طلبت لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، حضور وزيرة الثقافة، للجنة لتقديم إيضاحات وبيانات موثقة عن حجم المشروعات الثقافية التى تنفذها الوزارة، فيما يخص إنشاء بيوت وقصور ثقافة جديدة أو استكمال المشروعات تحت التنفيذ، وذلك خلال أسبوع.
وأكدت اللجنة خلال اجتماعها اليوم، برئاسة النائب محمد شعبان، وكيل اللجنة، خلال مناقشة طلبات إحاطة مقدمة من النائبين برديس سيف عمران وفتحى الشرقاوى، خاصة بإنشاء بيوت ثقافة بمحافظتى الوادى الجديد وكفر الشيخ، أنه سبق للجنة مناقشة ملف قصور الثقافة والتوسع فى إنشاء قصور وبيوت ثقافة جديدة فى محافظات مصر، نظرا لأهميتها فى تنمية الفكر والتوعية، وأوصت من قبل بإمداد اللجنة بالموقف الإنشائى والتمويل المتاح إلا أن الوزارة لم تستجب.
كما أوصت اللجنة بإلزام وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارة التخطيط لبدء العمل فى إنشاء بيوت ثقافة فى منطقتى الراشدة والمعصرة بالوادى الجديد.
ووجه بعض النواب انتقادات لوزارات الثقافة والتخطيط والمالية، لعدم الوفاء بما تم الاتفاق عليه وتوفير التمويل اللازم للتوسع فى إنشاء بيوت ثقافة لخدم أغراض التنمية فى مصر.
وقالت النائبة جليلة عثمان، أنه من غير المعقول أن تكون محافظة حدودية مهمة كالوادى الجديد تمثل نصف مساحة مصر بها قصرين ثقافة فقط.
وأضافت أن هذا الأمر يتطلب مساءلة كل المسئولين فى وزارتى الثقافة والتخطيط فورا، لأن الأمر مرتبط بالأمن القومى المصرى وترتيب الأولويات، حيث أن المحافظات الحدودية والنائية لها ظروف خاصة بها وتعانى من مشاكل وهناك محاولات اختراق للشباب، ولابد من تحصين هذه المناطق بنشر الفكر والتنوير والوعى من خلال التوسع فى بيوت الثقافة والمراكز الثقافية.
فيما، قال النائب أسامة شرشر: "نحن أمام جريمة كبرى فى الوادى الجديد بكل المقاييس، لأن الحكومة تسبح ضد التيار، حيث أن التوجع العام للدولة ورئيس الجمهورية قائم على بناء الإنسان المصرى، وهذا لن يتم إلا عبر البناء الثقافي"، مضيفا أن المحافظات الحدودية خط أحمر، ومطالبا بمحاكمة هيئة قصور الثقافة التى لم تنفذ توصيات اللجنة وقراراتها التى اتخذتها بشأن الانتهاء من بناء بيوت الثقافة فى الوادى الجديد قبل عامين.
وأشار إلى أن بيوت الثقافة هى المتنفس للشباب، ومن هنا لابد من البدء فورا فى تنفيذ المشروعات المدرجة سواء فى الوادى الجديد أو كفر الشيخ أو أى منطقة فى مصر، وإحاطة اللجنة بما تم خلال شهر على أقصى تقدير، مؤكدا أنه سيحيل الأمر للنائب العام إذا لم يتم التنفيذ وفقا لقرارات اللجنة.
ومن جانبه قال النائب جلال عوارة، أنه لا يمكن تحميل وزارة الثقافة وحدها المسئولية، بل أن وزارتى المالية والتخطيط مسئولتين لأن المشكلة تمويلية فى الأساس، موضحا أن محافظة الوادى الجديد لها طبيعة خاصة وأبعاد تمس الأمن القومى.
وطالب النائب وزراتى الثقافة والتخطيط بتقديم بيان تفصيلى عما تم إنجازه من مشروعات خلال التسعة شهور الماضية من العام المالى الحالى.
وأكد النائب برديس سيف الدين مقدم طلب الإحاطة، أن المحافظة وفرت الأراضى اللازمة ولم يبقى سوى توفير التمويل والبدء فى التنفيذ نظرا لأهمية هذه المراكز الثقافية للتنمية فى المنطقة.
وأضاف أنه سبق مناقشة الموضوع العام الماضى ووعدت وزارتى التخطيط والثقافة بإدراج بيتى ثقافة الراشدة والمعصرة فى خطة 2019-2020، ولكن لم يحدث.
وأشار النائب فتحى الشرقاوى، إلى أنه تم تخصيص أرض لبناء قصر ثقافة بمدينة مطوبس منذ عام 2016 وحتى الآن لم يتم البناء، وقال أنه لابد من ترتيب الأولويات فى عملية إدراج المشروعات والنظر للمحافظات والمناطق المحرومة بنظرة مختلفة.
وأوضح النائب تامر عبدالقادر، أن الأمر يستوجب مساءلة فورية لعدم التزام وزراتى الثقافة والتخطيط بما قررته اللجنة قبل عامين، مشيرا إلى أن قصور الثقافة تلعب دورا مهما فى نشر الوعى والفكر بين الشباب والحفاظ على الشباب من الانحراف.
وأضاف أن محافظة الوادى الجديد تحتاج لمزيد من الاهتمام فى هذا الشأن نظرا لظروفها وبناء قصور ثقافة مسألة أمن قومى لبناء الوعى.
وقال النائب داود سليمان، أن وزارة الثقافة مطالبة بتقديم توضيح تفصيلى عن سبب تأخرها فى إنشاء المشروعات المتفق عليها.
واضاف أن الوادى الجديد تمثل نصف مساحة مصر وتحتاج لدعم فى مختلف المجالات وعلى رأسها الجانب الثقافى.
وفى تعقيبه على ما أثاره النواب، قال عمرو البسيونى، رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية بهيئة قصور الثقافة، أن الوزارة أرسلت لوزارة التخطيط أكثر من مرة لزيادة الاعتمادات المالية للوفاء بمتطلباتها فيما يخص استكمال المشروعات الجارى تنفيذها والمشروعات الجديدة.
وأضاف أنه تم عقد اجتماع مع مسئولى وزارة التخطيط لرفع الاعتمادات إلى 400 مليون جنيه وحتى الآن لم يتم الموافقة، مشيرا إلى أن المشكلة تمويلية فى المقام الأول.
وتابع: "فيما يخص قصر ثقافة مطوبس بكفر الشيخ، فقرار تخصيص الأرض لم يكن صادرا لصالح هيئة قصور الثقافة وتم مخاطبة المحافظة لتعديل قرارا التخصيص، وبعد تعديل القرار سيتم التنفيذ إذا توافرت الاعتمادات المالية لإقامة مشروعات جديدة بعد الانتهاء من المشروعات الجارية".
وهنا تدخل النائب محمد شعبان رئيس الاجتماع، قائلا:"حتى إذا تم تعديل قرارا التخصيص، فإن الهيئة لن تنفذ بحجة عدم توافر التمويل وهذا الأمر مرفوض ".
وأوضحت دعاء شبل مدير عام بوزارة التخطيط، أن الوزارة ستبحث مع وزارة الثقافة ترتيب الأولويات وبحث زيادة الاعتمادات المطلوبة.
وقالت أن ما تم اعتماده حتى الآن 160 مليون جنيه، وقاطع النائب أسامة شرشر: "من غير المقبول تماما تخصيص مبلغ ضئيل لبناء الوعى المصرى".
وأشار النائب نضال السعيد، وكيل اللجنى، إلى أن زيادة الاعتمادات للموازنة أمر واجب وضرورى، ويجب النظر للمحافظات الحدودية أنها ذات طبيعة خاصة، "وإذا كنا نرغب فى تعمير الوادى الجديد فعلينا أن نستثنى هذه المناطق من أى معايير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة