تاريخ الصحابة..هل تأخر الإمام على فى مبايعة الصديق على الخلافة؟

الإثنين، 24 فبراير 2020 02:19 م
تاريخ الصحابة..هل تأخر الإمام على فى مبايعة الصديق على الخلافة؟ ضريح الإمام على
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف الجميع أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه والإمام على كرم الله وجهه، من أبرز الشخصيات الإسلامية، ومن أسس الدولة التى انتشرت العالم وحققت إمبراطورية كبرى، فالصديق أول من آمن من الرجال، والإمام أول من آمن من الصبيان، وهما أهل فضل، لكن كيف كانت العلاقة بينهما، ولماذا تأنى الإمام فى مبايعة الصديق على الخلافة؟

تتفق الكتب المنصفة فى التاريخ أنه كانت هناك بيعتان:

البيعة الأولى، عن أبى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - قال: (لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشرالمهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلى هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم، والآخرمنا، قال: فتتابعت خطباء الأنصارعلى ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
فقام أبوبكر - رضى الله عنه - فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبت قائلكم، ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبى بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا.
 
فلما قعد أبوبكر على المنبر نظر فى وجوه القوم فلم ير علياً فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعه.
ثم لم ير الزبير بن العوام فسأله عنه حتى جاؤوا به. فقال: ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعاه.
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
وقال البيهقي: (قال أبو على الحافظ: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءنى مسلم بن الحجاج فسألنى عن هذا الحديث: فكتبته له فى رقعة وقرأته عليه فقال: هذا حديث يسوى بدنة، فقلت: يسوى بدنه، بل يسوى بدرة!)
وقال ابن كثير: (هذا إسناد صحيح).

البيعة الثانية:

كانت فاطمة - رضى الله عنها - أشد الناس توجعاً لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث حزنت لفراق والدها صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، وأخذت تذبل - رضوان الله عليها - من جراء ذلك يوماً بعد يوم، حتى توفيت بعد ستة أشهر من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن كثير عن توجع فاطمة - رضى الله عنها -: (ويقال: إنها لم تضحك فى مدة بقائها بعده عليه السلام، وأنها كانت تذوب من حزنها عليه، وشوقها إليه).
وقد أدى ذلك إلى كثرة ملازمة على - رضى الله عنه - لأم الحسنين - رضوان الله عليهم أجمعين - وقلة ملازمته لأبى بكر الصديق - رضى الله عنه - فأشاع المنافقون أن علياً - رضى الله عنه، كاره لخلافة الصديق - رضى الله عنه - مما دفع علياً إلى تجديد بيعته لأبى بكر الصديق بعد وفاة فاطمة - رضوان الله عليهم أجمعين - وذلك حسماً منه لمادة الفتنة، ورداً عملياً على هذه الشبهة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة