تحولت الجنسية التركية إلى سلعة وأداة يستخدمها نظام أردوغان لتركيع وشراء العناصر الهاربة في تركيا، حيث كشفت تصريحات سليمان صويلو وزير الداخلية التركى التى أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية، عن أن السلطات التركية تمنح الجنسية لعناصر الإخوان المقيمة على أراضيها، بغض النظر عن الاشتراطات الواردة فى القانون التركى.
وكشف سليمان صويلو، أن بلاده استدعت زوجة وأطفال الإخوانى المصرى محمد عبد الحفيظ حسين المحكوم عليه بالإعدام فى قضية اغتيال النائب العام، وتم ترحيله للقاهرة، ومنحتهم الجنسية التركية.
وقال فى مقابلة الجزيرة القطرية، إن الحكومة التركية استدعت زوجة الإخواني المصرى، والتى كانت تقيم فى الصومال، ومنحتها وأطفالها الجنسية التركية، مشدداً على أن بلاده عاقبت مسؤولاً بمطار إسطنبول اتهمته بالتورط فى ترحيل الإخوانى الهارب إلى مصر.
أكد المسئول التركى، أن بلاده منحت الجنسية لنحو 112 ألف سوري حتى اليوم، وأن الإجراءات التي تتخذها حاليا تهدف إلى إدارة عملية الهجرة إلى البلاد، لا إلى منعها.
تجدر الإشارة إلى أن الواقعة الخاصة بالشاب الإخوانى محمد عبد الحفيظ المحكوم بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام، هشام بركات تعود إلى فبراير من العام الماضي، حيث أعلن ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، أنه تم ، تم ترحيله إلى بلاده بطريق الخطأ، بعد أن قدم من مقديشو بتأشيرة غير سليمة، مضيفاً أنه سيتم فتح تحقيق في الواقعة.
واتهم شباب الإخوان وقتها قيادات الجماعة بالتقاعس عن التدخل فى قضية محمد عبد الحفيظ، كما أشارت المعلومات وقتها إلى أنه قدم للسلطات القطرية ما يفيد بأنه صادر ضده حكم بالإعدام في مصر، وسمحوا له بالتواصل مع قيادات الجماعة لكنهم لم يتدخلوا لعدم تأكدهم من إنتمائه تنظيميا للإخوان أم لداعش.
من جانبه، قال محمد حامد الباحث في الشئون التركية، أن الجنسية أصبحت تستخدم كأداة لتركيع الهاربين من دولهم، مشيرا إلى أنه لا يعتقد أن الرقم الذى ذكره وزير الداخلية التركي صحيح وأضاف: "أتوقع يصل عدد من حصلوا على الجنسية نص مليون مواطن عرب، أغلبهم سوريين، خاصة بعد إقرار قانون بيغ الجنسية فى 2016 فى عهد أحمد داوود اوغلو".
وذكر حامد أنه عبر مرور 5 سنوات من الإقامة أو شراء عقار أو شراء الجنسية بشكل مباشر وأضاف: "الرقم المخفض الذى ذكره وزير الداخلية التركى لتوزانات الداخل التركى بسبب غضب المعارضة من التوسع في منح الجنسية التركية " مشيرا إلى أن التودد السوريين لعب دورا كبيرا فى خسارة قاسية العدالة والتنمية فى انتخابات المحليات الأخيرة.
من ناحيته، ذكر هشام النجار الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن هذه التصريحات هدفها مغازلة الإخوان والإسلام السياسى في العالم العربى، والتأكيد على أن تركيا ما زالت تدعمهم، وإزالة اللغط الذى أثاره حادث تسليم عبد الحفيظ إلى مصر، مضيفا: "الإخوان أصبحوا عناصر مرتزقة تتسول الجنسية من الأتراك، وهو أمر يعبر عن مدى الانحطاط الذى وصلت إليه الجماعة ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة