تحرك جديد شهده ملف منطقة "أبو مينا" الأثرية والتى تقع غرب الإسكندرية، المنطقة القبطية الأرثوذكسية الوحيدة المسجلة فى قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونيسكو بالإسكندرية، حيث بدأ التنفيذ الفعلى للمشروع فور وصول 170 طلمبة جديدة وحديثة من إيطاليا لشفط المياه الجوفية، وإعادة تأهيل وافتتاح المنطقة الأثرية مرة أخرى.
ازالة الحشائش
يأتى ذلك كإنجاز آخر يضاف إلى إنجازات وزارة الآثار مؤخرا بالإسكندرية، خاصة بعد إعادة ترميم وافتتاح المعبد اليهودى والذى كان بمثابة حدث عالمى، حيث واصلت الدولة المصرية جهودها، لحماية منطقة " أبو مينا الأثرية " من الغرق بالمياه الجوفية، حيث قامت وزارة الآثار بتخصيص 15 مليون جنية لشراء عدد 170 طلمبة ذات كفاءة عالية وطبقا للمواصفات العالمية لسحب المياه الجوفية حول المنطقة الأثرية، نظرا لارتفاع نسبة ملوحة المياه الجوفية مما يستلزم طلمبات ذات مواصفات وقدرات خاصة.
اعمدة رخامية
الآثار: وصول 170 طلمبة لشفط المياه الجوفية والانتهاء من حفر أول بئر
وقال محمد متولى مدير إدارة الآثار الاسلامية والمسيحية واليهودية بالإسكندرية والساحل الشمالى، أن الادارة تتابع تنفيذ مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية والتى تنفذها وزارة السياحة والآثار.
وقال "محمد متولى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه تم الانتهاء من حفر أول بئر من إجمالى 50 بئرا فى المرحلة الأولى، حيث سيتم وضع طلمبات شفط المياه بها لشفط المياه الجوفية، مؤكدا على وصول 170 طلمبة لشفط المياه إلى القاهرة قادمة من إيطاليا والتى تم تصنيعها بمعايير خاصة لتتحمل ارتفاع نسبة الملوحة بالمياه الجوفية.
الاعمدة الارخامية
وأوضح " محمد متولى "، أن الادارة قد اهتمت بتطوير المنطقة الأثرية ككل حيث تم إزالة كافة التعديات على الاراضى التابعة للمنطقة الأثرية، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، حيث تم التنسيق مع قوات الأمن وإزالة كافة التعديات على منطقة أبو مينا الأثرية من بعض المواطنين وتم إزالة 11 حالة تعدى بنسبة 99% من الأرض، كما تم مؤخرا إزالة نحو 5 آلاف متر من الحشائش، والذى قام بة دير "مارى مينا" بناء على التعاون والتنسيق الذى تم مع الأنبا كيرلس أفامينا رئيس الدير والقمص تداوس أفامينا مسئول ملف المنطقة الأثرية بالدير، ومسئولى الدير.
الكنيسة الخشبية
الأب تداوس: إنشاء متحف يضم المقتنيات الأثرية من القبر المقدس والكنيسة القديمة
من جانبه قال القمص الاب "تداوس أفا مينا" المسئول عن ملف منطقة ابو مينا الأثرية بدير مارمينا، أن وزير الآثار تولى الملف اهتماما كبيرا، حيث تم الانتهاء من حفر أول بئر فى مشروع شفط المياه الجوفية، وجارى حفر 20 بئرا حول القبر المقدس و30 آخرين حول المنطقة الأثرية والكنيسة وفق ما حددته الجهة الاستشارية للمشروع.
الموقع الاثرى
وأشار الأب تداوس فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن "منطقة أبو مينا" الأثرية هى المنطقة القبطية الأرثوذكسية الوحيدة التى وضعت على قوائم التراث العالمى وحصلت المنطقة على رقم 100 فى القائمة ضمن 7 مناطق مصرية اخرى وضعت على نفس القوائم، وهناك اهتمام كبير بالتنسيق مع وزارة الآثار لإنشاء متحف يضم القطع الأثرية التى تم استخراجها من القبر المقدس والكنيسة القديمة والتى تتواجد حاليا بالمتحف القبطى ووزارة الآثار، كما سيتم إعادة افتتاح المنطقة كمزار سياحى عالمى.
المياه الجوفية بالقبر المقدس
المنطقة الأثرية كانت بمثابة حج للمسيحين بالعالم بعد القدس
و تقع المنطقة الأثرية على مساحة تبلغ نحو 2000 فدان ومسافة تبلغ نحو 45 دقيقة من الدير الحديث، حيث تقع بقايا المدينة الأثرية القديمة من شواهد وأعمدة رخامية يتوسطها الكنيسة الخشبية التى بنيت مؤخرا لأداء صلوات القداسات وسط منطقة الدير القديم والتى بنيت حول " مذبح قديم حجرى كان مخصص للكاتدرائية القديمة التى بنيت على شكل صليب بالمنطقة الأثرية.
و المنطقة الأثرية كانت بمثابة حج ثان للمسيحين بالعالم بعد القدس، وكانت قديما مصدر رئيسى من مصادر دخل الكنيسة المصرية، بعد أن تحولت المنطقة إلى مشفى بسبب العجائب إلى شهدتها المنطقة من الشفاء من الأمراض، لذلك أطلق على القديس مارمينا " مارمينا العجائبى ".
بقايا الكنيسة
تاريخ الدير القديم يعود إلى عام 315 ميلادية
ويعود تاريخ الدير القديم إلى وقت وصول رفات الشهيد "مارمينا" واستقرارها فى مزارها القديم بالآثار نحو عام (312 – 315)، وبنيت أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامى 320 – 325 م فى عهد الملك قسطنطين الكبير، وبتزايد عدد الزوار وطالبى المعجزات والتبارك بالقديس، جدد البابا أثناسيوس الرسولى الكنيسة الأولى ووسعها كثيرًا.
بقايا الكنيسة القديمة
ومع ذيوع شهرة القديس وازدياد عدد الزوار تحولت المنطقة إلى مدينة سياحية مهمة انتشرت فيها الكاتدرائيات والكنائس الرخامية والمنشآت العديدة: كالحمامات والفنادق، وبازدياد عدد الرهبان إلى المئات أنشئ بالمنطقة دير كبير كان يزداد اتساعًا بمرور الوقت، وامتد نشاط بعض رهبانه للكرازة بأوروبا، وتحتفظ الكنيسة الأيرلندية فى صلواتها إلى يومنا هذا بصلاة خاصة للآباء الرهبان الأقباط.
تراكم المياه الجوفية بالقبر المقدس
وأصبحت المدينة بكنائسها مطمعًا للأجانب وغارات الفرس والبربر الأتراك، إلى أن جاء القرن الـ13 واندثرت المدينة وكنائسها بسبب التخريب الشامل الذى حل بها وعدم استتباب الأمن فيها، ثم انتقل جسد الشهيد مارمينا عبر رحلة طويلة من منطقة مريوط إلى كنيسته بفم الخليج فى مصر القديمة فى النصف الأول من القرن الـ14
مسؤلى الاثار
تم الكشف الأثرى للمنطقة سنة 1905 على يد العالم الألمانى "كوفمان"
وقد بدأت عمليات الكشف الأثرى للمنطقة سنة 1905 على يد العالم الألمانى "كوفمان" ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والمتحف القبطى بالقاهرة.
مسؤلى الاثار بالمنطقة الاثرية
ومنذ أكثر من 30 عاما وبالتحديد فى ثمانينات القرن الماضى، ووبعد مشروع استصلاح الأراضى المحيطة بالمنطقة الأثرية، ارتفع منسوب المياه بالمنطقة مما أدى إلى انهيار بعض الأجزاء، وتم ردم معظم الآثار تحت الأرض حرصا على المنطقة الأثرية ومنها قبر الشهيد مارمينا لحمايتها من الانهيار، وفى عام 2005 قام المجلس الاعلى للآثار بالتعاون مع دير مارمينا بعمل دراسات مستفيضة لإنقاذ المنطقة، حيث يتم حاليا تنفيذ مشروع كبير لخفض منسوب المياه الجوفية، وإعادة وترميم " كنيسة البابا ثاؤفيلس".
وقع ابو مينا الاثرى
و نظرا لاهمية دير "مارمينا العجائبى" الذى يعد أحد أهم الأديرة الأثرية والسياحية بمحافظة الإسكندرية، فقد وضع البابا كيرلس السادس حجر أساس دير الشهيد مارمينا العجائبى بمريوط، وأعاد إحياء المنطقة فى 27 نوفمبر 1959، بمناسبة الاحتفالات الخاصة بذكرى استشهاد القديس مارمينا والذى يوافق 15 هاتور من الشهور القبطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة