في الوقت الذى أعلنت فيه الصين ارتفاعا قياسيا في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا، بدأ الحزب الشيوعى الحاكم إجراءات ضد المسئولين في مقاطعة هوبى مركز انتشار الفيروس.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن عدد الوفيات والإصابات التي سببها فيروس كورونا في الصين قد ارتفع بشكل هائل بعدما غيرت السلطات الطريقة التي تحسب بعا العدد في ظل ما وصفته الصحيفة بحملة تطهير مستمرة لمسئولى الحزب الحاكم في مقاطعة هوبى مصدر انتشار الفيروس، وفى هونج كونج.
وأظهرت الأرقام التى تم الكشف عنها صباح، الخميس، إن الوفيات في هوبى قد زادت 254 شخص، بينما ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة أكثر من 15 ألف، وهو ما يمثل بمعدل الثلث من الإجمالى حتى الآن.
وبينما لا تزال البيانات الخاصة بالمقاطعات الأخرى يتم جمعها، فإن عدد من ماتوا جراء العدوى بالفيروس في الصين بلغ 1380.
وفى مدينة شيهان في وسط هوبى، لجأت السلطات إلى إجراءات وقت الحرب، حيث يُسمح فقط لمن يشاركون بشكل فعال فى محاربة الفعال بمغادرة منازلهم.
وبدءا من اليوم الخميس، كل المباني سيتم إغلاقها، بينما سيتم إغلاق المناطق السكنية أيضا ووضعها تحت المراقبة عل مدار اليوم. وسيتم تطبيق الإجراءات من قبل الأمن العام.
وقال الإشعار الحكومى إن السكان الذين ليس لديهم موافقة محظورون من مغادرة منازلهم أو المبنى والمجمع السكنى المقيمن به، ومن يخترق القواعد سيكتم احتجازه دون استثناء لأحد.
وقال مفوضية الصحة في هوبى أنها أدرجت الآن في حسابها للحالات المؤكدة الأشخاص الذين تم تشخيصهم عن طريق الأشعة المقطعية، وكذلك في طريق جماعات الفحص. وفى السابق لم تكن السلطات ترصد سوى الحالات التي تم تأكيد إصابتها بالفحوص فقط، والتى تعانى الآن من نقص في الإمدادات.
واستمرت التداعيات السياسية لتفشى كورونا اليوم الخميس بعد إقالة عدد من كبار المسئولين، حيث تم تغيير مسئول الحزب الشيوعى في هوبى جيانج شاوليمج نائب رئيس مسئول الحزب في شنغهاى. وتم إقالة مسئول الحزب في ووهان أيضا، وتغيير مسئولين في هونج كونج.
وأشار الخبراء إلى أن هذا التدخل تم من قبل الرئيس الصينى شى جينبينج نفسه كما هو واضح فقال دالى يانج أستاذ العلوم السياسية الذى يركز على الصين في جامعة شيكاغو إن المخاطر كبيرة وإن الرئيس الصينى يحتاج إلى الوقت لإيجاد الأشخاص المناسبين للمواقع لإنقاذ الوضع في هوبى ووهان.
وتقول الجارديان إن زيادة عدد حالات الإصابة الخميس ربما كانت سببا في حملة الإقالات التي استهدفت مسئولين حكوميين.
وقال سام كران، أستاذ السياسات الصينية في كليو ويليامز البريطانية، إنه يعتقد أن شى أراد هذه التغييرات لتقديم صورة أنه يسيطر على الوضع ، بعد أن قوضت الأرقام السيئة هذه الرسالة.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن فيروس كورونا المستجد الذى أسفر حتى الآن على وفات أكثر من 1200 شخص وأصاب الآلاف قد أضر بالسياحة العالمية، مع بقاء الصينيين، الذين يمثلون حصة كبيرة من السائحين في العالم، في وطنهم، ويخشى أصاحب الفنادق والقائمين على المواقع الشعبية بشأن التداعيات طويلة المدى للأزمة.
وأوضحت الصحيفة ان السائحين الصينيين قاموا بـ 150 مليون رحلة عبر العالم في عام 2019، وفقا للأرقام الرسمية، بينما أنفق هؤلاء السائحون 130 مليار دولار حول العالم في 2018، بزيادة 13% عن العام السابق، وفقا لأكاديمية السياحة الصينية.
لكن منذ انتشار فيروس كورنا الجديد الذى بدأ في مدينة ووهان، أدى غياب المجموعات السياحية الصينية إلى قيام أصحاب الفنادق والمطاعم والشركات السياحية وحتى تجار التجزئة بحساب الخسائر بعدما اضطرب واحدة من أكثر مجموعات العملاء إنفاقا إلى البقاء في وطنهم.
وقالت وزارة النقل الصينية إن هناك تراجعا 73% في عدد الرحلات التى قام بها السائحون الصينيون خلال عطلة السنة القمرية الجديدة في عام 2020 مقارنة بالعام السابق.
وكانت 14 دولة على الأقل قد قامت بتقييد أو حظر الرحلات الجوية من الصين، في إجراء غير مسبوق تواجهه الدولة صاحبة ثانى أكبر اقتصاد في العالم بينما يحذر خبراء الاقتصاد من تأثير كبير محتمل على النمو العالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة