كيف قدمت مصر هموم القارة السمراء إلى العالم؟.. دبلوماسية مكوكية وضعت قدما لأفريقيا بالقمم الدولية.. والقمة البريطانية "مسك ختام".. وبوابة استثمارات جادة فى الدول الأفريقية

الإثنين، 10 فبراير 2020 01:30 م
كيف قدمت مصر هموم القارة السمراء إلى العالم؟.. دبلوماسية مكوكية وضعت قدما لأفريقيا بالقمم الدولية.. والقمة البريطانية "مسك ختام".. وبوابة استثمارات جادة فى الدول الأفريقية مصر وافريقيا
كتبت : هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدبلوماسية مكوكية، واستثمار جيد للمتغيرات علي الصعيدين الإقليمي والدولي، استطاعت الدولة المصرية أن تنقل على مدار عام هو مدة رئاسته للاتحاد الأفريقي، قضايا القارة السمراء من المحلية إلى العالمية، لتقدم للعالم أجمع هموم وآمال أبناء القارة وتمد جسوراً من الثقة فتحت بدورها الباب أمام مشاركة أكثر فاعلية فى حل مشكلات الدول الأفريقية، ومساهمة دولية أكبر فى الاستثمار وإعادة البناء فى دول تخلفت كثيراً عن ركب التنمية.
 
 
 
واستطاعت الدولة المصرية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي أن تحقق نجاحات عدة فى ملفات القارة الشائكة، بمقدمتها مكافحة الإرهاب والبحث عن حلول واقعية وعملية لظاهرة الهجرة غير الشرعية من القارة السمراء، وتدشين مشروعات تنموية كبري فى الدول التى طالما عانت نزاعات أهلية وحروب وإرهاب، وقبل ذلك كله التصدي لمحاولات التعدي علي دول القارة كما هو الحال فى مع محاولات تركيا غزو الأراضي الليبية.
 

قمم عالمية وقضايا أفريقية

 
وخلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي القارة فى قمم ومؤتمرات عالمية كبري، ليقدم رؤية فريدة للحلول ، ويفتح جسور من الحوار بين أفريقيا وأوروبا بما يحقق شعوب تلك الدول.
 
وقبل قرابة عام، وتحديداً فى 15 فبراير الماضي، مثل الرئيس السيسي القارة السمراء بمؤتمر ميونخ للأمن بمشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقدم رؤية أفريقية بنكهة مصرية خالصة لدفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وتسهيل حركة التجارة البينية، في إطار أجندة أفريقيا 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلاً عن تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، وهى المسارات التى تشكل بطبيعة الحال رفع معدلات السلم والأمن ليس فقط فى أفريقيا بل فى مختلف دول العالم، ما يؤدى فى نهاية المطاف إلى تراجع معدلات الإرهاب.
 
كما شارك الرئيس فى القمة 45 لمجموعة السبع الكبرى G7 التي استضافتها مدينة "بياريتز" الفرنسية يومي 25 و26 أغسطس 2019، وألقى كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وأفريقيا قال فيها: "إننا نعلم جميعاً جسامة التحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الأفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المعوقات أمام تحقيق تلك الأهداف".
 
ودعا الرئيس السيسي إلى وضع إطار لتنمية واستخدام الموارد البشرية والمادية لأفريقيا من أجل تحقيق تنمية معتمدة على الذات، وتكوين مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات تقلل من البطالة بين الشباب الأفريقي المنضم إلى سوق العمل سنوياً.
 
ومن باريس وبرلين، إلى موسكو، حيث ترأس الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين القمة الروسية ـ الأفريقية فى يومي 23 و24 أكتوبر الماضي، وهى القمة التى وضع البيان الختامي لها خريطة طريق لتعزيز التعاون في المجالات المختلفة. 
 
 
وأكد الرئيس السيسى خلال القمة أن القارة الأفريقية منفتحة على التعاون مع شركائها وتعول على تعزيز التعاون التاريخي مع روسيا، وخصوصاً في مجالات تطوير البنى التحتية، التي تعد من أبرز أولويات القارة. 
 
ودعا الرئيس الشركات الروسية إلى مضاعفة استثماراتها في القارة الأفريقية، وشهدت القمة عقد لقاءات ثنائية، ومتعددة الأطراف، برزت فيها أهم الأزمات التي تشغل بال القارة السمراء، من مشكلات مكافحة الإرهاب إلى الأزمات والحروب.
 
 
وكان عام مصر فى رئاسة الاتحاد الأفريقي حافلاً بالقمم، فمجدداً عادت قضايا القارة وملفاتها إلى طاولة برلين، خلال القمة الألمانية الأفريقية 19 نوفمبر 2019، والتى ركز خلالها الرئيس السيسي على خلق مناخ استثماري جاذب فى القارة السمراء.
 
وأكد المشاركون فى تلك القمة على أهمية الدور المصري فى ربط القارة السمراء بالعالم، باعتبارها بوابة افريقيا نحو أوروبا ، وقادرة على تقريب وجهات النظر بين الجانبين فى مجالات الاقتصاد والاستثمار والأمن بخلاف دور مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية.
 
2
 
 

أفريقيا على منبر الأمم المتحدة

 
وفى الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة قدم الرئيس السيسي القارة السمراء بشكل مميز أمام المجتمع الدولي، حيث أكد فى كلمته أمام الدورة على أن التزام مصر بموضوعات الصحة امتد إلى القارة الأفريقية ضمن أولويات رئاستها الاتحاد الإفريقي، حيث تسعى حالياً لتعميم مبادرة "مائة مليون صحة" على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
 
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أهتم الرئيس السيسي بعقد سلسلة مباحثات ثنائية، كان أفريقيا وقضاياها ومشكلاتها حاضرة بقوة خلالها، حيث التقي مدير عام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" وبحث سبل تعزيز التعاون التنموي بين مصر والدول الأفريقية والمنظمة.
 
20191117070310310
 
 

وقفة مع الصديق الآسيوي

 
وترجمت الدولة المصرية الجديدة نهجهها فى تبني سياسة خارجية قائمة على الانفتاح على كافة دول العالم بمختلف القارات فى رئاستها للاتحاد الأفريقي، وهو ما ظهر فى مشاركة آسيا ودولها الكبري فى ملفات القارة السمراء.
 
وظهرت جهود الدولة المصرية فى فتح جسور من التعاون بين أفريقيا وآسيا خلال مشاركة الرئيس السيسي بقمة الحزام والطريق ببكين فى 24 إبريل 2019، والتى قاد خلالها الرئيس مشاورات هامة لتعزير التعاون في مجالات البنية التحية والتنمية الاقتصادية.
 
ومن "الحزام والطريق" إلى قمة مجموعة العشرين فى اليابان منتصف العام الماضي، حيث طالب الرئيس خلال تلك القمة المجتمع الدولي والدول الآسيوية بدعم جهود التنمية فى القارة السمراء.
 
وقاد الرئيس السيسي جولات وشارك فى قمم عدة آخري داخل آسيا لتقديم آمال وطموحات القارة السمراء، حيث شارك كذلك فى قمة "تيكاد 7" فى الفترة ما بين 28 إلى 30 أغسطس 2019، والتى عقدت فى العاصمة اليابانية طوكيو، وألقي خلالها كلمة هامة كانت مفتاح لإطلاق عملية التكامل الاقتصادي في أفريق وإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما يشكل حجز الزاوية للمساعي الأفريقية الرامية إلى تحقيق التكامل الإقليمي والاقتصادي المنشود.
 
الرئيس فى افريقيا
الرئيس فى افريقيا
 

مسك الختام وفرص بريطانية فى "أرض الأحلام"

 
وبجهود دؤوبة وفى استثمار للتفاهم القائم، مهدت الدولة المصرية الطريق بقوة أمام انعقاد القمة الأفريقية البريطانية التى استضافتها العاصمة البريطانية لندن فى يناير الماضي، والتى شارك فيها الرئيس السيسي مع 15 رئيس دولة بخلاف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
 
وشارك في القمة قادة سياسيون ورجال أعمال أفارقة مع الحكومة البريطانية والمستثمرون والمؤسسات المالية الدولية البريطانية لإقامة شراكات دائمة جديدة في افريقيا توفر المزيد من الاستثمارات وفرص العمل والنمو الاقتصادي. 
 
الرئيس مع رئيس جنوب افريقيا
الرئيس مع رئيس جنوب افريقيا
 
وتكتسب القمة البريطانية الأفريقية أهمية خاصة عما سواها، فهى بحسب خبراء نواة لاستثمارات بريطانية جادة فى القارة حيث تحتاج لندن للدخول فى شراكات اقتصادية جديدة خاصة بعد انتهاء اجراءات خروجها من الاتحاد الأوروبي المعروفة إعلامياً باسم "بريكست"، وهى الأهداف التى تتلاقي مع أجندة التنمية الأفريقية 2063.
 
ألمانيا فى افريقيا
ألمانيا فى افريقيا
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة