بعد مايقرب من شهرين على ظهور فيروس كورونا والذى أدى إلى خسائر كبيرة فى قطاع السياحة العالمية، وشلل فى السياحة بمنطقة جنوب شرق آسيا، يبدو أن هناك سوقا سياحيا جديدا على موعد مع المواجهة الجبرية لهذا الفيروس ولكن هذه المرة فى قلب القارة الأوروبية، حيث بدأت إيطاليا والتى تعد من أهم الأسواق المصدرة والمستقبلة للسياحة فى انتكاسة اقتصادية بعد ظهور الفيروس بعنف خلال اليومين الماضيين.
وبدأ جيران إيطاليا فى القارة العجوز فى تشديد اجرائتهم الاحترازية على الحدود ووضع رقابة صارمة على حركة السفر من وإلى إيطاليا، فيما بدأت دول الشرق الأوسط تدرس خطورة استمرار حركة السياحة مع إيطاليا والتى تستقبل وفودا سياحية فى ظل انتشار الفيروس، خاصة مع ارتفاع عدد المصابين إلى 232 شخص وعدد 7 وحالات وفاة، وهو الأمر الذى سيؤثر على حركة السياحة من وإلى إيطاليا بعد أن كانت من أعلى الدول نموا خلال 2019 بنسبة نمو +7%، وفقا لاحصائيات منظمة السياحة العالمية.
وقال دكتور سعيد البطوطى المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، إن هناك حالة من الوسوسة تسود الجمهور والسلطات في كل مكان بعد انتشار الفيروس فى إيطاليا أحد أهم الاسواق السياحية فى أوروبا، منوها إلى أنه فى موريشيوس رفض 40 سائح كانوا قادمين إليها من إيطاليا على شركة الطيران الإيطاليا الخضوع لسلطات الحجر الصحي بالمطار، بخصوص حجزهم في الحجر الصحي هناك، وعادوا إلى إيطاليا على نفس الطائرة ولم يكملوا الرحلة.
ولفت البطوطى إلى أنه فى مطار لندن هيثرو عادت طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية كانت مغادرة إلى ميلانو إلى البوابة قبل وقت قصير من الإقلاع، بسبب أن ثلاثة ركاب راجعوا أنفسهم ورفضوا السفر لشكهم في شيئاً ما بسبب تأخر الرحلة.
وأوضح أن ألمانيا قررت غلق الحدود وعمل كونترول صارم عليها، وفي النمسا تم إيقاف حركة السكك الحديدية من وإلى إيطاليا مساء الأحد الماضى بسبب أن راكبتين أصيبتا بالحمى في قطار Eurocity من فينيسيا إلى ميونيخ، وعند إجراء اختبار بواسطة سلطات الحجر الصحي اتضح عدم إصابتهما وكانت النتيجة سلبية وعادت القطارات للحركة مرة أخرى.
وتعتزم السلطات التونسية تعليق رحلاتها الجوية نحو إيطاليا، بعد الإعلان عن تسجيل وفيات وإصابات بفيروس "كورونا" في عدد من المدن الإيطالية، حيث قال وزير النقل بالنيابة روني الطرابلسي، إن بلاده قد تأخذ قرارات في غضون يومين تتعلق بالسفر إلى ميلانو الإيطالية قد تصل إلى تعليق الرحلات، في إطار إجراءات وقائية من مخاطر فيروس كورونا.
وأكد الطرابلسي، أن تونس تتابع باستمرار تطورات الوضع في إيطاليا، مع وجود تنسيق لاتخاذ قرارات بشأن إغلاق بعض الوجهات الإيطالية، وهو الأمر الذى سيتسبّب لشركة الخطوط التونسية في خسائر كبيرة، خصوصاً أن هذه الوجهة تمثل واحدة من أهم الخطوط التي تعمل عليها الشركة، التي تقوم بتسيير رحلات يومية يستفيد منها آلاف المسافرين.
وفى مصر شهد السوق الإيطالي زيادة في حجم التدفقات للعام 2019 بلغت ما يقرب من 40%، منها 42% يذهب للسياحة الثقافية، بينما يفضل 28% من الإيطاليين التوجه نحو الشواطئ، و19% يفضل سياحة المغامرة، و9% يفضل الرحلات البحرية، وخلال الفترة من يوليو 2018 حتى يونيو 2019 كانت إيطاليا تحتل المرتبة الخامسة المصدرة للسياحة لمصر بعدد يقترب من 600 الف سائح بنسبة نمو تجاوزت 70%، وقضى السياح الإيطاليين ما يقرب من 5 مليون ليلة سياحية فى مصر بنفس الفترة.
وبلغت إجمالي حالات الإصابة على مستوى العالم بفيروس كورونا 80 ألف و 249 حالة والوفيات 2706 حالة، وفي الصين توفي 150 شخصا في يوم واحد، وارتفعت حالات الإصابة إلى 77 ألف و 660 حالة والوفيات 2664، وعلى السفينة السياحية Diamond Princess المحجوزة باليابان، ارتفعت حالات الإصابة إلى 691 وعدد الوفيات 4.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة