أكرم القصاص - علا الشافعي

العائدون من ووهان الصينية يرون قصص الخوف والرعب من الفيروس القاتل

الثلاثاء، 18 فبراير 2020 03:08 ص
العائدون من ووهان الصينية يرون قصص الخوف والرعب من الفيروس القاتل عائدون من الصين
كتب وليد عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على بعد أمتار من المنصة التى أعلنت من عليها وزيرة الصحة فض معسكر الحجر الصحى بمطروح يجلس د. أحمد نجاح السعيد باحث فى جامعة وسط الصين، ومدرس مساعد بكلية العلوم بجامعة الزقازيق، وبرفقته زوجته وطفلته ميرال التى لا تتجاوز 9 أشهر، لا يصدق عودته إلى الشرقية بعد ثلاث سنوات ونصف من الغربة، زادتها غرابة ووحشة أخر 15 يومًا فى مدينة ووهان.

يصف الباحث معاناته فى ووهان بالحصار فى المنزل، لأكثر من أسبوعين لا يخرج، ولا يعمل، ولا شئ سوى الجلوس مع زوجته ومداعبة طفله، ومشاهدة التلفاز، قائلا، "كنا فى حالة من الرعب وبدأنا التواصل مع السفارة المصرية هناك للعودة سريعًا إلى أن جاء قرار الرئيس السيسب بعودتنا وكان هو الأمل".

"كان منتهى الاهتمام، وكنا فرحانين جدًا بعد فقد الإحساس بالامان فى ووهان، فالحمد لله رجعنا سالمين أمنين لمصر ثم لأهلنا، ولدينا حالة من البهجة لم نشعر بها من قبل" يعبر الباحث عن شعوره.

واعتادت هذه الأسرة على التواصل مع أهلها فى مصر عن طريق برنامج الإيمو، والتحدث مع أهلهم لأكثر من مرة فى اليوم إلى أن وصلوا إلى هنا ومازال الأمر قائما، فكانت الزوجة إيمان أيمن حسين حريصة على ذلك يومًيا.

وتوضح أن بعد عودتها لمصر أجرت لها الفريق الطبى كل يوم فحص طبى يشمل قياس درجات الحرارة، بالاضافة إلى تحاليل الدم والأشعة وغيرها، لدرجة حرصهم على تطعيم طفلتى ميرال ضد شلل الأطفال تزامنا مع الحملة القومية التى أطقتها وزارة الصحة.

"ينتظروا عودتنا بفارغ الصبر" تصف إيمان شعور أسرتها المنتظرة منذ اكثر من 40 يومًا لعودتهم إليها.

يحمل طفله 4 سنوات على كتفه لا يستطيع أن ينزله لـ"شقاوته" أثناء إنهاء إجراءات مغادرتهم من الحجر الصحى إلى محافظته سوهاج، وبجوار محمد جمعة موسى المدرس المساعد بهيئة الطاقة الذرية بجامعة كوزنجو الزراعية بووهان، زوجته التى تنتظر الرحيل للقاهرة ثم أهلها فى سوهاج.

"الدنيا كان تسير بشكل جيد فى ووهان إلى ييوم 19 ديسمبر الماضى وبدأت التحذير من فيروس كورونا وإغلاق سوق المأكولات البحرية فى ووهان، إلى أن بدأت أرقام الإصابات تتصاعد وإعلان الحجر الصحى فى ووهان يوم 24 ديسمبر" هكذا يروى جمعة حال ووهان آنذاك.

ويضيف: المشرفون كانوا يتواصلوا معنا بشكل دائم بعد إغلاق المعامل فى الجامعة والعزل فى المنزل، فكان الموت يهددنا هناك، وحالتنا النفسية سيئة للغاية إلى أن جاء أمر الإجلاء.

كانت معاناة الباحث اكثر لوجود طفله عمر، الذى كان يصعب السيطرة عليه ومنعه من الخروج من المنزل طوال فترة الحجر فى ووهان: كان مثل الأسد يصعب السيطرة عليه وكنا بنشيل المفاتيج منه فوق الدولاب حتى لا يخرج ونتغلب عليه بتشغيل ألعاب وفيديوهات على الانترنت تعلمه اللغة العربية.

"وفرنا كل وسائل التعقيم له من كمامات وقفازات ومواد مطهرة، بالإضافة إلى رش ممرات المبنى الذين نقيم فيه، فى ووهان إلى أن عدنا للقاهرة ووجدنا إجراءات اكثر وقاية فى العزل الصحي" بحسب الباحث جمعة.

"القرار الصح فى الوقت الصح" هكذا وصف الباحث قرار الرئيس باعادتهم لمصر، حيث انهم 300 باحث يعودوا ثروة قومية استردت من الصين.

يشعر الباحث وزوجته ببعض التخوف، فور عودته لأهله فى سوهاج فقررا أن يمكثا فى منزلهما فور وصولهم 10 أيام لا يخالطوا أحد لزيادة الحرص والإجراءات الوقائية، ويروا أن الإجراءات الوقائية المتبعة فى الحجر الصحى كافية جدًا لكن حتى لا يصاب اى من أهلهم بقلق.

سوزان عطية مختلفة بعض الشئ، الباحثة فى جامعة هايزون بوسط الصين والمدرس بكلية العلوم كانت تحمل جنين لها فى الشهر الثامن فزاد ذلك من قلقها خوفُا على جنينها الذى ما زال لم يرى الحياة.

"هناك وباء وفيروس منتشر فى الجو، منعنى من الخروج من المنزل، وترتب على ذلك عدم قدرتى على المتابعة مع دكتور النسا الخاص بى فى المستشفى، واستمر ذلك لأكثر من شهر" تعبر سوزان عن معاناة عاشتها فى ووهان".

وتقول: بعد أن وصلنا إلى مرحلة اليأس جاء الامل باعادتنا للقاهرة ثانية، وكان المعاملة معنا أكثر من رائعة فور وصولنا لمصر.

"تابع معى الأطباء هنا فى مطروح حالة الحمل، وقاموا باخذ عينات دم، والكشف على باستمرار لدى طبيب نساء وتوليد، وطمأنى الطبيب على الجنين، وانتظر قدومه بعد العودة لمنزلي" بحسب سوزان.

وتقول: أخاف على والدتى فور العودة لأن كبيرة فى السن، ومناعتها ضعيفة وساسلم عليهم بغير أحضان وقبلات، وبعدها أزورها كل يومين حرصًا عليها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة