في ليبيا بما في ذلك داخل معسكر سراج. كما يتم التعبير عن الحذر أيضا من قِبل جيران ليبيا والأوروبيين.
وقال نيكولاس هيراس الخبير في شؤون سوريا بمعهد دراسات الحرب إن أنقرة تستخدم ليبيا لممارسة نفوذها في البحر المتوسط. وأضاف: "ومع ذلك، فإن الأتراك لا يريدون المجازفة بخسائر كبيرة لقواتهم حيث قام الجيش التركي ببناء قوة بالوكالة للمقاتلين السوريين يمكن أن تعزز المقاتلين الليبيين".
وانتهى التقرير بالإشارة إلى أن من خلال لجوئه إلى المرتزقة، ربما يتجنب أردوغان خسارة حياة الجنود الأتراك لكنه يعرض السلام والأمن في البحر المتوسط لخطر جسيم.