يعنى إيه فتاوى الجيل الخامس؟.. مؤشر الفتوى يكشف: 45 % منها سياسية تهدف لتخريب الدول والأوطان.. استخدمتها الإخوان الإرهابية لضرب استقرار مصر.. ويشككون الناس فى الثوابت الدينية

الأربعاء، 12 فبراير 2020 11:00 م
يعنى إيه فتاوى الجيل الخامس؟.. مؤشر الفتوى يكشف: 45 % منها سياسية تهدف لتخريب الدول والأوطان.. استخدمتها الإخوان الإرهابية لضرب استقرار مصر.. ويشككون الناس فى الثوابت الدينية دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الجماعات المتطرفة تستخدم بين الحين والآخر الإعلام الإلكترونى كأداة لنشر حروب الجيل الخامس والشائعات والفتاوى المتشددة، عبر اعتمادها على تطبيقات الهواتف والوسائل الإلكترونية فى آن واحد، وتعد حروب الجيل الخامس، هى إحدى أدوات الحشد والتضليل للكثير من الجماعات والكيانات والشخصيات المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف زعزعة أمن واستقرار المجتمعات فى مختلف دول العالم، لا سيما مع مرور ذكرى احتجاجات أو الثورات الشعبية، معتمدةً على نشر الشائعات وقلب الحقائق وهز ثقة المواطنين فى مؤسسات ورموز الدول.

طارق أبوهشيمة مدير المؤشر العالمى للفتوى التابع لدار الافتاء، قال إن تلك الحروب لا تتمسك بمبدأ هزيمة الخصم عسكريًّا أو هزيمته سياسيًّا، بل هى حروب نفسية تعتمد على شن معارك فكرية عبر الفضاء الإلكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى وأدوات معلوماتية وسيبرانية.


 

45% من فتاوى حروب الجيل الخامس سياسية 
 

وكشف فى تصريحات لليوم السابع، أن من خلال تحليل فتاوى حروب الجيل الخامس، لفت المؤشر إلى أنها دارت حول 3 مجالات رئيسية، تمثلت فى الفتاوى السياسية والتى جاءت بنسبة 45%، يليها الاقتصادية بنسبة 35%، والاجتماعية بنسبة 20 %.

وتجلت أوضح صور الفتاوى السياسية فى فتاوى جماعة الإخوان الإرهابية بعد سقوطهم فى مصر عام 2013، حيث اعتمدت على نشر العديد من الفتاوى والآراء التى ينشرونها كل عام مع ذكرى 25 يناير فى مصر، والتى تحرّض فى معظم محتواها على التظاهر والخروج على الحاكم وتأجيج الثورات، ومن أمثلتها قول أحد قادة للجماعة الإرهابية: "العصيان المدنى والتظاهر ضد النظام (المصري) هو أحد وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر"، وفتواهم المُحرمة للتصويت والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2014، رغم حشدهم لانتخابات 2012 التى شاركوا فيها.

كما أفتى أحد المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية خلال اعتصامى رابعة والنهضة، بأن "الاعتصام فى ميدان رابعة أهم من أداء العمرة"، تحت زعم أن الجماعة تمر بنوع من الجهاد، هذا بالإضافة إلى الفتاوى المستمرة حتى اليوم والتى تبيح بل وتحثُّ مرارًا وتكرارًا على قتل رجال الشرطة والجيش المصريين.

وعن الفتاوى الاقتصادية التى شكلت نسبة 35% استهدفت زعزعة وهدم اقتصاديات الدول والمجتمعات وخلق وسال حديثة لتمويل التنظيمات الإرهابية، واستدل المؤشر على ذلك بفتوى منسوبة لتنظيم "داعش" بجواز التعامل بالعُملات الرقمية وأبرزها "البيتكوين" لتسيير عملياته الإرهابية؛ حيث أفتى "تقى الدين المنذر" فى وثيقة تحت عنوان: "بيتكوين وصدقة الجهاد" بأن "العملة الافتراضية تمثل حلًّا عمليًّا للتغلب على الأنظمة المالية للحكومات الكافرة"؛ بل اهتمت الوثيقة بشرح كيفية استخدام هذه العملة وإنشاء الحسابات المالية على الإنترنت، ونقل الأموال دون لفت الانتباه.

وكذلك فتوى وردت بمجلة "أمة واحدة" المنسوبة لتنظيم القاعدة وتضمنت: "ضرب الاقتصاد الأمريكى ممكن ومؤثر بشكل فعال فى إضعاف العدو. وعلى أبناء الأمة ولا سيما الكفاءات والنخب المتخصصة كل فى مجاله، بإعطاء مساحة من وقتهم وتفكيرهم للإبداع فى البحث عن الثغرات التى يمكن من خلالها ضرب الاقتصاد الأمريكى”.

أما الفتاوى الاجتماعية فاعتمدت على إثارة شكوك المسلمين فى الثوابت الدينية، واعتمدت على نشر الفتاوى المتشددة بالإضافة إلى الفتاوى المغلوطة، ومن أمثلتها إباحة زواج المرأة المسلمة من المسيحى، "صلاة الجمعة ليست فرضًا وهى غير موجودة أصلًا". إعادة نشر فتوى غير صحيحة، نُسبت للسعودى "ناصر العمر" ادعى نشطاء أنه أباح فيها للزوجة ممارسة الجنس مع الغرباء فى حال تقصير زوجها، وهى الفتوى التى أعيد تداولها أكثر من مرة منذ عام 2015.

ونوه المؤشر إلى أن خطورة تلك الحروب تكمن فى أنها بلا قيود ولا يوجد بها محظورات، وبعيدة عن الرقابة بشكل كبير، موضحا أن هناك أربع عناصر أساسية تقوم عليها تلك الحرب الجديدة، أولها هو خلق مجال جديد للصراع ( أى الساحة الالكترونية والابتعاد عن المعارك وشن الهجوم على الأراضى)، وتغير طبيعة الأعداء (بدلا من كونهم مقاتلين ومحاربين أصبحوا مجموعة من الهاكر والمهاجمين خلف شاشات الأجهزة الإلكترونية بل واستخدام المواطنين كلاعب رئيس فى نشر الفوضى)، فضلاً عن تغير اهداف تلك الحروب، حيث تستهدف تجنيد الشباب من خلال إقناعهم بالآراء المتطرفة وتكوين جماعات وقوى داعمة لبعضها البعض، وأخيراً تغير طبيعة القوة المستخدمة من الأعداء فلا حاجة هنا إلى استخدام السلاح أو الدبابة بل من خلال عدد من أدوات التشفير والقرصنة والعملات الافتراضية يمكن مهاجمة الدول وتدمير اقتصادها.

 

داعش والقاعدة والإخوان.. أكثر المستخدمين لحروب الجيل الخامس 
 

وأبرز المؤشر أن الجماعات والكيانات المتطرفة تعد الأكثر استخدامًا لتلك الحروب كتنظيمَى داعش والقاعدة وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، فنجد أن تلك التنظيمات اعتمدت على مواقع السوشيال ميديا بشكل كبير، وتبتكر يوميًّا تطبيقات ومنصات جديدة تلجأ لها للتمكن من شن تلك الحروب، فقد تصدر موقع التليجرام قائمة أكثر المواقع المستخدمة من قبل الجماعات الإرهابية فى العام 2018 وأوائل العام 2019، وبلغت نسبة استخدامه 45 % من إجمالى مواقع التنظيمات عبر الفضاء الإلكترونى. 

ومن أبرز الفتاوى التى انتشرت خلاله فتوى وردت عبر قناة صحيفة النبأ التابعة لتنظيم داعش الإرهابى والتى تضمنت "إشعال النار من أسهل الوسائل للنكاية فى العدو، وضررها عليه كبير، فما عليك سوى التوكل على الله وإشعال النار والانسحاب من المكان وستقوم النيران بما يجب بعد توفيق الله". وكذلك فتوى تنظيم القاعدة عام 2018 القائلة: "ندعو أهلنا فى الشام خاصة والأمة عامة لدعم أبنائهم المجاهدين والالتفاف حول خيار العز حتى نيل إحدى الحسنيين".

وأورد مؤشر الإفتاء استخدام "الغرف المغلقة" فى التخطيط لهجوم برلين فى عيد الميلاد عام 2016، والهجوم الذى نُفذ فى ملهى ليلى ليلة رأس السنة عام 2017 فى إسطنبول، بالإضافة إلى الهجوم الذى نُفذ فى مدينة سانت بطرسبرج الروسية فى منتصف أبريل من العام 2017 أيضًا، وهو الهجوم الذى دفع القائمين على التطبيق للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الروسية يقتضى بمشاركته مجموعة محدودة من بيانات المُستخدمين المُشتبه فى انتمائهم لداعش، على أن يدير تطبيق "تليجرام" عملية مشاركة البيانات.

وتابع المؤشر أن "داعش" أعلن عبر التطبيق أيضًا، عن تبينه لحادث إسقاط الطائرة الروسية فى شبه جزيرة سيناء المصرية، أكتوبر عام 2015، والتى راح ضحيتها 224 شخصًا كانوا على متنها، معظمهم من السائحين الروس، أثناء عودتهم من شرم الشيخ إلى مدينة سانت بطرسبرج.

وأخيرًا أوضح مؤشر الفتوى أن الإرهابى الليبى "عبد الرحيم المسمارى” المتهم فى حادث الواحات الإرهابى الذى وقع بمصر عام 2017، تواصل مع أفراد الجماعة فى ليبيا عبر "التليجرام" لإغاثته، بعد هجوم الجيش المصرى جوًّا على مجموعته الإرهابية، لكنهم لم يفلحوا فى الوصول إليه.


 

100 ألف شائعة و12 مليون حساب بأسماء مستعارة فى مصر
 

وكشف المؤشر أن الفتاوى باتت أحد أهم أسلحة حروب الجيل الخامس، حيث انتشرت العديد من الفتاوى والآراء الفقهية التى تسببت فى زعزعة الأسس والثوابت الدينية لدى الكثيرين وتشكيكهم فى صحيح السنة، بل وطوعت لهم النصوص الدينية فى شكل آراء مفخخة تستهدف تدمير الشعوب وتبرير العمليات الإرهابية.

ولفت المؤشر إلى أن حروب الجيل الخامس - التى تعتمد الخطاب الدينى فى أدواتها - تخلق حالة من السخط والإحباط الشعبى وزعزعة الثقة بين أى شعب ومؤسساته، لا سيما تلك التى تمس هوية المواطنين محدودى الدخل أو الذين لم تسعفهم حياتهم لنيل قسط وافر من التعليم، ولا أدل على ذلك من رصد أكثر من 100 ألف شائعة (دينية وغيرها) خلال عام 2019 فى مصر، هدفت لبث الإحباط والفوضى العقلية بين أبناء الوطن.

كما رصد المؤشر وجود أكثر من 12 مليون حساب على السوشيال ميديا بأسماء مستعارة من بين أكثر من 65 مليون حساب على مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، وقد تعمل تلك الحسابات مع جهات خارجية لشن حرب من الجيل الخامس وبث أخبار مزيفة وكاذبة وفتاوى غير منضبطة.

تطبيقات " BCM " و" TIK TOK " أحدث وسائل التنظيمات لشن حروب الجيل الخامس
 

ومع التضييق الأمنى على تلك التنظيمات وملاحقتهم من جانب الدول والحكومات، لجأ تنظيم داعش إلى عدد من التطبيقات الجديدة أواخر عام 2019، ومن أبرزها «تطبيق « BCM» المعروف باسم "Because Communication Matters«، حيث أنشأ خلاله ما يقرب من 10 قنوات وصفحات، بعضها يضم ما يفوق الـ100 متابع، فى أول أسبوع من ديسمبر الماضي

وظهر ما لا يقل عن 24 حسابًا مرتبطًا بالتنظيم عبر تطبيق «TIK TOK» فى ديسمبر الماضى نشر خلالها محتوى يصوّر قطع الرؤوس والأنشطة العسكرية، متعمدًا تجهيز الفيديوهات بطريقة ملائمة لجمهور تيك توك من الشباب من خلال إضافة الموسيقى والغناء على المحتوى. واستغل التنظيم تلك التطبيقات فى بث صور عملياته الإرهابية، ومحاولة التأكيد على استمرار نفوذه عقب مقتل زعيمه أبو بكر البغدادى.

 

وسائل التصدى
 

وأخيرًا أكد مؤشر الإفتاء على ضرورة تفعيل قوانين مكافحة الجريمة الإلكترونية لحصر تلك الفتاوى المتشددة والشائعات واندحارها، وتشكيل فريق كبير من الباحثين للعمل بصورة دورية على رصد ومتابعة مثل تلك الحروب الجديدة، والتركيز على نشر رسائل مضادة وتفعيل فن إدارة الأزمات، والعمل على إنتاج فنون كالأفلام السينمائية والمسلسلات والإعلانات السريعة للتحذير من مثل تلك الأفكار الهدامة، والتركيز على التعايش مع الآخر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة