أصدر الاتحاد العام للصحفيين العرب، بيانه الختامى عن أعمال اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب بمقر الاتحاد برئاسة مؤيد اللامى وحضور أعضاء الأمانة العامة وأعضاء المكتب الدائم في الاتحاد.
وقال الاتحاد إنه بالنظر إلى الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية خصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التى تتعرض إلى مؤامرات خطيرة فقد اتفق الحاضرون وبالاجماع على اطلاق اسم " فلسطين " على اجتماعات هذه الدورة، وأنه بعد المداولات المستفيضة التى ميزت أشغال هذه الدورة، التى عكست عمق وعى التنظيمات المهنية الصحفية العربية بالأوضاع الدقيقة والصعبة التى تجتازها الأمة العربية وبما تتعرض له الحريات العامة خصوصا حرية الصحافة والتعبير والنشر من مؤامرات وبعد أن صادق الأعضاء بالإجماع على تنظيم المؤتمر المقبل للاتحاد بالعاصمة اللبنانية بيروت خلال الأسبوع الأول من شهر ابريل / نيسان ـ المقبل، وبعد أن وافق الحاضرون وبالإجماع أيضا على قبول عضوية نقابة الصحفيين الجيبوتيين، وبعد أن رحب المجتمعون بعودة نقابة الصحفيين الأردنيين إلى بيتهم الاتحاد ، تم الاتفاق على إصدار البيان العام .
وأضاف أن الظروف العصيبة التى تمر بها الأمة العربية والتى يميزها تنامى مختلف مظاهر الفوضى والتشتت والحروب وتعميق الصراعات العربية عربية وباستمرار تراجع مؤشرات حرية الصحافة والتعبير وباقي تجليات حقوق الإنسان مما يستوجب المراهنة على تكثيف أشكال النضال المهني لمواجهة هذه التحديات، مضيفا أن الاتحاد العام كان وسيظل فى طليعة التنظيمات المهنية العربية للتصدي لمختلف المؤامرات وفيا لدوره فى مواجهة كل هذه المخاطر والتحديات، مطالبا الصحفيين العرب على ضرورة مواصلة التعبئة والقيام بأدوارهم المهنية لإحباط كل هذه المؤامرات .
وعبر الاتحاد عن استعداده للتعاون والتحالف مع كل التنظيمات المهنية والحقوقية العربية التي تؤمن بمبادئ الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة الحريات خصوصا حرية الصحافة والتعبير والنشر، ومناصرة مصالح الأمة العربية والنضال من أجل تحقيق قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتابع:"بعد النقاشات المستفيضة التي ميزت أعمال هذا الاجتماع فى جميع الموضوعات المطروحة فيما يتعلق بالقضايا المهنية والأحداث المختلفة التي تحيط بالأمة العربية وعلى الأخص قضية " صفقة العار صفقة القرن " اتفق الحاضرون عل إصدار البيان التالي :
إن الاتحاد العام للصحفيين العرب يجدد استنكاره وإدانته لمؤامرة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب تحت مسمى صفقة القرن والتي تمثل اعتداءً صارخا على حقوق الفلسطينيين فى ديارهم وأملاكهم وحرياتهم ، وما تضمنته من شرعية لاغتصاب إسرائيل للأراضي الفلسطينية خلافا لكل القوانين والشرائع الدولية وقواعد ومبادئ السلم العالمي ، ومشاركة عملية للعدوان والجرائم التي يرتكبها المحتل الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني ، ويؤكد الاتحاد أن الإدارة الأمريكية و بالنظر إلى خطورة المواقف التي أعلنتها بانحياز تام ومطلق لفائدة العدو الاسرئيلي ، فإنها بذلك جردت نفسها من جميع مواصفات وشروط التحكيم والوساطة لأنها لا يمكن أن تكون حكما وخصما فى نفس الوقت".
ودعا الاتحاد النقابات والنخب العربية إلى توعية الجماهير العربية بمخاطر هذه الصفقة على القضية الفلسطينية ، وعلى الوطن العربي، والتي تمنح القدس للاحتلال الإسرائيلي كعاصمة موحدة وتثبت شرعية احتلاله للأراضي الفلسطينية ، ولا وجود أصلا لمسمى دولة فلسطينية على ارض الواقع في هذه الصفقة ، وتمثل هذه الصفقة أيضا اعتداء على الحدود المصرية والسورية واللبنانية والأردنية ، ويثمن الاتحاد عاليا ردود الفعل الايجابية والمؤثرة التي عبر عنها الشرفاء من شعوب الأمة العربية ودول العالم .
وأهاب الاتحاد العام للصحفيين العرب بجميع التنظيمات الإعلامية فى الوطن العربي لوضع برامج ضمن أنشطتها لمواجهة هذا المشروع الصهيوني والحرص على تكثيف الرسائل والدعوات التي تهدف إلى التصدي للتطبيع الذي يمثل اختراقا للصمود الشعبي والمهني، مناشدا النقابات والاتحادات والجمعيات الصحفية إلى فتح مجالات واطر التعاون مع الصحفيين الفلسطينيين وإسنادهم والتنسيق معهم فيما يواجهونه من اعتداء سافر علي حقوقهم والتضييق عليهم ويؤكد الاتحاد تمسكه بوحدة وسيادة الدول العربية وبرفض التجزئة والانفصال والتدخلات الخارجية .
وعبر الاتحاد عن إدانته وتجريمه لأي اعتداء على الصحفيين، مستنكرا ما يتعرض له الصحفيون في كل من اليمن، والعراق، ولبنان، ويدين الاتحاد استهداف الصحفيين السوريين خلال العدوان التركي على سورية .
وطالب الاتحاد الحكومات العربية بضرورة التعاطي مع مهنة الصحافة فى ضوء التطورات والمستجدات الحديثة وبضرورة مراجعة التشريعات السالبة للحريات وإصدار تشريعات تمنح الممارسة الإعلامية العربية قدرا أوسع وآفاقا أرحب من الحريات، معلنا تضامنه المطلق مع اتحاد الصحفيين السودانيين جراء الضرب المباشر لحرية التنظيم النقابي ويدعو إلى تنسيق الجهود مع الاتحاد الدولي للصحفيين بهدف إيجاد الحلول الكفيلة بدعم الصحفيين السودانيين وحقهم المشروع فى اختيار ممثليهم .
وأوضح الاتحاد أنه عزم خلال مؤتمره القادم علي متابعة القضايا المطروحة بما يخدم مهنة الصحافة والصحفيين، مضيفا أن حرية الصحافة والتعبير تتعرض لها الدول العربية خلال هذه الظروف التى هي أبشع مظاهر الاستهداف والتضييق، ويتمثل ذلك فى اعتقال الصحفيين وسجنهم واستخدام القضاء لاستصدار قرارات إداناتهم، وإلى القتل العمد ناهيك عن الأشكال الاخرى من التضييق والتمييز التى تحد من هذه الحرية .
وجدد الاتحاد إدانته الشديدة لجميع هذه الممارسات المتخلفة، مطالبا بضرورة الإطلاق الفوري لسراح جميع الصحفيين المعتقلين وإلى تفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب فى حق مقترفي جرائم قتل الصحفيين، والى تحصين حرية الصحافة بضمانات قانونية قوية لتتمكن وسائل الإعلام من القيام بدورها فى المراقبة ونشر الأخبار والمعلومات، واحتضان النقاش العام فى مختلف القضايا المصيرية التى تهم الشعوب العربية وتوفر التربة المناسبة لاستنبات جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولن يتأتي ذلك إلاّ عبر إعادة النظر فى التشريعات المنظمة لحرية الصحافة والتعبير لتكون خالية من العقوبات السالبة للحرية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة