صدر حديثًا عن المركز الثقافي العربي كتاب جديد بعنوان "مذكرات غير شخصية" الكاتب المغربى عبدالله كنون الحسنى، أحد الرواد الكبار في إرساء قواعد النهضة الأدبية والثقافية والعلمية في المغرب.
ويأتى على غلاف الكتب: "لم أفكر يومًا في كتابة مذكّرات شخصية عن حياتي لسبب بسيط، وهو أنني لم أعتبر قط أنّ حياتي تستحق التدوين بالتفصيل الذي تستدعيه كتابة المذكّرات، إلّا إذا كنت سأثقل حواشيها بالتوافه التي لا قيمة لها، أو الادّعاءات العريضة التي لا نصيب لها من الحقيقة، كما يفعل بعضهم، وهو الأمر الذي جعلني لا أرغب في قراءة بعضها ممّا يقع في وهلي أنها ربما تكون ذات جدوى مذل المذكّرات السياسية أو العسكرية التي كُتبت عن الحربين العالميتين: (1914 و 1939) فأجدني أنصرف عنها لما ألمسه فيها من التزيّد ومخالفة الواقع.
وأمر آخر، هو ما جدّ في كتابة التراجم ممّا يسمّونه بالتحليل النفسي، وما يتضمنه من التلفيقات والافتراضات التي تصبح أحكاماً هدفها الوحيد تحطيم الشخصية الإنسانية للمترجم لمجرد أنه مرض في صغره مثلا بمرض معيّن أو أحبّ في شبابه شيئاً ما ثم نُزع منه، وما شابه ذلك ممّا يجيء في كلامه عرضاً أو يتحدث به عنه زميل له أو فرد من أفراد أسرته ربما كان هو لا علم له به ولا صلة بينه وبين ما نسباه إليه، بل لعلّه من انعكاسات التصورات الذاتية التي يثيرها فضول المحللين النفسيين فيؤدي الأمر إلى ما يعبّر عنه المثل العربي القائل "رَمتني بدائها وانسلّت" وعلَّله المتنبي في هذا البيت الشعري:إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتظنونه وصّدَق ما يعتاده من توهم"
عبد الله بن عبد الصمد كنون الحسني الشهير عبد الله كنون (1908 م - 1989م) كان فقيها، وكاتبا، ومؤرخا، وشاعرا، وأكاديميا وصحافيا مغربيا، وأمينا عاما سابقا لرابطة علماء المغرب، من أبرز مؤلفاته: "النبوغ المغربي في الأدب العربي (كتاب)، مدخل في تاريخ المغرب، محاذي الزقاقية، في الفقه وأصوله، نشر عام 1958 عن معهد الأبحاث العليا المغربية، معارك، الجيش المجلب على المدهش المغرب، أربع خزائن لأربعة علماء من القرن الثالث عشر، الشيخ أحمد زروق دفين مصراته، التعاشيب".