زارت وزير الهجرة والمصريين بالخارج قرى منتجة فى الغربية ضمن مبادرة قوارب النجاة، القرى التى زارتها نبيلة مكرم بصحبة محافظ الغربية الدكتور طارق رحمى ونائبه والنائب سامح حبيب، قرى منتجة قضت على البطالة، «قرية الفرستق» التابعة لمركز بسيون واجهت البطالة وأصبحت أهم القرى المصنعة للخزف وقرية محلة اللبن التابعة لمركز بسيون وبها 150 مصنعا لإنتاج البويات، أما قرية كتامة مركز بسيون فقد تحولت من قرية مجهولة معدومة الخدمات إلى «قلعة صناعية» فى صناعة الأثاث تنافس دمياط، وبفضل هذا تحسنت أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية وخلقت فرص عمل للشباب وبها أكثر من 2000 مصنع ومعرض للأثاث، نبيلة مكرم زارت أيضا قرية «شبرا بلولة» التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية قلعة لإنتاج العطور الخام تمثل نسبة عالمية كبيرة من الخامات.
مجرد تفكير وزيرة الهجرة فى زيارة قرى منتجة هو خطوة مهمة، ربما دفعت البعض للتساؤل عن أن تكون الزيارة من وزيرة العاملين بالخارج، والإجابة أن هذا ضمن مبادرة مراكب النجاة لمواجهة الهجرة غير الشرعية. لكن مشهدا واحدا لفت الانتباه عن الموضوع، وهو صورة لوزيرة الهجرة والمحافظ ومرافقوهم يعبرون على معدية متهالكة فوق مصرف مكشوف.
اتجهت الأنظار إلى سجاد تم فرشه على المعدية المتهالكة، وطبعا اختفت الزيارة وتفاصيلها خلف صورة السجاد التى تحولت إلى مثار سخرية وتندر، بل إن البعض ترك الموضوع وهاجم أو انتقد الوزيرة نبيلة مكرم، التى تستحق الشكر على مبادرة زيارة قرى مجهولة، شخصيا لم ألتق الوزيرة من قبل، لكننى أتتبع تحركاتها وأجدها سيدة مصرية بسيطة تتعامل بشكل تلقائى، غير متكلفة، وبالفعل كان هذا ما حدث فى زياراتها.
ربما حاول البعض تجميل الصورة فقاموا بفرش السجاد، لكن المشهد بدا نشازا فى الواقع، لكن الوزيرة ليس لها علاقة بهذا، وبما أننى أنتمى لمركز بسيون الذى تنتمى له ثلاث قرى فقد تابعت المناقشات وأغلبها «سوشيالى» لا علاقة له بالموضوع وإنما حالة من التنكيت والهيصة، من دون نقاش حقيقى، لكن أرى جانبا مضيئا فى الموضوع أن الزيارة كشفت عن قرى منتجة تعمل فى ظروف صعبة حيث حالة الطرق والنقل شديدة الصعوبة، وهى أحد مشكلات بسيون المزمنة، ثم إن هذه القرى تطبق فكرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بشكل ذاتى، لكنها تحتاج إلى أن تلتفت الحكومة لمشكلاتها التى تتعلق بالطرق والنقل والخدمات المنعدمة.
ربما يكون على السيد محافظ الغربية الدكتور طارق رحمى بعد جولاته أكثر من مرة فى بسيون وقراها، أن يسعى لمواجهة المشكلات المزمنة لمركز بسيون وقراه، خاصة فيما يتعلق بمأساة النقل والطرق، وأن يسعى نواب البرلمان لإثارة مشكلات الطرق والنقل والخدمات إلى البرلمان والوزراء المختصين.
النقطة الأخرى هو أن تلتفت الحكومة ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، لتنظيم زيارة بسيون، للتعرف على مشكلات المدينة والمركز والقرى التابعة، وأن يواجهوا مشكلة مزمنة فيما يتعلق بالنقل والخدمات، ومنها مستشفى الصدر المبنى من عقدين ولم يتم تشغيله، ويكاد يسقط من الإهمال.
وربما تكون الحكومة بحاجة للخروج من القاهرة وأن ينفذوا سياسات الرئيس فيما يتعلق بعدالة توزيع الخدمات والفرص والاستثمارات، وفى هذه النقطة تستحق وزير الهجرة نبيلة مكرم الشكر، فهى لم تتوقف لتعرف ما إذا كانت زيارة ودعم القرى المنتجة من ضمن مهامها، ثم إن زيارتها كانت كاشفة لمشكلات مزمنة يعانى مركز بسيون والكثير من مراكز الغربية، والدلتا، وكونها تفتقد للخدمات المختلفة وهذا موضوع آخر.