لا تميل إلى استخدام المصطلحات الصعبة فلن تستطيع أن تصل بفكرتك إلى أولئك الذين لا يعرفون معناها، والأفضل ألا تتبع الأسلوب الأصعب طالما أن هناك أساليب أخرى يمكن أن تصل بها إلى هدفك بشكل أسهل، "التفلسف" هو مصطلح يطلق على الذين يتبعون الأسلوب الأصعب وغالباً ما تنفض الجماهير من حولهم وخاصة الكروية، لن تؤيد بقاءهم وإن أعجبها أسلوبهم الجديد، خاصة عندما نتحدث عن كرة القدم التي تتوق في الجماهير إلى الانتصارات سواء بالطرق التقليدية أو حتى الفسلفية.
إقالة متوقعة ومرتقبة منذ أكثر من موسم، لليوناني تاكيس جونياس المدير الفني السابق لوادي دجلة، بعد تراجع النتائج وتراجع فريق الغزلان في جدول الدوري، ورغم تحسن الأداء، إلا أنه في كرة القدم يجب أن تعلم "من أين تؤكل الكتف"، فالأداء وحده لا يكفي لإبقاء فريقك في دوري الأضواء والشهرة.
من أرض الفلاسفة ويبدو أنه تأثر كثيراً برموزها التاريخين في الفلسفة، وتولى اليوناني تاكيس جونياس تدريب دجلة منذ عام ونصف، وبالتحديد فى أغسطس 2018، حيث قاد مباراة الفريق أمام الداخلية كأول ظهور له مع الفريق الدجلاوى.
قاد جونياس دجلة خلال 54 مباراة من بينها 3 مباريات فى كأس مصر، حقق الفوز فى 15 وتعادل في مثلها وخسر في 24 مباراة، 67 هدفا احرزها لاعبى الفريق تحت قيادة جونياس، مقابل 76 هدفا هزت شباك دجلة.
مع تاكيس تراجع وادى دجلة إلى المركز السابع عشر بجدول ترتيب الدوري برصيد 14 نقطة بعد أن لعب 17 مباراة فاز فى 3 لقاءات فقط وتعادل فى 5 وخسر 9 مباريات وسجل لاعبيه 17 هدفاً وتلقت شباكه 27 هدفاً.
ربما كان تاكيس آخرهم ولكنه ليس الضحية الوحيدة للفلسفة الكروية.
الاخفاق يلاحق مؤمن سليمان
منذ خسارته في نهائي دوري أبطال أفريقيا مع نادي الزمالك عام 2016 في مواجهة صن داونز الجنوب أفريقي، اعتاد مؤمن سليمان مدرب الزمالك السابق على تلقي الصدمات، مؤمن سليمان خاض مع الفريق الأبيض 12 مباراة في 114 يوما، حقق 9 انتصارات وتعادل وحيد وتعرض للهزيمة فى مباراتين فقط.
بعد رحيل مؤمن سليمان عن تدريب الزمالك، قاد الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي سموحة، إلا أنه عانى من سوء النتائج بشكل كبير، ليرحل بعد 29 مباراة، حقق خلالها الفوز في 12 مباراة، وخسر 7 مواجهات، فيما تعادل في 10 مواجهات.
كما تولى بعدها مؤمن سليمان تدريب فريق مصر المقاصة، ولم تكن نتائجه أفضل حالا من سموحة، حيث رحل سريعا بسبب سوء النتائج، بعد خوض 5 مباريات تلقى خلالها 4 هزائم وتعادل وحيد ولم يحقق أي انتصار.
مؤمن سليمان، خاض تجربة التدريب في الخارج بتولي قيادة نادي الشعلة السعودي، إلا أنه تم إقالته بعد أن خسر الشعلة آخر أربع مباريات بمسابقة دورى الدرجة الأولى السعودي، بجانب تعادل وحيد مع الطائى، مؤمن سليمان تولى بعد ذلك الإدارة الفنية لبتروجت حيث لعب 9 مباريات تلقى خلالها 5 هزائم وتعادل وحيد و3 انتصارات.
فاروق جعفر يختفي عن الأضواء
نجم الزمالك الأسبق الذي ابتعد عن الأضواء خلال الفترة الماضية وتفرغ للتحليل فى الاستديوهات التحليلية، ورغم بداية فاروق جعفر القوية بعد حصوله مع الزمالك على الدورى مرتين مع الزمالك فى بداية التسعينيات عندما كان مدربا مع الأسكتلندى ديف مكاى ، إلا أنه فشل مع الفرق التى تولاها ولم يحصل على أى بطولة مع تلك الفرق .
ميدو ورضا عبد العال نجوم على الشاشة فقط
ارتبط اسم الثنائى بالشاشات والبرامج الرياضية التى اعتمدت عليهما فى تحليل المباريات، واشتهرا بالآراء التى جذبت الانتباه لغرابتها، وبين شهرتيهما على الشاشة وإخفاقات الملعب أثبت الثنائى بأنهما أسود على الشاشة خاسرون فى الملعب.
تعرض ميدو للإقالة السادسة فى أقل من 5 مواسم بالدورى المصرى، وجاءت إقالة ميدو بعد سلسلة من النتائج السلبية مع فريق مصر للمقاصة، الذى احتل المركز الخامس عشر فى جدول الترتيب برصيد 11 نقطة، مكتفيًا بتحقيق انتصارين فقط فى المسابقة تحت قيادة ميدو.
أما رضا عبد العال فتمت إقالته من تدريب بلدية المحلة بعد تراجع النتائج فى دورى القسم الثانى. تاريخ رضا عبد العال التدريبى الذى بدأ عام 2001 ولم يشهد أى نجاحات تذكر، فلم يدرب أى فريق فى الدورى الممتاز، وتقدم باستقالته سريعا من كل فريق دربه بسبب سوء النتائج، سوى نادى طنطا الذى استمر معه 4 سنوات فى دورى الدرجة الثانية، واكتسب رضا عبد العال شهرته فى السنوات الأخيرة بسبب تحليلاته للمباريات التى تضمنت آراء عكس الجميع، إلا أنه نجح فى توقع أمور لم يتوقعها غيره كخروج المنتخب المصرى من دور المجموعات فى كأس العالم روسيا 2018 كمتذيل ترتيب مجموعته، ومن أشهر ما قال على الشاشة "الكورة المصرية ماشية بالبركة.. وكل المدربين هجاصين وأنا مدرب هجاص.. وصعدنا لكأس العالم ببركة الله".
من جانبه أكد جمال عبد الحميد نجم الأهلي والزمالك السابق ومنتخب مصر، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه من الصعب تنفيذ الفكر الأوروبي على اللاعب المصري، وقال عبد الحميد: يجب أن يكون اللاعب معتاد منذ صغره على هذا الفكر ليتمكن من تطبيقه في الملعب، إذا نظرنا مثلاً إلى جميع الفرق التي تحاول تقليد تاكيس سنجدها في طريقها إلى الهبوط، باستثناء الأهلي والزمالك، القطبين فقط لديهما هدف واحد وهو التتويج بالبطولة، أما في جدول الدوري فالفرق من السادس وحتى هدفهم الهزيمة من الأهلي أو الزمالك 1/0 صفر فقط وليس أكثر.
أضاف نجم الزمالك: لتنجح هذه الطريقة التي اعتمد عليها تاكيس، الأمر يتطلب وجود لاعبين لديهم هدف، أما اليوناني فكان يرغب في امتلاك الكرة فقط خلال 90 دقيقة وهذا لا يصلح في مصر ولذلك أقيل تاكيس خاصة بعد اخفاق الموسم الماضي.
واستطرد جمال عبد الحميد: حتى المصري ولأنه يلعب بهذه الطريقة أصبح يحتل المركز العاشر في الدوري، ويتعرض للهزائم الثقيلة وهذا لا يليق بالمصري.
واختتم جمال عبد الحميد: تاكيس لم يكن يبحث عن بطولة، ورغم أننا سمعنا بأن هناك أندية كبيرة تفاوضه، فمن المؤكد أن أي نادي كبير سيتعاقد معه، سيقوم بإقالته بعد أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر، كل من يسير على طريقة تاكيس لن ينجح في الدوري المصري، وعموماً الفلاسفة يقدمون أمر غير طبيعي..ويا تمشي يا ما تمشيش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة