تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا الهامة أبرزها، خيانة الأوطان، وكيف فعل الساسة بالشعب اللبناني وقراراتهم الخاطئة التي تسببت في معاناة المواطن اللبنانى، كما سلط أحد الكتاب عن الحراك الذى تشهده سلطنة عمان الأيام الحالية لمواصلة البناء والنهضة التي أرسى لها السلطان قابوس الذى وافته المنية يناير 2020.
سمير عطا الله : خيانة وطنية
سمير عطا الله
وفى صحيفة الشرق الأوسط السعودية، قال الكاتب الكبير سمير عطا الله في مقاله اليوم، لم تعد السياسة تسلية أحد في لبنان. إنّها تعضّ الناس اليوم وهي تثقل على الاقتصاد بكلّ فشلها وفسادها وتبلّد أهلها. كلّ إنسان أعرفه يتألّم من الضرر الذي ألحقه به أهل السلطة. البقّال الذي نشتري منه والسوبرماركت والحلّاق الذي أذهب إليه منذ ثلاثين عاماً. جميعهم يشكون بخجل. والصيدلية التي نعرفها أيضاً منذ ثلاثة عقود، يسألنا أصحابها في حياء، إن كان بإمكاننا التسديد بالدولار. وبالسعر الرسمي.
حمّل السياسيون في لبنان مواطنيهم عشرات المليارات ما بين السرقة والهدر والنصب والمقامرة الغبيّة بمستقبل الأجيال. والآن خسر الجندي والطبيب والمدرّس والعامل والطبّاخ 30 في المائة على الأقل من قيمة دخله. والألوف خسروا أعمالهم برمّتها. حتى العمّال الأجانب، فتكت بهم الأزمة وهم يسافرون لأنّهم غير قادرين على تحمّل القبض بعملة عائمة، وأرباب أعمالهم غير قادرين على أن يدفعوا لهم بالدولار الذي جاءوا من أجله من آخر الأرض. لقد خدع السياسيون والمسؤولون شعبهم يوماً بعد يوم. ترفع سيّدة بين المتظاهرين لافتة تختصر حالة البلد برمّته: «فقّرتونا. سرقتونا. خدعتونا. قرّفتونا».
أهلك السياسيون لبنان بالنظرة القصيرة واليد الطويلة. وأدّت السياسة النقدية إلى تعثّر أهمّ ركن في الاقتصاد الوطني، وهو الصناعة المصرفية. والجميع يحاولون التبرّؤ الآن من مسؤولية الخراب والذلّ الذي ألحق بالناس. فالمودع في مصارف لبنان لم يعد قادراً على التصرّف بإيداعاته. والمسؤولون الذين كانوا يطمئنونه قبل أشهر إلى أنّ جنى حياته مؤمّن، ما زالوا يعلكون الكلام، كما يقولون في لبنان، أو «يعكّونه عكّاً»، كما يقول المصريون عن الذي يكذب وخرّب ويحاول التهرّب عند ساعة الحساب.
طبعاً الميسورون والأثرياء يتضايقون، لكنّهم يتدبّرون أمورهم. لكنّ أكثريّة الناس حزينة مما أوصِلت إليه، وخائفة مما هو أسوأ.
الإمارات نحو الخمسين.. دور النخب الاجتماعية
د. عبدالله جمعة الحاج
وفى مقاله اليوم بصحيفة الاتحاد الإماراتية سلط الضوء الدكتور عبدالله جمعة الحاج، عن دور النخبة الاجتماعية في تاريخ الإمارات، قائلا :"لعبت النخب الاجتماعية في الإمارات السبع دوراً في قيام الدولة الاتحادية، وأيضاً في الفترة التي سبقت قيامها، خاصة منذ أغسطس 1966 إلى أن قامت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971.
لقد كان للنخب الاجتماعية آنذاك دورها الطليعي المؤثر في حث أعضاء النخب السياسية على التواصل مع بعضهم بعضاً من أجل صيغة ما من التعاون والتنسيق من أجل رفعة شأن المنطقة والاستفادة المشتركة من خيراتها، خاصة بعد أن تولى مقاليد الحكم في أبوظبي المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته.
لقد شرعت النخب الاجتماعية في ذلك انطلاقاً من معرفتها الأكيدة بماضي سكان هذه الأرض الخيرة وتراثهم وموروثهم وبأنهم يشكلون شعباً واحداً ويقطنون وطناً واحداً شاءت له الأقدار ومجريات السياسة أن يتشكل في إمارات سبع هي ليست بعيدة عن بعضها وغير غريبة على بعضها، ومن إيمانهم كمواطنين مخلصين، بأن أهل هذه الإمارات وأرضها في يوم ما من عمر المستقبل ستشكل وطناً للجميع يحبونه ويحبهم.
في تلك الحقبة من الزمن كانت المنطقة التي تتشكل منها دولة الإمارات الآن تواجه مهمة عصماء هي التنمية، وتبني منظومة جديدة خاصة بالمنطقة وأهلها، تضمنت الأفكار السياسية وأسس التنمية الاقتصادية لجعل المجتمع والدولة والقبائل ذات هوية واحدة متراصة بما فيه الكفاية في سبيل جعل المنطقة تدرك ما فاتها من تقدم وتطور وتنمية، وتتقدم إلى الأمام بخطى أكثر ثباتاً وقوة.
وفي ما يبدو من الأدوار التي لعبتها النخب الاجتماعية في سبيل لم الشمل الإماراتي بأنها كانت تدرك بأن المجتمعات الإنسانية تتطور عندما يتواجد لديها ترابط وتراص وتضامن.
لقد اتضح من تواتر السنوات الخمسين الماضية أو نيف من عمر دولة الإمارات أن دور النخبة الاجتماعية مهم جداً في مساعدة البلاد في تطوير رؤية وطنية شملت أهداف التنمية الحديثة وارتبطت بإعادة تعريف الموروث والقيم التقليدية لكي ينفتح المجال أمام إدخال كل ما هو جديد ونافع.
تلك الحقيقة قادت النخبة الاجتماعية إلى النظر إلى الموروث الثقافي والتراث الوطني بعيون جديدة وباحترام شديد.
إن من الأمور المعيقة التي كان على وجهاء البلاد وأعيانها تغييرها منذ قيام الاتحاد: النظر إلى التراث بأنه يشكل عائقاً، وإلى تعليم البنات بأنه غير ضروري، وما إلى ذلك من أفكار بالية أمكن تطويقها وتغيير النظرة إليها بطرق إيجابية مثمرة.
نهضة عمانية متجددة
خميس بن عبيد القطيطى
وفى صحيفة الوطن العمانية كتب خميس بن عبيد القطيطي، عن الحالة العمانية، قائلا :"يعيش أبناء عمان في هذه المرحلة الزمنية الاستثنائية حالة وطنية بامتياز، وحراكا طموحا لانطلاق نهضة عمانية متجددة، هذه المشاعر الوطنية والروح العالية المتدفقة في نفوس أبناء هذا الوطن العزيز قياسا بما تحقق في عمر النهضة المباركة التي قادها طيب الذكر جلالة السلطان قابوس ـ غفر الله له ـ وأرسى دعائم نهضة عملاقة شملت مختلف ربوع عمان خلال العقود الخمسة الماضية من حكم جلالته ـ طيب الله ثراه.
ولا شك أن هذه الحالة الوطنية الاستثنائية التي تعيشها عمان بكل تجلياتها منذ رحيل مؤسس دولتها الحديثة في العاشر من شهر يناير 2020م وحتى هذا اليوم وما صاحبها من مشاعر حميمية صادقة ترجمها أبناء عمان وفاء لهذا القائد العظيم الخالد في القلوب، ووفاء لعمان التي تشكلت شخصيتها بما توافر لها من تاريخ وجغرافيا وحضارة ممتدة منذ أكثر من ألفي عام مرت خلالها بمحطات فاصلة ومضيئة، فتميزت تجربتها المعاصرة ومسيرتها الظافرة التي قادها جلالة السلطان قابوس ـ رحمه الله ـ وتفردت فيها عمان بالحكمة الراسخة وحظيت بالاحترام والثقة من قبل كل دول العالم، وقد اكتملت تلك الحكمة العمانية في أصعب المحطات المعاصرة في هذا التاريخ الذي لا يمكن أن ينساه العمانيون مع رحيل قائد مسيرتها وباني نهضتها الحديثة، فترجمت عمان مشهدا عظيما استحق فيه مجلس العائلة المالكة ومجلس الدفاع والشعب الوفي شهادة النجاح بامتياز مع الانتقال السلس للسلطة بشكل لم يخطر على بال أحد، وتفاجأ العالم في فجر الحادي عشر من يناير 2020 م بإعلان رحيل السلطان قابوس ـ رحمه الله ـ وتنصيب جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ بطريقة تراتبية سريعة وسلسة منظمة، وكذلك كانت جنازة جلالة السلطان قابوس بسيطة بين شعبه وجنده، كما حملته إلى المقبرة السيارة التي جاء بها أول مرة في بداية حكمه إدراكا من جلالته ـ أكرم الله مثواه ـ حقيقة مشهد الموت والانتقال إلى دار الآخرة، كل تلك التفاصيل كان جلالة السلطان الراحل هو من يديرها وهو بين يدي ربه، فالأسرة المالكة الكريمة وفاء وعرفانا له لم تنتظر المدة المحددة بالدستور ثلاثة أيام لاختيار خليفته واتفقت بالإجماع على من اختاره السلطان قابوس ليكون خلفه، وهو خير خلف لخير سلف، كذلك كان مجلس الدفاع يدير تلك المرحلة الوطنية على قدر كبير من المسؤولية والأمانة، كيف لا؟ وهم رجال قابوس وصناعته التي أحسن صنعها، وهكذا كانت تلك اللحظة الوطنية التي أذهلت العالم ببراعتها وتميزها، وذلك بتوفيق من الله تعالى إكمالا لعهد جلالته الميمون، فكان مشهدا عظيما حق لأبناء عمان الاعتزاز به، وقدم للعالم رسالة بليغة مفادها أن عمان تتكئ على إرث تاريخي عظيم، ولن تزيدها المواقف إلا ثباتا ولمعانا وقوة، فجاء إعلان جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ في أول خطاب له السير على نهج جلالة السلطان الراحل، وهو نهج قويم بسياسة حكيمة، كل هذه المعطيات تقدم دلائل واضحة لانطلاق نهضة عمانية متجددة.
وختاما نقول إن عمان بخير وتقدم ملاحم عظيمة خلال تاريخها وعهد السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ سوف يستكمل بعون الله بعهد ميمون آخر في ظل رعاية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والشعب العماني الوفي الذي عرك مختلف مراحل التاريخ جدير بأن يكون هو الرهان لقيام نهضة عمانية متجددة تحافظ على منجرات الماضي، وتحقق نقلة متقدمة لمستقبل عمان بعون الله.