أكرم القصاص

أردوغان التائه فى فخاخ نصبها بنفسه فى سوريا وليبيا

السبت، 15 فبراير 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى السياسة هناك فرق بين الخطاب العلنى الدعائى، وبين التحرك على الأرض. وفى حالة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فهو يبالغ فى إطلاق تصريحات وتهديدات حول الوضع فى سوريا، وهى تصريحات بهدف الاستهلاك المحلى، حيث يسعى أردوغان إلى التغطية على فشل رهاناته المتوالية فيما يتعلق بالوضع فى سوريا وأيضا فى ليبيا. وهى فخاخ نصبها بنفسه.وفى حال فشل أردوغان فى حماية التنظيمات الإرهابية فى إدلب، سوف يضاعف هذا من أزماته، كاشفا عجزه عن تنفيذ أى من وعوده أو تهديداته. خاصة وقد تلقى تجاهلا من حلفائه السابقين. فقد كان طلب تدخل حلف الناتو لمساندة القوات التركية فى إدلب اعترافا بالهزيمة. فيما بدت تهديداته مجرد محاولة للتغطية على فشله فى الملفات المختلفة.
وحسب المحلل الروسى أندريه تشوبريجين فإن تصرفات تركيا فى إدلب ردة فعل عصبية على فشل أردوغان فى مناطق أخرى، فى ليبيا، أو حتى فشله فى حل مسألة اللاجئين السوريين فى تركيا. فقد وعد أردوغان ناخبيه بنقل اللاجئين من بلده إلى مناطق آمنة فى سوريا، لكن هذا لم يحدث الأمر الذى دفعه للبحث عن شماعة يعلق عليها فشله. 
 
وفى حين اتهم أردوغان روسيا بعدم تنفيذ اتفاق سوتشى، رد السفير الروسى لدى أنقرة أليكسى يرخوف، بالقول: إن تركيا لم توف بالتزاماتها فى مذكرة سوتشى وانسحاب الجماعات الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح فى إدلب وفتح طريقى إم4، وإم 5. وقال يرخوف إن تركيا تعهدت فى مذكرة سوتشى فى 17 سبتمبر 2018 حول إدلب، بسحب الجماعات الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح ولم تفعل، وأضاف يرخوف: إذا لم تقم بتنفيذ التزاماتك، هل يحق لك أن تطالب الطرف الآخر بذلك؟ وأضاف أن الأتراك لم ينزعوا سلاح الإرهابيين. وهو ما زاد من جرأتهم وهجماتهم على مواقع الجيش السورى وقاعدة حميميم الروسية. 
 
وفى حين هدد أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة فى إدلب فى حال لم يوقف الجيش السورى هجومه على المسلحين هناك، فى دفاع واضح عن الإرهابيين. حيث استبعد المحللون أن يتحرك حلف الناتو لمعاونة أردوغان، وإنقاذ الإرهابيين، حيث إن الناتو لن يغامر بالدخول فى مواجهة مع روسيا، فضلا عن خلو ميثاقه من بند لدعم الغزو لدول أخرى.
ويشرح المحلل الروسى السياسى جيفورغ ميرزايان، مأزق أردوغان، قائلا «لقد وقعت تركيا فى مصيدة سياستها.. القوات التركية موجودة فى سوريا بشكل غير قانونى. ومن وجهة نظر القانون الدولى، تشكل هدفا شرعيا تماما للجيش السورى، الذى يمارس حقوقه السيادية فى سور.. ويحتاج أردوغان إلى سحب قواته، لكن هذا سيكون بمثابة هزيمة تضر بشعبية أردوغان وحزبه، اللذان ليسا فى حالتهما الأفضل، وكل ما يمكن أن يفعله أردوغان هو التهديد بغزو جديد، المطالبة بدعم من الناتو.والحلف لا يجد فى ميثاقه ما يدفعه لدعم غزو تركيا لسوريا.كل هذا يجعل تهديدات أردوغان مجرد تغطية على هزائمه، وإفراطه فى تهديد موسكو ودمشق، ضمن خطاب دعائى لإسكات الداخل التركى تجاه ورطاته المتتالية. 
 
موسكو يبدو أنها تدرك أبعاد تحركات أردوغان وأزمته، وتشير إلى أن صبرها قد ينفد وأصدرت الخارجية الروسية بيانا الخميس، ردا على تصريحات زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلى، أمام برلمان بلاده ودعا فيها تركيا لمراجعة العلاقات الروسية التركية بشكل جذرى اعتبر بيان الخارجية الروسية التعليقات استفزازية.. وقال «من غير المقبول استغلال الأحداث المأساوية فى تحقيق مكاسب فى الصراع السياسى الداخلى».
 
وفى نفس الوقت أصدرت الخارجية السورية بيانا وصفت فيه تصريحات أردوغان وحول سوريا وجيشها بأنها «جوفاء وفارغة وممجوجة»، ولا تصدر إلا عن «شخص منفصل عن الواقع». وأنها جاءت بعد «انهيار تنظيماته الإرهابية التى يدعمها ويسلحها ويدربها، تحت ضربات الجيش العربى السورى، وبعد انكشاف أمره ودوره كأداة للإرهاب الدولى وقال البيان إن تواجد للقوات التركية على الأراضى السورية «غير مشروع وخرق فاضح للقانون الدولى».كل هذا يشير إلى أن كل الأطراف تعرف نوايا أردوغان وأطماعه، ورغبته فى التغطية على فشل رهاناته. حيث يبدو تائها يتخبط فى تصريحات وتهديدات لا يمكنه بها إخفاء كونه فى أزمة معقدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة