اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" من هم "قوم طسم"

الإثنين، 24 فبراير 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" من هم "قوم طسم" المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987) البحث فى تاريخ العرب قبل الإسلام من خلال كتابه المهم (المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" ونتوقف عند معنى كلمة "طسم".
 
 
يقول جواد على "ساق الأخباريون نسب "طَسْم" على هذه الصورة: "طسم بن لاوذ بن إرم" أو "طسم بن لاوذ بن سام"، أو "طسم بن كاثر"، أو ما شابه ذلك من نسب، ونحن لا نعرف الآن من أمرهم غير ما ورد من القصص المدوّن فى الكتب، ولم يردْ لهم ذكر فى القرآن الكريم، وقد جعلهم بعض أهل الأخبار من أهل الزمان الأول، أو من عاد. 
 
وتابع "جواد على" شكّ حتى الأخباريون فى الأخبار المنسوبة إلى "طسم"، إذ اعتبروها أخبارًا موضوعة، فقال بعضهم: "وأحاديث طسم: يقال لما لا أصل له. تقول لمن يخبرك بما لا أصل له: أحاديث طسم وأحلامها، وطسم إحدى قبائل العرب البائدة". 
 
أما مواطن طسم، فكانت اليمامة، وعند بعضهم الأحقاف والبحرين. وقد زعم الأخباريون أن طسمًا وجديسًا سكنتا اليمامة معًا، وهى إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها،، ثم انتهى الملك إلى رجل ظالم غشوم من "طسم" يقال له "عمليق" أو "عملوق" استذلّ جديسًا، وأهانها، فثارت جديس وقتلت عمليقًا ومن كان معه من حاشيته، واستعانت طسم بـ "حسّان بن تبع" من تبابعة اليمن، فوقعت حرب أهلكت طسمًا وجديسًا، وبقيت اليمامة خالية، فحلّ بها "بنو حنيفة" الذين كانوا بها عند ظهور الإسلام. 
 
 
 
وذهب نفر من المستشرقين إلى أن طسمًا من الشعوب الخرافية التى ابتدعها الأخباريون، غير أنه لا يستبعد أن يأتى يوم قد يعثر فيه على أخبار هؤلاء القوم وعلى اسمهم فى الكتابات، وقد وردت فى نصّ يونانى عثر عليه فى "صلخد"، ويعود تأريخه إلى سنة "322م" جملة "أنعم طسم"، فلا يستبعد أن يأتى اليوم الذى نقرأ فيه نصوصًا تعود إلى طسم. 
 
ويروى أهل الأخبار أن "الأسود بن رباح"، وهو قاتل عمليق، هرب بعد ذلك من اليمامة إلى جلبى طىء، فأقام بهما إلى أن جاءت طىء، وأمر سيدهم "سامة بن لؤى" ابنه الغوث أن يقتل الأسود، بعد أن رأوا ضخامة جسمه بالنسبة إلى أجسامهم، وخافوا منه، فجاء إليه الغوث، ثم أخذ يكلمه، ثم باغته بأن رماه بسهم قتله، واستقرت طيء بالجبلين.
 
وذهب "جرجى زيدان" إلى أن "طسمًا" هى لطوشيم"، وهى قبيلة من العرب ورد اسمها فى التوراة على أنها من نسل "ددان بن يقشان" وورد
 
معها اسم قبيلة أخرى من قبائل "ددان" دعيت بـ "leummim" "لاميم"، يرى زيدان أنها "أميم1.
 
ونسب الأخباريون إلى طسم صنمًا سموه "كثرى"؛ لعلّه الصنم "كثرى" الذى أدرك الإسلام، فحُطم مع الأصنام الأخرى التى أمر الرسول بتحطيمها تخلصًا من عبادة الأصنام، فحطمت أينما وجدت، وقد حطم الصنم "كثرى" "نهشل بن الربيس بن عرعرة"، ولحق بالنبى.
 
وقد ضرب أهل الأخبار المثل بـ "كلب طسم"، وذكروا قصته على هذا النحو: كان لرجل من طسم كلب، وكان يسقيه اللبن ويطعمه اللحم ويسمنه، يرجو أن يصيب به خيرًا ويحرسه، فجاع يومًا فهجم على صاحبه وأكله، فضُرب به المثل فقيل: سمّن كلبك يأكلك.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة