توجد في الفضاء سحابة كبيرة من النفايات في مدار الأرض بسبب انتشار الأقمار العاطلة والأجزاء المفتتة للصواريخ، والتى تهدد بالاصطدام ونشر الفوضى خارج الكوكب، فوفقًا لوكالة ناسا، هناك الملايين من الأجسام التى تتسبب بهذه المشكلة المدارية، حيث يمكن أن تتحرك الشظايا إلى ما يقرب من 18000 ميل في الساعة (19000 كم / ساعة)، أي حوالي سبعة أضعاف سرعة الرصاصة، وحوالي 20000 قطعة منها فى حجم الكرة أو أكبر.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، فإنه إضافة إلى هذه الفوضى، هناك انتشار للأقمار الصناعية المصغرة في المدار التى تسمى cubesats، وهى مكعبات طولها 4 بوصات (10 سم) تزن 3 أرطال فقط (1.4 كيلوجرام)، وتبدأ تكاليف الإطلاق بمبلغ 40،000 دولار؛ حيث تكلف الشركات الخاصة الآلاف منها لجمع البيانات وتوفير خدمة الإنترنت والإذاعة.
ويتنافس مهندسو الفضاء لتطوير التقنيات والأنظمة التي يمكن أن تمنع الأعطال من أجل حماية الأقمار الصناعية العاملة، والبعثات الفضائية المستقبلية، والأشخاص والممتلكات على الأرض.
وقال ديفيد بالمر، وهو عالم فضاء في لوس ألاموس وعالم استشعار عن بعد، إن حوالي 5000 قمر صناعي تحمل حمولات في مدار حول كوكبنا، لكن حوالي 2000 فقط نشطون ويتواصلون مع الأرض.
ويعد بالمر، الباحث الرئيسي لمشروع يطور نوعًا من لوحة الترخيص الإلكترونية للأقمار الصناعية، وسيسمح ذلك للأقمار ببث مالكيهم ومواقعهم طالما كانوا في الفضاء، حتى بعد توقف القمر الصناعي عن العمل، وذلك في محاولة لتفادى حدوث أي تصادم بين الأقمار في المدار وسط سحابة النفايات.
يُطلق علي هذه اللوحة المعرف البصري شديد الموارد، أو ELROI، وهو ينتج رمز تعريف فريدًا - رقم ترخيص قمر صناعي - مع ليزر يومض 1000 مرة في الثانية.
تُترجم الأنماط التي أنشأتها الوامضات إلى رموز مسلسلة يمكن قراءتها بواسطة التلسكوبات على الأرض، مع تحديد مالك القمر الصناعي والإحداثيات، ونظرًا لأن ELROI مدعوم بخلاياه الشمسية الخاصة، فيمكنها الاستمرار في "التحدث" مع الأرض بعد نهاية فترة عمل القمر الصناعي.
كما أن ELROI صغير وخفيف الوزن ولا يحتاج إلى طاقة خارجية، فيمكن توصيله بسهولة بأجزاء من الأجهزة الفضائية التي لا تحتوي على أجهزة إرسال لاسلكية، مثل الصواريخ التي تطلق أقمار صناعية في الفضاء وتنتهي في صورة خردة وسط نفايات الفضاء.