"شهدت آلاف المشجعين البيض يرتدون قميص "البافانا بافانا" ويذهبون إلى الملعب لكى يقفوا خلف منتخب جنوب أفريقيا، على الرغم من أن هؤلاء البيض لا يجدون في كرة القدم اللعبة المفضلة لديهم، ولا تستهويهم كثيرا كما أنهم يعتبرونها رياضة السود"، هكذا وصف اليكس جاك رئيس الرابطة الوطنية للرجبى، الوضع الذى تغيرت عليه شكل بلاده على مستوى التشجيع الرياضى، بعد استضافتها لنهائيات كأس العالم 2010.
جنوب أفريقيا، والتي ينتمى إليها فريق صن داونز، منافس الأهلى في دور ربع النهائي ببطولة دورى أبطال أفريقيا، والمقرر أن يستضيف استاد القاهرة الدولى لقاء الذهاب في 29 فبراير الحالي، يبدو أن الرياضة فيها كانت على أساس عنصرى، فلعبة الرجبى صاحبة الشعبية الأكبر في بلاد "الأولاد" كان يمارسها السكان البيض، بينما كانت كرة القدم لعبة السكان الأصليين السود.
ولم يكن الأمر على هذا النحو فقط، فكان نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وصل حد الفصل بين جماهير المباريات حتى في المدرجات، وكان ذلك سببا في منع المنتخب الجنوب أفريقي من المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية منذ عام ١٩٥٧ حتى عام ١٩٩٢ بسبب التفرقة العنصرية التي كانت تفرضها لوائح الفيفا بعدم مشاركة اللاعبين السود في بطولات كأس العالم.
إلا أن براعة الزعيم الجنوب الأفريقي الشهير نيلسون مانديلا استطاعت توحيد الجماهير، البيض والسود، في مدرجات كرة القدم وغيرها من الألعاب، ففي عام 1995، تمكن مانديلا من كسر احتكار سكان البلاد البيض للعبة "الركبي"، حين قدم الرجل بيديه كأس البطولة التي فازت به بلاده في حينه، إلى قائد المنتخب فرانسوا بينار، ما فتح الباب واسعا أمام السود للدخول إلى هذه اللعبة، ورأى الكثير من المحللون أن تلك اللبنة الأولى لإذابة جيل العنصرية بين سكان البلد، وقربت المسافات بلد انهكته العنصرية.
موقف آخر صنعه مانديلا كسر به آمال للعنصرية للتواجد في الرياضة الجنوب أفريقية، فبعد أن جمع البيض بجانب السود تحت راية علم بلادهم خلال نهائيات كأس الأمم الافريقية التي نظمتها بلاده للمرة الأولى عام 1996، واستطاعت الحصول على لقبها بالفوز على الشقيقة تونس بهدفين مقابل لا شيء، فاجأ مانديلا الجميع بارتداء قميص اللاعب الأبيض نيل توفي قائد المنتخب آنذاك، وقدّم له رمز البطولة الذي كان حدثاً مهماً في البلاد.