44 عاما على رحيل سلطان المداحين وشيخ المبتهلين سيد النقشبندى.. أنشد "مولاى" بأمر مباشر من الرئيس السادات.. بليغ حمدى أشهر من لحن له الابتهالات.. كتب وصيته قبل وفاته بساعات.. وسر علاقته بكوكب الشرق أم كلثوم

الجمعة، 14 فبراير 2020 11:00 ص
44 عاما على رحيل سلطان المداحين وشيخ المبتهلين سيد النقشبندى.. أنشد "مولاى" بأمر مباشر من الرئيس السادات.. بليغ حمدى أشهر من لحن له الابتهالات.. كتب وصيته قبل وفاته بساعات.. وسر علاقته بكوكب الشرق أم كلثوم الشيخ سيد النقشبندى
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يأخذك بصوته إلى عالم من الروحانية الخاصة والصفاء النفسى بمجرد أن تصافح أذنك صوته الأخاذ قبل الكلمات، فتشعر أنك فى حالة صفاء نفسى أو أنك داخل خلوة من خلوات آل البيت أو ولى من أولياء الله الصالحين، وصف صوته العالم الكبير الدكتور مصطفى محمود قائلاً: "إنه مثل النور الكريم الفريد الذى لم يصل إليه أحد".

شيخ المبتهلين سيد النقشبندى
شيخ المبتهلين سيد النقشبندى

 

حينما تصافح أذنيك رائعته "مولاى" بكلماتها التى تقول فى مطلعها :"مَوّلاى إنّى ببابك قَد بَسطتُ يَدي..مَن لى ألوذ به إلاك يا سَندي؟...أقُوم بالليّل و الأسّحار سَاجيةٌ.. أدّعُو و هَمّسُ دعائي. بالدموع نَدى..بنُور وجهك إنى عائذ و جل..ومن يعذ بك لَن يَشّقى إلى الأبد"، ستدرك حتما أنك أمام حالة فريدة من نوعها وقطب من أقطاب الإنشاد الدينى وسلطان المداحين الشيخ سيد النقشبندى.

الشيخ سيد النقشبندى مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات
الشيخ سيد النقشبندى مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات

 

كانت أنشودة "مولاى" التى ألفها الشاعر عبد الفتاح مصطفى، هى بداية ثمرة التعاون بين الشيخ سيد النقشبندى والملحن الكبير بليغ حمدى، هذا التعاون الذى جاء بأمر مباشر من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خلال حفل خطبة ابنته قائلاً:"احبسوا النقشبندى وبليغ مع بعض لحد ما يطلعوا بحاجة"، ليستمر عطاء النقشبندى مع بليغ حمدى الذى لحن له العديد من الابتهالات الدينية، كما لحن له أيضا محمود الشريف وسيد مكاوى وأحمد صدقى وحلمى أمين".

الشيخ سيد النقشبندى مع بليغ حمدى
الشيخ سيد النقشبندى مع بليغ حمدى

 

واليوم الجمعة 14 فبراير تمر الذكرى ال 44 لرحيل الشيخ سيد النقشبندي، أحد أشهر المنشدين والمبتهلين فى مصر والعالم الإسلامى، صاحب عدد من الابتهالات الشهيرة، مثل :"مولاى إنى بابك، ورسولك المختار، وأغيب، ويارب إن عظمت ذنوبي، والنفس تشكو".


فى قرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية، وتحديداً فى 7 يناير عام 1920 ولد الشيخ سيد محمد النقشبندى، غير أنه بعد ولادته ببضع سنوات اختارت أسرته الانتقال إلى مدينة طهطا فى محافظة سوهاج ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، وهناك حفظ النقشبندى القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل، و تعلم الإنشاد الدينى فى حلقات الذكر بين مريدى الطريقة النقشبندية.


ويقال أن كلمة "نقشبندي" المكونة من مقطعين هما "نقش" و"بندي" التى تعنى فى اللغة العربية" القلب"، أي: نقش حب الله على القلب، والنقش بند بالفارسية هو الرسام أو النقاش والنقشبندى نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند.

مرة أخرى انتقل الشيخ سيد النقشبندى من مركز طهطا بسوهاج إلى طنطا فى محافظة الغربية عام 1955، حيث ذاع صيته هناك وامتد إلى محافظات مصر، ليس ذلك فحسب بل وامتد إلى الدول العربية، التى أخذ يسافر إليها بدعوات رسمية بينها دعوة من الرئيس السورى بشار الأسد، كما أدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية.


فى عام 1967م، دخل النقشبندى الإذاعة مبتهلا وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات كما أنه له عدد من تسجيلات القرآن الكريم.

النثشبندى مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
النثشبندى مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

 

كان النقشبندى على صداقة مع كوكب الشرق أم كلثوم، ففى حوار سابق أجراه اليوم السابع مع حفيده سيد شحاتة النقشبندى، قال إن جده كان يحب أم كلثوم جدا و كان يقلدها وهو شاب ويغنى أغانيها وخاصة رباعيات الخيام، وولد الهدى، وبعد شهرته جاءت أم كلثوم فى زيارة لطنطا، وقابلها جدى فى غرفة الإمام بمسجد السيد البدوى وزارت مقام السيد البدوى ومقام سيدى عبدالمتعال، ودعاها لزيارة أسرته فى البيت، حيث كانت أمى تحبها جدا وتغنى أغانيها لأنها كانت تتمتع بصوت جميل، وجاءت أم كلثوم إلى البيت واستقبلها أبناء الشيخ وزوجته استقبالا حارا.

الشيخ سيد النقشبندى وكوكب الشرق أم كلثوم
الشيخ سيد النقشبندى وكوكب الشرق أم كلثوم

 

مساء يوم 13 فبراير عام 1976 فوجئ سعد المواردى، شقيق الشيخ سيد النقشبندى، من والدته، بباب شقته فى حى العباسية يطرق فإذا بشقيقه الشيخ سيد النقشبندى يزوره وما أن جلس الأخير حتى طلب إحضار ورقة وقلم، وأخذ يكتب على عجل وبعد أن انتهى طوى الورقة وأعطاها لأخيه، قائلاً:" هذه وصيتى ولا تفتحها قبل مماتى".

وصية الشيخ النقشبندى بخط يده
وصية الشيخ النقشبندى بخط يده


فى اليوم التالى "14 فبراير 1976"، وعن عمر يناهز 55 عاما توفى الشيخ سيد النقشبندى، داخل إحدى العيادات الطبية أثناء محاولة إنقاذه من نوبة قلبية، وحينما فتح شقيقه الوصية وجده يوصى بأن يدفن مع والدته فى مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، كما أوصى بعدم إقامة مأتم والاكتفاء بالعزاء والنعى بالصحف ورعاية زوجته وأطفاله"

بعد وفاته بثلاثة أعوام "1979" قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات تكريم النقشبندى بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، كما كرمه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1989م بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

 

الشيخ سيد النقشبندى
الشيخ سيد النقشبندى

 

وترك الشيخ سيد النقشبندى إرثا ضخما من تسجيلات الابتهالات والأناشيد الدينية، إضافة إلى تسجيلات نادرة للقرآن الكريم، ومن أشهر ابتهالاته:"مولاي، أغيب، يارب إن عظمت ذنوبى، النفس تشكو، ربّ هب لى هدى، أيها الساهر، سبحانك يا رب، رسولك المختار".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة