أثار إعلان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن وصول تعداد مصر لـ100 مليون نسمة، تساؤلات عن سبب الزيادة السكانية المطرد، حيث تضاعف عدد السكان 90 مليونا فى 100 سنة تقريبا، ووفقاً للإحصائيات فبلغ عدد سكان مصر فى العشرينيات من القرن الماضى وبالتحديد عام 1917 حوالى 12 مليون نسمة، وفى عام 2020 تضاعفت الزيادة لتصبح 100 مليون نسمة. وفى هذا التقرير نتعرف على كيفية مساهمة تطور الطب والقضاء على الأوبئة والأمراض فى تقليل عدد الوفيات وزيادة أعمار المصريين.
أرقام حول الزيادة السكانية 90 مليون نسمة في 100 سنة
وفقا للإحصائيات الرسمية هناك زيادة سكانية مطردة على مدار الـ100 عام الماضية:
- عدد سكان مصر عام 1917 وصل إلى 12.7 مليون نسمة.
- عدد السكان فى عام 1947 وصل إلى 18 مليون نسمة.
- عدد سكان مصر كان 26.1 مليون نسمة عام 1960.
- فى عام 1986 تضاعف العدد إلى 48.1 مليون نسمة.
- تضاعف العدد إلى 72.8 مليون نسمة عام 2006.
- فى عام 2018 تضاعف ليصل إلى 98 مليون نسمة.
- فى عام 2020 أصبح الرقم 100 مليون نسمة.
ولكن ما هو سر التضاعف الكبير فى أعداد السكان، بخلاف كثرة المواليد، فهل يمكن لتطور الطب والقضاء على الأوبئة أن يتسبب فى تقليل عدد الوفيات وبالتالى الزيادة السكانية.
استطاعت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية القضاء على مجموعة من الأوبئة والأمراض على مدار الـ 100 عام السابقة، مما تسبب فى تراجع معدل الوفيات منذ عشرينيات القرن الماضى حتى الآن.
وفى عام 2019 أشارت الإحصائيات إلى أن معدل الوفيات هو 5.8 لكل 1000 شخص، وكان معدل الوفيات عام 2008 حوالى 6.3 لكل 1000 شخص، بينما كان العدد 27.9 لكل 1000 من السكان عام 1950.
أمراض وأوبئة استطاعت مصر القضاء عليها على مدار الـ 100 عام:
السل أو الدرن
من أخطر الأمراض القاتلة حتى الستينيات من القرن الماضى، حيث كان يودى بحياة من يصاب به حتى تم اكتشاف مضادات حيوية لعلاجه، لكن إطلاق وزارة الصحة البرنامج القومى لمكافحة الدرن فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ساعد بشكل كبير على المساهمة فى مكافحة هذا المرض، كما أصبح هناك تطعيم إجبارى للمواليد الجدد ضد الدرن، وكذلك تطعيم آخر ضده فى سن دخول المدرسة، كل هذه الإجراءات ساهمت فى مكافحته بشكل كبير.
وتشير الإحصائيات التى أصدرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن الدرن يقتل 5 آلاف شخص يومياً فى العالم، حيث تبلغ حالات الإصابة بالسل حوالى 10.4 ملايين حالة على الصعيد العالمى فى عام 2016، وتوفى من جراء الإصابة به 1.8 مليون شخص، كما بلغ العدد التقديرى لحالات الإصابة بالسل فى منطقة شرق المتوسط 766000 حالة، وتوفى بسببه 82000 شخص فى العام نفسه.
فى مصر.. انخفضت نسبة الإصابة بالدرن أى عدد المرضى الجدد الذين يصابون سنويا به من 34 حالة لكل 100 ألف من السكان عام 1990 إلى 15 حالة لكل 100 ألف من السكان حاليًا أى ما يقرب من 14 ألف مريض جديد سنويًا، كما حققت نتائج علاج مرضى الدرن نسبة نجاح بلغت 87%، ما يعطى الأمل فى إمكانية القضاء على هذا المرض تماما بمصر.
وقد أعلنت وزارة الصحة عن خطة للقضاء على مرض الدرن نهائياً عام 2030، علاوة على تخصيص مستشفيات لعلاجه بالمجان مع توفير الأدوية بالمجان.
الملاريا
من الأمراض التى تنقلها لدغات الناموس، وتمكنت مصر من السيطرة والقضاء على هذا المرض لحد كبير، حيث قل عدد المصابين به، حيث وصل معدل الإصابات فى مصر سنويا بمرض الملاريا عام 2017 إلى 300 حالة، وجميعها لمواطنين قادمين من دول ينتشر بها المرض، وتوجد مستشفيات مخصصة لعزل المرضى بها.
فيروس سي
مع انطلاق الحملة القومية لمكافحة فيروس سى وظهور علاجات وأدوية لمكافحة الفيروس قلت أعداد الوفيات بهذا المرض، ووضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية لمكافحة الفيروس والقضاء عليه عام 2030، ووفقاً لمؤتمر المعهد القومى لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد عام 2017، أنه لكى نصل إلى إصابة أقل من 2% لا بد من علاج 3 ملايين و750 ألف مصرى، وللوصول إلى معدلات أقل من 1% من الإصابة نحتاج إلى علاج 5 ملايين مصرى من المصابين بفيروس سى، وهو ما تعمل عليه وزارة الصحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة