المراهنات فى لاس فيجاس لا تتوقف لحظة، غير أن أشهر كازينوهات العالم منحت السبت استراحة مطولة خلافا للعادة لموظفيها من مديرى طاولات القمار وطباخين وغيرهم، لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم فى محطة أساسية من الانتخابات التمهيدية الديموقراطية.
وكانت نيفادا ثالث ولاية أمريكية تجرى انتخابات تمهيدية، لاختيار المرشح الديموقراطى الذى سيواجه الرئيس الجمهورى، دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر، وخاضها السناتور اليسارى، بيرنى ساندرز فى موقع الأوفر حظا بفارق كبير عن منافسيه.
ونقلت قناة فرانس 24 الفرنسية، عن الوضع فى لاس فيجاس، حيث كان فندق بيلاجيو، أحد الفنادق التى شاركت فى "مجلس انتخابى" يعبر فيه الناخبون عن خيارهم بالتجمع فى حلقات كل منها مؤيدة لأحد المرشحين، بمشاركة أكثر من 120 موظفا، وفاز ساندز بهذا المجلس الانتخابى بفارق كبير عن نائب الرئيس السابق جو بايدن، المعتدل الذى جاء فى المرتبة الثانية.
وتجرى "المجالس الانتخابية" أو"كوكوس" على عدة جولات، فيختار الناخبون في الجولة الأولى مرشحهم الأساسي. وإذا لم يتخط المرشح عتبة معينة من الدعم، يخرج من السباق ويصبح بإمكان أنصاره في جولة ثانية الانضمام إلى مؤيدي مرشح آخر أو الامتناع عن التصويت، وفق نظام معقّد خارج عن المعهود.
وسارت الأمور بشكل سريع فى فندق بيلاجيو، حيث لم يتخط عدد الناخبين الذين لم يؤيدوا أيا من ساندرز وبايدن التسعة، لا سيما وأن هذين المرشحين يتمتعان بشعبية واسعة بين الناخبين المتحدرين من أمريكا اللاتينية، ومن أقليات أخرى، وهم عديدون بين موظفي كازينوهات لاس فيجاس.
ونقلت فرانس 24 أن رئيس البلدية السابق المعتدل بيت بوتيدجيدج، لم يحصل سوى على صوت واحد، فيما لم تلق السناتورة التقدّمية إليزابيث وارن دعما كافيا للبقاء في السباق في الدورة الثانية، ما حمل أنصار بايدن وساندرز على السعي لإقناع الناخبين الستة الذين اختاروها بالانضمام إليهم، وهتفت لورا توريس عاملة التنظيف البالغة من العمر 46 عاما "بيرني ساندرز بالطبع!".
لكن هذا لم يكن كافيا لإقناع آن أولا بائعة الزهور فى بيلاجيو والتى تفضل عليه إليزابيت وارن، فعبرت القاعة للانضمام إلى مؤيدي بيرني جو بايدن، وعلقت بالقول "لا أكره بيرني، لكن إن كنت تريد خوض مجلس انتخابي ديموقراطي، ينبغي أن تكون ديموقراطيا"، في إشارة إلى توصيفه بالسناتور المستقل.
بدلت نيفادا في 2008 نظامها الانتخابي التقليدي للانتخابات التمهيدية القائم على التصويت السري، لتعتمد "المجالس الانتخابية"،
ولا يلقى هذا القرار إجماعا بين موظفي كازينوهات "شريط" لاس فيجاس، وقالت آن أولا "يبدو لي ذلك فوضويا ومثيرا للسخرية، لا غير من الأبسط بكثير لو نجرى انتخابات تمهيدية"، لكن لورا فلوريس التي تمكنت من الحصول على ساعة إضافية من الاستراحة للإدلاء بصوتها قالت "هذا طريف".
وأقامت المدينة التى لا تنام سبعة مجالس انتخابية على "شريط" لاس فيجاس للسماح لجميع الموظفين العاملين على مسافة ثلاثة كيلومترات من المشاركة فيها.
ولتفادى الفوضى التي واكبت إعلان نتائج المجالس الانتخابية فى ولاية أيوا في مطلع فبراير الجارى مع حصول أعطال تقنية، اختار الحزب الديموقراطى في نيفادا نقل النتائج عبر الهاتف وليس من خلال تطبيق.
وسعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال زيارة إلى لاس فيجاس عشية الانتخابات لزرع الشكوك حول مصداقية النتائج. وقال مخاطبا أنصاره "وردني أن حواسيبهم متعفنة كما في أيوا" من دون أن يورد أي دليل على ذلك.
وعلق المسؤول في الحزب الديموقراطي في نيفادا "كالعادة، هو لا يعرف ما يقول" مضيفا "كل ما فى الأمر أن دونالد ترامب القلق بشدة على حظوظه في الفوز مجددا في الانتخابات، يسعى لثنى الناخبين عن المشاركة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة