- صاحب دور هاشم لقب بالحائر ذو الوجه الهادئ والنبرة الحماسية المؤلفة للقلوب
- مترهبن الفن قطع رحلة قصيرة مع التمثيل لتغفله موسوعة المشاهير رغم نجاحه المهنى
- عرض فيلا الإعلامى والفنان الراحل عبدالرحمن على للبيع والأسرة تتوارى عن الأضواء
مشاهد مبكية لأطلال مسكن وفيلا وأرض، الإعلامى والفنان والشاعر عبد الرحمن على، التى تربى ونشأ بها تبدو خلالها فى حالة هجر وإهمال بعد وفاته منذ عقدين من الزمان مغلقة لا يدخلها أحد، حيث لم يترك ولدا ولا زوجة، وخاصة بعد فترة انقطاع كبيرة وسط عزلة الأسرة وعدم ظهورها فى مسقط رأسها على مدى الفترات السابقة، لتبدو الفيلا فى شكل أطلال بجوار أرض الأسرة الكائنة بعزبة عفيفى جد الفنان الراحل، وهى ضمن المنطقة الأثرية ومدينة تمى الأمديد بمحافظة الدقهلية.
فيلا مهجورة لاسرة الاعلامى عبد الرحمن على
وتتكون الفيلا القديمة، من مبان على الطراز القديم بالطوب الأحمر وبعضها مكسو باللون الأبيض وحوش وسور بالطوب الجبسى الأبيض وأحواش وأرض مجاورة، حيث آلت بعد وفاته لشقيقه لعدم وجود ورثة ولإقامته بالقاهرة هجرت الفيلا القديمة المعمرة، ومدينة ومركز تمى الأمديد الذى تقع به الفيلا وريثة أمارة منديس الفرعونية المصنفة حاليا كمنطقة أثرية بها كشوفات فرعونية، حيث تضم الإمارة والعاصمة المصرية القديمة قرى: (تمى الأمديد وقرية الكمال وقرية الربع وقرية كفر الأمير عبد الله بن سلام)، فيما سمى قديما مملكة منديس على أطلال تل الربع الشمالى وتل تمى الجنوبى، وجميعها مناطق أثرية، للعاصمة الحاكمة فى عهد الأسرة الـ29 الفرعونية.
وللفنان الراحل، مسيرة مهنية أفرد فيها " عبد الرحمن علي " حياته للفن والأدب مترهبنا لحياته المهنية، خلط فيها كلاسيكيات الفن بكلاسيكيات العمل الإعلامى الدينى، وكان أشهر ما قدمه فيها لقاء مع القارئ الراحل عبدالباسط محمد عبد الصمد.
ولم يكن " الإعلامى عبدالرحمن على " دائم الظهور بالأعمال الفنية، لكنه يذكر بملامحه الهادئة ونبرة صوته الحماسية، بوجه صبوح مؤلف للقلوب فى دور هاشم فى فيلم فجر الإسلام فى عام 1971، مع العملاقين يحيي شاهين ومحمود مرسى، وهو حائر بين اعتناقه للإسلام وبين عائلته الكافرة، وأحبوه من قبل كمنصور باهى، الشاب الثائر على القيود، فى رواية نجيب محفوظ " ميرامار "، مع شادية ويوسف وهبى عام 1969، حين اكتشفه المخرج كمال الشيخ وقدمه للسينما لأول مرة.
الإعلامى عبدالرحمن على فى مرضه الأخير
ولم يعيش وحده فى عالم العزلة مغلقا يغوص فى عالم الفن والشعر، يظهر به فى متنفسه الوحيد عبر شاشة التليفزيون الرسمى، الذى عمل به فور تخرجه عام 64 حتى 94، لدى وفاة من لقب بالحائر ذو الوجه الهادئ والنبرة الحماسية، راهب فى عالم الإعلام والشعر والفن فى رحلته القصيرة، وهو الفنان والإعلامى عبدالرحمن على، بل حالة من العزلة والصمت اتسمت بها عائلة صاحب أدوار فنية شارك فيها بعدد من الأعمال من أبرزها (فجر اﻹسلام فى دور هاشم، وليالي الحلمية، وميرامار)، حيث أغفلته الموسوعة الحرة للمشاهير من تأسيس حساب له للتعريف به.
مشهد فنى للراحل عبدالرحمن على
الفنان عزت بدران جار الراحل عبدالرحمن على
قال الفنان عزت بدران، ان آخر لقاء جمعه بالإعلامى الراحل عبدالرحمن علي كان قبيل وفاته فى بفندق شهير على النيل فى مهرجان القاهرة السينمائى، ودار نقاش بينهما حول الفن وبعض الأمور الشخصية، وأضاف بدران، لـ"اليوم السابع"، أن الفنان الراحل تفرغ للفن والإعلام، وقدم أعمالا فنية وأدبية رائعة لا يمكن للمشاهد العربى أن ينساها، وستبقى فى ذاكرة الفن العربى.
تصور لمعبد تمى الامديد المكتشف بقاياه
هيكل " منديس " تاؤوس التعبدى الرمز التعبدى فى حضارة تمى الامديد ويطلق عليه قصر بنت اليهود
من جانبهم قامت أسرة الفنان الراحل بتعليق لافتة على الفيلا القديمة "المهجورة"، وأرضهم بمسقط رأسهم بالدقهلية مكتوب عليها للبيع وهاتف "دكتور طارق"، الذى أكد أنه زوج نجلة شقيقه، وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن الفنان الراحل لا يوجد له أولاد كونه لم يتزوج، وأن شقيقه دكتور أحمد على السيد الخبير بالمركز القومى للقياس والمعايرة، هو الذى عرض الفيلا للبيع حيث يقيمون جميعا بالقاهرة.
قطار ضواحى المنصورة الفرنساوى "خط الشرق" لنقل البضائع والركاب
ومدينة تمى الأمديد، مسقط رأس الإعلامى عبد الرحمن على، هى مدينة أثرية، كانت مقر حكم الأسره الـ29، وعاصمة مصر فى هذا الوقت، حيث أثرت على عدد من المشاهير الذين خرجوا منها، ودفعت بهم فى عالم الشهرة عبر بوابة الإعلام والفن والثقافة، والأدب والشعر، حيث تقع المدينة على فرع النيل المنديسى نسبة إليها وكانت تسمى منديس، وهو أحد الأفرع السبعة القديمة التى اندثر منها 5 أفرع، وهى أول قرية فى التاريخ الفرعونى، وبها أول مدينة عطور، ومصنفه كمنطقة أثرية، تشهد كشفيات، ومنها الهيكل، وقصر بنت اليهود، أو "الناووس".
قطار الضواحي الصغير القادم من مدينة المنصورة " الفرانساوي" فى احد مراحل واشكاله المتغيره
والناؤوس هو "ناووس منديس العظيم" الأشهر والأكبر حجمًا في مصر على الإطلاق والوحيد بالدلتا، والمنحوت من حجر الجرانيت الوردي ويبلغ ارتفاعه 15 مترًا، ومقام على قاعدة من الحجر الجيري، و "قصر بنت اليهود" نسبة إلى ما يذكرة بعض المؤرخين من أن فرعون منديس هزم اليهود وفتح أورشليم وأسر ابنة الملك يهودا، وأحضرها إلى منديس موضع "تل الربع" حاليًا وعرضها على الشعب الناووسي المسمى "قصر بنت اليهود" في عام "930" قبل الميلاد تقريبًا.
فيما عثرت فرق الحفر بالمنطقة، عن اكتشاف مجرى مائى أثري يرجع تاريخه إلى العصر البطلمي، أثناء عملية حفر ليتم وضع حجر أساس أحد المدارس، وكانت المحافظة تلقت قرارا من وزارة التربية والتعليم بشأن بناء المدرسة على عمق يصل إلى ثلاثة أمتار ليتم عمل خوازيق في وضع أساس المدرسة، وكانت المفاجأة وجود مجرى مائي أثري، وكشفت بعثة أمريكية خلال بالعمل فى تل الربع، عن امتداد وأساس معبد من العصر البطلمى، بعد ظهور أجزاء منه على سطح الأرض.
قرية الكمال مركز تمى الامديد محافظة الدقهلية
وقد استخدم الانجليز قطار الشرق، لنقل البضائع والركاب، المعروف بالمشروع الفرنساوى، أو القطار الفرنساوى، وعدد من عرباته الحديدية والخشبية، وجرار الفحم، وخزان لنقل المواد السائلة الذى كان يعمل بالفحم، وتوقف عمله منذ 30 عاما.
القطار الخشبى بالمحطة القديمة
وبالرجوع إلى تاريخ القطار، أطلق فى العهد الخديوى، أطلق على قطار الضواحى الصغير القادم من مدينة المنصورة اسم الفرنساوي، حيث كانت وظيفة قطار المشروع الفرنساوى، هى ربط مدينة المنصورة بقري ومراكز المحافظة من 1885 حتي عام 1990.
كوبرى حديدى لقطار ضواحى المنصورة الخشبى خط الشرق وتستخدم ككوبرى سيارات
وكانت محطته الرئيسية بالمنصورة تقع في الطرف الجنوبي من محطة قطارات المنصورة بالقرب من عزبة عقل وكان خط سير القطار يبدأ بالقرب من نفق عزبة عقل، وينطلق بشارع فخر الدين خالد حالياً ثم يعبر شارع الجيش بوسط المدينة.
نقل ركاب وبضائع فى قطار واحد
جرار بخزان نقل سوائل متروك بالمحطة
احد مداخل محطة القطار الفرنساوى بالمنصورة بخط الشرق لنقل البضائع
ويمر القطار من كفر البدماص بشارع الدراسات حالياً، ثم يكمل ليعبر البحر الصغير علي الجسر الحديدي والذي لازال قائماً حتي اليوم، ويمر بمحطات: برق العز، ميت الصارم، جديدة الهالة، تلبانة، بطاش، قرية الكمال، كفر الأمير عبدالله بن سلام، "السهريج"، مدينة تمى الأمديد، البيضاء، صدقا، وصولا إلى مدينة أولاد صقر بمحافظة الشرقية، وله خطوط أخرى بدكرنس وعدد من قرى ومدن الدقهلية، وكان يصل شربين ودمياط التى كانت تتبع المنصورة وقتها.
نقل مواشى فى العربة الأخيرة
وكان يسمى بالديزل الفرنساوى، وهو استثمار فرنسي بمصر لنقل الركاب والبضائع، وظل تحت الإدارة الفرنسية ومواعيده وصيانته لفترة طويلة ومبنى المحطة كان يشتمل على مكتب ناظر المحطة به قطع التذاكر ومخزن للبضاعة به ميزان لتقدير قيمة نقل البضاعة، والديزل كان يتكون من جرار يجر عربيتين للركاب مصنوعة وسقفه من الخشب.
ركاب القطار الخشبى
وكان للقطار الفرنساوى، خط متجه من المنصورة إلى المطرية بثمن تذكرة الديزل عام 1965، 25 مليماً، وقطار آخر لونه أسود لنقل الحيوانات، والمحاصيل الزراعية، ونقل القطن، حيث توقف عمل الديزل والقطار.
ديزل رومانى على خط الشرق الفرنساوى
محطة قطار خط الشرق (الفرنساوى) بالمنصورة والقائمة حاليا
6
تمى الامديد عام 84 وطريق القطار احد معالمها الرسمية والشعبية
محطة قطار ضواحى المنصورة الخضبى الفرنساوى حاليا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة