فى الوقت الذى يقدم فيه بيرنى ساندرز نفسه كـ"مرشح اشتراكى" لانتخابات الرئاسة الأمريكية، فإن حملته الانتخابية تتحرك فى الإطار نفسه، خاصة فى المناطق الريفية، عبر استخدام الخيول، أثناء تجولهم فى القرى التابعة لولاية نيفادا، والتى ستكون المحطة المقبلة، فى الجولة التمهيدية للحزب الديمقراطى، والمؤهلة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، والمقررة فى نوفمبر المقبل، وذلك فى إطار ما يسمى بحملة "طرق الأبواب" التى يتبناها المرشح العجوز المدعوم من قبل قطاع كبير من شباب الحزب، باعتباره وجها جديدا، يخالف توجهات القيادات التقليدية التى طالما قدمها الديمقراطيون، فى السنوات الأخيرة.
أعضاء حملة ساندرز يناقشون خطتهم للترويج لمرشحهم
وتعد المناطق التى يتجول فيها أعضاء حملة ساندرز، فى ولاية نيفادا، هى مناطق صحراوية، يقطنها مواطنون يقومون باستصلاحها، حيث تتباعد المسافات بين المنازل بصورة كبيرة، وبالتالى فلا يمكن التنقل بينها، سوى بسيارات الدفع الرباعى، إلا أن حملة المرشح الديمقراطى آثروا استخدام الخيول، ليقدموا صورة لا تختلف كثيرا عن حياة هؤلاء السكان، وذلك لاستقطاب أصواتهم، خاصة وأن برنامج ساندرز يبقى متوائما إلى حد كبير مع رؤية تلك الطبقة من المواطنين الأمريكيين.
السيدة الأمريكية تواصل حملة طرق الأبواب بطريقتها الخاصة
ويعد بيرنى ساندرز أكثر المرشحين الديمقراطيين، الذين يحظون بشعبية كبيرة فى ولاية نيفادا، حيث أظهرت الاستطلاعات أنه الأكثر تفوقا بين كل منافسيه الآخرين فى نيفادا، فى ظل التوافق الكبير بين رؤيته من جانب، ومصالح الفئة التى ينتمى لهم مواطني الولاية، والتى تتواجد بها مساحات واسعة من الأراضى الصحراوية التى يسعون لاستصلاحها.
الطبيعة الريفية تهيمن على نيفادا
وتقول حملة ساندرز إنها قامت بمواصلة حملتها، عبر طرق أكثر من 400 ألف باب، فى أنحاء ولاية نيفادا الأمريكية، حيث قطعوا آلاف الأميال على ظهر الخيول، من أجل إقناع سكان المناطق الريفية بالتصويت للمرشح الديمقراطى، والذى يقترب عمره من الـ80 عاما.
جانب من المشهد فى نيفادا
ولعل أبرز الأساليب التى تبناها مؤيدو ساندرز للحصول على تأييد الديمقراطيين، فى مختلف الولايات الأمريكية، هى استخدام عشرات المتطوعين لحشد غالبية الديمقراطيين للتصويت له، فى الانتخابات التمهيدية، ليتأهل إلى الجولة النهائية من انتخابات الرئاسة، ومواجهة الرئيس ترامب فى نوفمبر المقبل.
حملة ساندرز بالخيول فى نيفادا
ويقوم عمل فريق المتطوعين على عدة مسارات، من بينها إجراء مكالمات هاتفية مع أعضاء الحزب فى العديد من الولايات، وهو ما حدث فى أيوا ونيو هامبشاير، بينما يواصلون حملتهم فى نيفادا، لحشد مؤيدى ساندرز، فى مؤتمرات انتخابية، ودعمه فى عملية التصويت الداخلى فى الحزب، وكذلك إرسال رسائل نصية لهم، بالإضافة إلى استحداث تطبيق إليكترونى، يقدمون من خلاله ملامح برنامجه الانتخابى.
سيثانى ريف على ظهر خيل
من جانبها قالت سيثانى ريف، وهى أحد السيدات اللاتى قمن بالمشاركة فى الحملة بولاية نيفادا، إن رؤية ساندرز تبقى مطابقة لما يتطلع إليه سكان المناطق الريفية فى نيفادا، خاصة فيما يتعلق بالتأمين الصحى، وتوفير الدواء، وهو الأمر الذى يضفى انطباعا بالدعم الكبير الذى يحظى به المرشح بين سكان الولاية.
سيثانى ريف
مشاركة ريف فى دعم ساندرز ليست الأولى من نوعها، حيث إنها شاركت فى حملته السابقة فى 2016، عندما كان الرجل ينافس وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، حيث تعرفت عليه من خلال ابنتها، والتى كانت فى مرحلة التعليم الجامعى خلال تلك الفترة.
عضو بالحملة
ولعل استخدام الخيول فى الحملة الانتخابية، كبديل للسيارات، فكرة مبتكرة، تضفى انطباعا لدى الناخبين بأن ثمة توافق كبير بين المرشح الذى يقدمونه فى حملته الانتخابية، من جانب، وحياتهم من جانب آخر، خاصة أن المنطقة ريفية، معروفة بمزارعها، بينما تبقى الحيوانات جزءا رئيسيا من منازلهم.
كتيبات تحمل برنامج بيرنى ساندرز
منزل السيدة ريف لا يختلف كثيرا عن هذا الإطار، حيث توجد مزرعة صغيرة ملحقة بمنزلها الريفى، تتواجد به العديد من الحيوانات، بين الماعز والخيول والكلاب، فى حين أن لديها فى الداخل شاشات ملحقة بكاميرات، ترصد حركة تلك الحيوانات، إذا ما خرجت من أماكنها.
منازل ريفية فى نيفادا
وتقول ريف التقارب الكبير بين الحملة، ورؤية مواطنى ولايتها، خلقت حالة من الود بينهم وبين السكان، ومن بينهم هؤلاء الذين لا يميلون لساندرز، موضحة أنه تم استقبالهم بقدر كبيرة من الحفاوة من قبل الجميع بدون استثناء.
وأضافت "حتى إذا لم نستطع تحقيق الهدف الذى نتطلع إليه، يكفينى أن أشعر أننى بذلت قصارى جهدى لتحقيقه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة