بأسلوبه الأدبى الرقيق، وبساطته في التعبير، استطاع أن يصل إلى قلوب الجميع، برواياته ومسلسلاته الخالدة، واستطاع أيضا أن يترك واحدا من أهم المراجع الفنية عن سيرة وحياة سندريلا الشاشة في الأربعينيات ليلى مراد، هو الأديب الكبير الراحل صالح مرسى.
ويبدو الحدث الاستثنائى اليوم هو مرور ذكرى ميلاد الفنانة والأديب، إذ ولدت ليلى مراد في 17 فبراير عام 1916، بينما ولد صالح مرسى في نفس اليوم من عام 1929.
تحدثت ليلى كثيرا إلى صالح مرسى حتى خرج بتلك الحوارات المهمة عن سيرتها وحياتها، لكن وراء ذلك الكتاب الرائع الذى نشره عام 1995 عن دار الهلال، وأعادت دار الشروق للنشر طباعته منذ سنوات، كواليس طويلة وحكايات أكثر رواها مرسى في مقدمته للكتاب.
لكن على مدار الحكايات التي روتها "مراد" وشكلت الكتاب الذى خرج يحمل اسمها، وشهدت كواليسه العديد من مواقف الخناق والسعادة، اختار صالح مرسى اللحظة التي تحدثت فيها إليه وسألته، وختم بها مقدمته، حيث توقفت فجأة وقالت: "أنت بتسألنى على طول، مش من حقى أنى أسالك؟"، فرد عليه وقال: "اسألى".
"إيه أحلى أغنية بتحبها لى؟"، فرد دون تردد: "يا ما رق النسيم" هكذا ودون تفكير ما آثار دهشة السندريلا، فقالت :"اشمعنى دى يعنى؟".
حكى صالح مرسى الموقف، والذى لم يسرده في الكتاب، وزادت الدهشة على وجه ليلى مراد، ووسط الصمت الذى حل لثوانى، راحت صوتها يشدو بالأغنية، وهنا فقط دمعت عيناى صالح مرسى مع الصوت السابح بلا موسيقى، انهمر في دموعه ، لتظل كلما أراد سمع مطربته ونجمته المفضلة يذهب إلى الكاسيت ويسمع صوتها التي خرج، بعدما قررت أن تنعزل بعيدا عن أعين الجميع.
