ألكسندر سولجنيتسين روائي وكاتب مسرحي ومؤرخ ومعارض روسى "11 ديسمبر 1918ــ 3 أغسطس 2008"، ومن خلال كتاباته جعل الناس يحذرون من الجولاج، وهو معسكرات الاعتقال السوفييتية، يرجع تاريخه إلى عام 1918م، عبارة عن معسكرات للعمل الإلزامى والسخرة، تعرض المقيمون بها لكل أشكال القمع والتنكيل، كان معقلا لانتهاك كل حقوق الإنسان، وذلك من خلال روايته "أرخبيل جولاج، ويوم فى حياة إيفان دينيسوفيتش"، وهما من أشهر أعماله، واليوم تمر ذكرى طرد ألكسندر من قبل الاتحاد السوفيتى، وتجرده من جنسيته بسبب معارضته للحكم، فى عام 1974م.
ألكسندر سولجينيتسين ولد في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية، لأم أوكرانية، عملت على تربيته بعد موت أبيه خلال رحلة صيد، قبل أن يولد ألكسندر، وهو ما جعل الأم تواجه صعوبات كبير في المعيشة، وفى هذا أشار ألكسندر أن والدته قد حاربت من أجل البقاء على قيد الحياة وأنهم اضطروا إلى إبقاء خلفية والده فى الجيش الامبراطورى القديم سرا.
ساعدت والده ألكسندر على تنمية ميوله الأدبية والعلمية، ودرس الرياضيات فى جامعة ولاية روستوف، بالتزامن مع دراسته في معهد موسكو للفلسفة والأدب والتاريخ، وخلال الحرب العالمية الثانية، خدم قائدا لبطارية الصواريخ فى الجيش الأحمر.
بدأ ألكسندر في نشر اعماله الأدبية فى وقت متأخر من حياته، بما فى ذلك الرواية غير المكتملة فى وقت مبكر "حب الثورة"، التى يروى تجربته فى زمن الحرب وشكوكه المتزايدة حول الأسس الأخلاقية للنظام السوفيتى.
ونظرًا لكتابته تعليقات مهينة فى رسائل خاصة لأحد أصدقائه حول سير الحرب، إلى جانب اتهمه بنشر دعاية معادية للحكم السوفيتى، تم اعتقاله فى الوقت الذى كان يؤدى خدمته بروسيا الشرقية، فى عام 1945م، فى سجن لوبيانكا فى موسكو، حكم عليه بـ 8 سنوات فى معسكر للعمل.
وخرج ألكسندر من السجن بعد تبرئته من التهم المنسوبة إليه، فعمل في التدريس نهارًا، ويكتب سرًا في الليل، لدرجة أنه قال في خطاب قبول جائزة نوبل التي حصل عليها في عام 1970م: خلال جميع السنوات حتى عام 1961م، ليس فقط كنت مقتنعا أننى لا يجب أن أرى سطرا واحدا مما أكتب فى حياتى، ولكن أيضا، وألا أتجرأ أن أسمح لأى من معارفي أن يطلع على شيء مما كتبت خشية أن يصبح ما أكتب معروفا للجميع ".
ولكن نظرًا لاستمراره في المعارضه للحكم اعتبرته الصحافة السوفياتية خائنا وشنت عليه هجومًا كبيرًا، وخصوصا بعد نشر روايته "أرخبيل جولاج"، في عام 1973م، وترتب على ذلك سحب الجنسية منه من قبل السطات السوفياتية في عام 1974 وتم نفيه من بلاده ليقيم فى سويسرا، ثم فى الولايات المتحدة، حيث عاش فى عزلة اختيارية أكمل خلالها عملين آخرين، منتقداً ما كان يراه انحداراً أخلاقياً للغرب، وبعد عودته لبلاده في عام 1994م، منحه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين جائزة الدولة للغة روسية بعد ذلك بعدة أعوام، ورحل عن عالمنا ألكسندر سولجنيتسين، فى 3 أغسطس 2008م، نتيجة سكتة قلبية، عن عمر يناهز الـ 89 عاماً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة