أكرم القصاص - علا الشافعي

اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" أخذوا تاريخهم من المسيحية

الأربعاء، 12 فبراير 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" أخذوا تاريخهم من المسيحية المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف ساعدت المسيحية ووجودها فى منطقة الجزيرة العربية قبل الإسلام فى التأريخ للمنطقة، هذا ما نعرفه من قراءتنا للمفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987) وهو مفكر ومؤرخ عراقى له العديد من الكتب من أشهرها كتاب "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام".
 
 ويعد هذا الكتاب واحدا من الكتب المهمة فى قراءة التاريخ العربى القديم، ويتألف الكتاب من 10 أجزاء أحدها مخصص للفهرس، ويعتبر أضخم عمل أكاديمى فى تاريخ العرب والجزيرة العربية فى فترة ما قبل ظهور الإسلام، ونشر الكتاب فى سنة 1968.
 
 
وأطلق جواد على على المصادر المسيحية اسم "الموارد النصرانية" وقال عنها "وللمواد النصرانية أهمية كبيرة فى تدوين تأريخ انتشار النصرانية فى بلاد العرب وتاريخ القبائل العربية، وعلاقات العرب باليونان والفرس، وقد كُتب أغلبها باليونانية والسريانية، ولها فى نظرى قيمة تأريخية مهمة، لأنها عند عرضها للحوادث تربطها بتأريخ ثابت معين، مثل المجامع الكنيسية، أو تواريخ القديسين، والحروب وأوقاتها فى الغالب مضبوطة مثبتة.
 
ومن أشهر هذه الموارد مؤلفات المؤرخ الشهير "أوبسبيوس" المعروف بـ"أوبسبيوس القيصرى "263- 340م وكان على اتصال بكبار رجال الحكومة وبرؤساء الكنيسة، فاستطاع بذلك أن يقف على كثير من أسرار الدولة وأن يراجع المخطوطات والوثائق الثمينة التى كانت تحويها خزائن الحكومة وخزائن كتب الرؤساء والأغنياء.
 
وألف كتابًا فى التاريخ باللغة اليوناينة، عرف بـ" the chronicon"، حوى بالإضافة إلى التاريخ العام تقاويم وجداول بالحوادث التى حدثت فى أيامه وقد أفاد هذا الكتاب فائدة كبيرة فى معرفة تاريخ اليونان والرومان حتى سنة 325م، ولم يبقَ من أصله غير قطع صغيرة، غير أن له ترجمة باللاتينية عملها "جيروم" وأخرى باللغة الأرمنية، وقد سدّ "جوزيف سكالكر "النقص الذى طرأ على النسخة الأصلية، باستفادته من هاتين الترجمتين.
 
ولهذا الأسقف كتب مهمة أخرى، فى مقدمتها كتاب "التاريخ الكنائسى وهو فى عشر أجزاء، يبدأ بأيام المسيح، وينتهى بوفاة الإمبراطور "licinius" سنة 324م. وقد استقى كتابه هذا من مصادر قديمة، وأورد فيه أمورًا انفرد بها، ومن مؤلفاته: كتاب "شهداء فلسطين"تحدث فيه عن تعذيبهم واستشهادهم فى سنة 303 ميلادية وكتاب "سيرة قسطنطين، وكتاب فى فلسفة اليونان وديانتهم.
 
ومن مؤرخى الكنيسة: "athanasius" "حوالى 296- 371"و "gelastius" حوالى 320- 394م" أسقف قيصرية، وله تتمة لتاريخ "eusebius". و"روفينوس تيرانيوس" "rufinus tyranius" المتوفى سنة 410م، وصاحب كتاب "historiae ecclesiaticae" وقد ضمّنه أقسامًا من تاريخ "أوبسبيوس" و"إيرينوس" "irenaeus" "444م"، وكان أسقفًا على "صور" "tyre"، وقد كتب مؤلفًا عن مجمع "أفسوس" للنظر فى النزاع مع النساطرة، وكان يميل إليهم، والمؤرخ "سقراط" وهو من الفقهاء فى الكنيسة، وقد اعتمد فى تواريخه على من كتب قبله من المؤرخين.
والمؤرخ سوزومينوس 400- 443 وله كتاب فى التأريخ الكنائسى و "ثيودوريث" "theodoret" المتوفى حوالى سنة 457 للميلاد، و"زوسيموس "zosimus"، وهو مؤرخ يونانى ألّف فى تاريخ الإمبراطورية الرومانية – اليونانية، فأشار إلى أن العرب وعلاقاتهم بها، و"شمعون الأرشامسى، وهو صاحب "رسائل الشهداء الحميريين" التى تبحث فى تعذيب ذى نواس للنصارى فى نجران، وقد جمع أخبارهم "على ما يدعيه" من بلاط ملك الحيرة أيام أوفده إليه إمبراطور الروم فى مهمة رسمية.
 
وأكثر الموارد المذكورة هى، ويا للأسف، مخطوطة، وليس من المتيسر الاستفادة منها، أو مطبوعة ولكنها نادة، لأنها طبعت منذ عشرات من السنين فصارت نسخها محدودة معدودة لا توجد إلا فى عدد قليل من المكتبات، ثم إنها فى اليونانية أو اللاتينية أو السريانية، أى فى لغاتها الأصلية، ولهذا صعب على من لا يتقن هذه اللغات الاستفادة منها، ولهذه الأمور ولأمثالها، لم يستفد منها الراغبون فى البحث فى التاريخ الجاهلى حتى المستشرقون منهم استفادة واسعة، فحرمنا الوقوف على أمور كثيرة من أخبار الجاهلية كان فى الإمكان الوقوف عليها لو تيسرت لنا هذه الكنوز.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة