حالة من التخبطات الداخلية تعيشها جماعة الإخوان الإرهابية، في ظل ما أسموه عناد القيادات وأخطائهم المتكررة، الأمر الذى جعل الجماعة تشهد انقسامات كثيرة، ومطالبين بتغييرات جذرية في أركان الجماعة الإرهابية ، وهو ما ذكره محيي عيسي، أحد القيادات التاريخية في جماعة الإخوان الإرهابية، والذى اعترف بأخطائها ، وأن فكرة إنشاء جماعة موازية للدولة أمر غير صالح لهذا العصر، مطالبا بمحاسبة كل القيادات بالجماعة الإرهابية.
محيي عيسي، أحد القيادات التاريخية بالجماعة، خرج ليؤكد أن جميع الحركات الإسلامية تحتاج إلى ثورة فكرية وليست إدارية، معترفا أن حسن البنا، مؤسس الجماعة الإرهابية وقع في أخطاء عديدة قائلا :" وقع البنا فى خطأ كبير يقع فيه كثير ممن يقيمون مشروعا دون دراسة ارض الواقع ولا البيئة المحيطة فيرفعون من سقف أهدافهم دون النظر الى امكانية التطبيق ولا كم معه من ادوات لهذا التطبيق، فكان هدف الخلافة الراشدة واستاذية العالم هدف يقترب من الاحلام الوردية أكثر منه الى الواقع، واستند البنا فى حلمه على مجموعة من الاحاديث والايات جاءت فى سياق معين ولكنها كانت تخدم الهدف الذى يدعوا اليه"
وفي اعترافات قوية سردها محيي عيسي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،" لم يكن البنا يدرك انه برفع هذه الشعارات سيجعل العالم كله يقف ضده لا فقط لانه على الحق ولكن لان العالم لا يقبل بعودة تاريخ الدولة العثمانية وصراعها مع الغرب، وسارت كل الحركات التنظيمية على نفس الهدف وهو عودة الخلافة حتى ان البغدادى أعلن نفسه خليفه واقام خلافته على قطع من الأراضي كان لا يستطيع ان يخرج من داره، والان وقد انتهت مرحلة البنا وما شابهها من حركات الاسلام السياسى".
وتابع قائلا :" وجب أن نعترف أن فكرة تكوين جماعة موازية للدولة العصرية فكرة غير صالحة لهذا العصر بعد أن أدت دورها فيما مضى وفشلت فى تحقيق أى من أهدافها، وأن النقاش المطلوب يكون عن فكرة الجماعة والتنظيم المغلق وفكرة وجود مرشد يدين لها افراد التنظيم بالبيعة والسمع والطاعة، وفكرة أن تكون هناك جماعة خارج إطار القانون ايا كان ظالما ولها حسابها المالى الذى لا يتطلع عليه أحد حتى من أعضائها".
وواصل في شهادته :" الجماعة التى لا يملك افرادها محاسبة القيادة او سؤالها من اين لك هذا او عزلها لو أخطأت، وأن فكرة الجماعة والتنظيم فى حاجة إلى مراجعة وتقديم بديل عصرى علنى شفاف يخضع للمحاسبة، وكلام حسن البنا لا يصلح لكل زمان ومكان فقد قاله فى ظروف وأجواء مختلفة عما نحن فيه الان،ونحن بحاجة إلى أن تحدد الحركة الاسلامية الجديدة موقفها من الدولة المعاصرة، وان تحدد رفضها التام للعمل السرى والبيعة وتحدد أهدافها بوضوح، اكثر من حاجتنا إلى تنظيمات هرمية مغلقة ثبت فشلها على مر العقود".