معبد ديبود الذى بنى للمعبود آمون وإيزيس، بجزيرة فيلة، فى العام الثانى قبل الميلاد، وهو يزين الآن مدينة مدريد، قامت الحكومة المصرية بإهدائه إلى دولة إسبانيا عام 1968، ومؤخرًا تعالت نداءات الاستغاثة بتغطية المعبد لحمايته من الأمطار وعوامل التعرية، وذلك بعد أقل من أسبوع من إطلاق الدكتور زاهى حواس الدعوة لتغطية معبد "ديبود" المصرى بمدريد، وخلال التقرير التالى نستعرض القصة الكاملة للمعبد.
المعبد فى مدريد
المعبد تم بناؤه على بعد 15 كم جنوب مدينة أسوان بجنوب مصر بالقرب من الشلال الأول بالنيل فى منطقة دابود على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، والمعبد تم بناؤه للآله إيزيس بجزيرة فيلة، فى العام الثانى قبل الميلاد قام إدخاليماني ملك الكوشيين ببناء غرفة تعبد صغيرة وأهداها للآله آمون، وخلال حكم بطليموس السادس وبطليموس الثامن وبطليموس الثانى عشر فى العصر البطلمى تم توسعة الغرفة من جهاتها الأربعة لتصبح معبد صغير بمساحة 12 مترا، وتم اهداؤه إلى الإلهة إيزيس فى فيلة، وقد أكمل الإمبراطوران الرومانيان أغسطس قيصر وتيبريوس تزيين المعبد.
المعبد
وحول قصة إهداء المعبد، فقال عالم الآثار الدكتور زاهى حواس، فى أحد مقالته إن الحكاية بدأت عام 1959 عندما قاد الراحل الدكتور ثروت عكاشة، وزير ثقافة مصر آنذاك، فكرة إنقاذ معابد النوبة قبل أن تغرق بعد اكتمال بناء السد العالى، واستطاع أن يقنع الرئيس جمال عبدالناصر بالفكرة وأن هناك ضرورة لمشاركة المجتمع الدولى فى هذا الإنقاذ، واستطاعت مصر أن تقنع منظمة اليونسكو العالمية بتبنى مشروع إنقاذ معابد النوبة.
ديبود
وتابع الدكتور زاهى حواس، ومن هذا المنطلق التاريخى الحاسم فى ذلك الوقت، أطلق الرئيس جمال عبدالناصر مقولته الشهيرة "إن آثار مصر لا تخص مصر فقط، بل تخص العالم كله"، واستمرت اللجان تبحث الطرق الخاصة بالإنقاذ فى عام 1963م، ولم تقتصر عملية الإنقاذ على معابد أبو سمبل فقط، بل شملت معابد النوبة كلها.
معبد ايبود قبل نقله من مصر
وأكد الدكتور زاهى حواس، قد استطاعت مصر بقيادة الدكتور ثروت عكاشة أن تجعل كل الدول تشارك فى عملية الإنقاذ، وقد ساهمت الولايات المتحدة بأكبر مبلغ فى ذلك الوقت وهو 50 مليون دولار، وشاركت أيضًا إيطاليا وإسبانيا وهولندا وغيرها من الدول، ولذلك أقول لولا تعاون هذه الدول لكانت هذه المعابد كلها غارقة تحت مياه بحيرة ناصر.
معبد دايبود فى أسبانيا
وأشار الدكتور زاهى حواس، إلى أنه بدأت عمليات الإنقاذ بإشراف اليونسكو وكان هذا التعاون الدولى إشارة إلى أن العالم كله قد عرف أهمية الآثار المصرية، وكان يوم 22 سبتمبر عام 1968 من أهم الأيام فى تاريخ آثار مصر حيث تم الاحتفال بإنقاذ الآثار المصرية بفضل تعاون المجتمع الدولى، وقد وجدت اليونسكو ووزارة الثقافة أن هناك ضرورة لشكر هذه الدول على مساهمتها الكبيرة فى ذلك الإنقاذ؛ لذلك وافقت الحكومة المصرية على إهداء هذه الدول أجزاءً صغيرة من معابد صارت سفراء لمصر فى مدن هذه الدول المهمة.
معبد ديبود
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة