دعا الأنبا كريكور كوسا، مطران الأرمن الكاثوليك جموع المسيحيين للاستعداد للصوم الكبير الذى يبدأ الإثنين المقبل بالتوبة والمصالحة
وقال فى رسالته بمناسبة بدء الصوم: على عتبة الصوم يستعد الإنسان المؤمن ليحيا زمناً روحياً يعود فيه إلى نفسه أولاً ليقوم بفحص ضميره فحصاً دقيقاً، على ما يعيشه من أوضاع وتصرفات مصيفًا: فيثنى على ما يصدر عنه من أعمال تقوى وخير وصلاح، ويأخذ قرارات بإكمالها وزيادتها والتقدم بها نحو الكمال وينتبه إلى ما يصدر عنه من أخطاء وإهمال وفتور، فيتركها ويبتعد عن كل ما يسببها ويعوض عنها بالصوم والصلاة وممارسة التقشف.
وأوضح المطران: فى الصوم يعود المؤمن إلى ربّه، ليقوم بفحص ضميره على علاقاته به وعلى إتمام ما تتطلب منه واجباته تجاه سيّده وخالقه وربّه وعلى ممارسته الإيمان والمحبّة كما يجب.
واستكمل: ولا يكتفي المؤمن بممارسة الشريعة وإيفاء ما توجبه وتفرضه عليه من أعمال وممارسات تبقى خارجية وظاهرية دون أن تدخل إلى أعماق نفسه وقلبه وتغيّره تغيّراً جذرياً على مثال الفريّسي الذي انتصب قائماً يصلّى فيقول في نفسه: "اللّهم شكراً لك لأنّي لست كسائر الناس السرّاقين الفاسقين، ولا مثل هذا العشّار: إنّى أصوم مرّتين فى الأسبوع، وأؤدِّى عُشر كل ما أقتنى" لوقا 11:18.
واعتبر كريكور أن الصوم هو زمن توبة وصلاة ومسامحة وتكفير، لذا نلاحظ في هذه الأيام أن الكثيرين يكتفون بالمظاهر الخارجية، ويقومون بإتمام العادات والتقاليد ظاهرياً – (التى هى فى أساسها وفى انطلاقتها تعبير عن الإيمان والمحبّة) – دون أن يغوصوا في العمق ويفهموا الجوهر، فنراهم يكتفون بالامتناع عن الطعام والشراب ولكنهم يطلقون العنان لألسنتهم بالتجديف والشتم والكذب والنميمة واللعنات واستباحة كل شيء، متناسين أن: "ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان" (متى 10:15).