تدفقت السيول فى مناطق سيناء الجبلية عبر أوديتها الجافة وروت عطشها بمياه جرت من أعالي الجبال وهبطت فى مجراها، وامتلأ سد الروافعة أكبر وأهم السدود على مجرى وادى العريش، وفاضت المياه عبر مجرى الوادى وصولًا لمدينة العريش، بعد يوم من رحلة قطعها ما بعد سد الرافعة بوسط سيناء.
وتدفقت مياه السيل فى مجرى وادى العريش وسط المدينة دون أن تسبب أى أضرار فى طريقها للبحر المتوسط، وسارع من كانوا يشغلون مجرى الوادى من المزارعين برفع ما يستطيعون من أدوات الزراعة.
وسبق فى أكتوبر الماضى وصول السيل لمدينة العريش دون أن يخلف أضرارا، وفى عام 2010 هطلت سيول تسببت في خسائر بمدينة العريش .
وأعلنت محافظة شمال سيناء رفع حالة الطواري بكل مواقعها ، وانتشرت قوات الدفاع المدني والإسعاف حول مجرى وادى العريش تحسبًا لأى اضرار.
وأعلن أحمد عبد الحليم، رئيس مركز ومدينة الحسنة بوسط سيناء فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن السيول تركزت بمركز ومدينة الحسنة أمس فى منطقة القصيمة والمنبطح وقرية الحمة بوادى الهشيم، ووادى عين الجديرات، ووادى الجايفة، ووادى المويلح ووادى الجرور ووادى المسيسب.
وأضاف أن المياه تجمعت أمام سد الروافعة ما زاد من منسوب المياه، وتخطى السد فى اتجاه مدينة العريش، مؤكدا أن الخسائر حتى الآن هى تعطل خط مياه العين، وقطع فى طرق القصيمة العريش، وطريق القصيمة الكنتلا، وطريق الحسنة القصيمة وسقوط بطانات الطرق.
وفى مركز نخل بوسط سيناء قال سليمان فرج، رئيس مركز ومدينة نخل بوسط سيناء، إن الحياة عادت لطبيعتها فى مناطق مركز نخل بوسط سيناء بعد موجة أمطار وسيول، مضيفا أنه جار فتح طريق يربط وسط سيناء بمدينة العريش، وتم التغلب على أعطال فى شبكة الكهرباء، وغادرت الأسر التى تم إيوائها بمدرسة منطقة أبو صوان المدرسة بعد تحسن الأحوال الجوية.
وأشار فرج إلى أن الأمطار توقف هطولها، ولاتزال مسارات الوديان تجرى بها المياه ولم يتم الإبلاغ بأى أضرار.
وقال إن غرفة عمليات مجلس مدينة نخل تتابع الموقف ويتواجد كل أعضاء جهاز تنفيذى مدينة نخل فى مواقع السيول للوقوف على احتياجات الأهالى بعد الانتهاء من توزيع الإعانات العاجلة.
وذكر فرج أن الأمطار توقف هطولها، ولاتزال مسارات الوديان تجرى بها المياه ولم يتم الإبلاغ بأى اضرار.
وقال المزارعون إن السيل خير، وسبق وصوله فى أكتوبر الماضى حيث جدد تسميد ورى الأرض، وخلف كميات كبيرة من الطمى وصل ارتفاعها ما بين 12 إلى 20 سم، لافتين إلى أنهم ينتظرون بعد السيل موسم زراعى خصب للمحصول الصيفي وأهم محصول فيه البطيخ .
وسبق وأعلنت الإدارة العامة للمياه الجوفية بشمال سيناء، أن كمية مياه السيول المحتجزة بسد الكرم في منطقة المغارة فى وسط سيناء وصلت لحوالى مليون متر مكعب من مياه سيل أكتوبر الماضى، وهو عبارة عن سد خرسانى تخزينى سعته التخزينية 1.9 مليون متر مكعب بارتفاع 15 مترا.
وأتاحت البنية التحتية التى وفرتها الدولة مرور سيل العريش بسلام قادما من أقصى جبال وسط سيناء وصولا للبحر المتوسط، وسار وسط مدينة العريش عابرا أسفل الكبارى والجسور العلوية، بينما الأهالي على جانبيه يقضون أوقاتهم مستمتعين بمروره وهم يوثقون لتلك اللحظات، ومرت المياه بسلام فى مجرى وادى العريش الذى تم حمايته وتهذيبه بمعرفة الادارة سنة 2010 فى اتجاه المصب .
الأهالى اصطحبوا أطفالهم فى مجموعات واتخذوا اماكنهم على الجانبين فى وضع الجلوس والوقوف وهم يشاهدون سير مياه السيل بقوتها تجرف أمامها زراعات الخضروات المنتشرة فى مجراه، معتبرين أنها لحظات تاريخية حرص البعض على توثيقها بالصور والفيديو بهواتفهم المحمولة فى حين خاطر بعض الشباب وهبطوا لمجرى الوادى وهم يغرفون المياه ويلتقطوا معها صور السيلفى.
وبدورهم اعتبر أصحاب المقاهى المنتشرة على جانبى مجرى وادى العريش أنها فرصة العمر لهم واستقبلوا القادمين للاحتفال بوصول السيل ومشاهدته.
وجابت سيارات مرفق إسعاف شمال سيناء جوانب مجرى السيل، كما انتشرت دوريات الشرطة، وشهدت حركة المرور عبر الكبارى التى تعلوا مجرى وادى العريش وتربط شرق مدينة العريش بغربها انسياب طبيعى لها بدون أى زحام.