رغم علمه أنه ربما يدفع حياته ثمنا لشهامته، إلا أنه لم يتوانى أو يتأخر لحظة عن انقاذ شاب يصارع الموت عقب سقوطه فى بالوعة صرف صحى بكرداسة، أسرع لتلبية نجدته في محاولة لانتشاله دون حساب للعواقب، لم يستمع للتحذيرات من خطورة الأمر، وسرعان ما سقط فى البالوعة عقب تعرضه لاختناق، ليصاب بغيبوبة، وتتدهور حالته الصحية، فيفارق الحياة بعد مرور 10 أيام على الحادث.
سامح شقيق شهيد الشهامة تحدث لـ "اليوم السابع" عن الحادث فقال "عبد الرحيم" شاب محبوب من الجميع، ملتزم أخلاقيا، ويعمل كهربائى سيارات بورشة في كرداسة، خلال أداء عمله، فوجئ باستغاثة عدد من الأشخاص، عن سقوط شاب يعمل سباك، يدعى " مصطفى محمود" شهرته "بكار" في بالوعة صرف صحى تحت الإنشاء، فأسرع لإنقاذه ومحاولته انتشاله من البالوعة، ورغم أن الأشخاص المتواجدين طلبوا منه الانتظار لحين تجهيز ما يلزم لانتشال السباك من البالوعة، إلا أنه قرر النزول وإنقاذه قبل مفارقته الحياة"
وتابع شقيق شهيد الشهامة حديثه قائلا "أسرع شقيقى "عبده" للنزول للبالوعة لإنقاذ السباك، إلا أنه تعرض للسقوط بالبالوعة والاختناق ولم يتمكن من الخروج، وتم إنتشاله عقب ذلك إلا أنه كان قد فقد وعيه، وساءت حالته الصحية، بينما فارق السباك الحياة في الحال، وتم نقل شقيقى إلى مستشفى خاص بكرداسة، فذكر الأطباء أن حالته الصحية حرجة، وطلبوا نقله إلى مستشفى قصر العينى، وبعد نقله لقصر العينى، لم يتم العثور على غرفة عناية مركزة لإيداعه بها، وتم البحث عن عناية مركزة في عدد من المستشفيات بواسطة أفراد العائلة وأصدقاء شقيقى، حتى تم نقله إلى مستشفى خاص، وبعد مرور 10 أيام فارق الحياة، نتيجة تدهور حالته الصحية".
أضاف شقيق شهيد الشهامة " في الوقت الذى وقع فيه الحادث كنت أنا ووالدى ووالدتى نقضى مناسك العمرة، وفى نفس توقيت الحادث، شعرت والدتى بتعرض "عبده" لمكروه" فطلبت من الاتصال للإطمئنان عليه، وعندما اتصلت على هاتفته المحمول، أجابنى أحد أصدقائه وأخبرنى أنه غير موجود بالورشة الآن، وبعد مرور بعض الوقت اتصلت عليه مرة أخرى، فأخبرنى صديقه أنه مصاب بحالة إعياء، ورفض إخبارى بالحادث الذى تعرض له شقيقى، فاتصلت على أحد أفراد عائلتنا، الذى أخبرنى بنقله إلى المستشفى في حالة حرجة"
واستكمل شقيق شهيد الشهامة حديثه فقال "فور علمى بالحادث، قررت عدم إخبار والدتى، خشية تدهور حالتها الصحية، وادعيت أن شقيقى يشعر بتعب في عينيه، ثم تمكنا من العودة في موعد مبكر قبل وقت العودة المقرر، وشاء القدر أن نودع شقيقى قبل دفنه بدقائق، حيث حضرنا جنازته التى شيعها عدد كبير من المواطنين".
شقيق شهيد الشهامة أنهى حديثه قائلا " شقيقى "عبده" ترك خلفه 3 أطفال، هم "يوسف" بالصف الثانى الابتدائى، و"جنا" 5 سنوات، و"ياسين " 3 سنوات، شاء القدر أن تنتهى حياته شهما تاركا ذكرى طيبة بين كل من يعرفه".
"محمود حماد" صديق الطفولة لشهيد الشهامة قال " خلال مشاركتى في غسل جثمان "عبده" وجدته مبسما صاحب وجه به نور، تظهر علامات الرضا والسعادة لملاقاة ربه، عاش طوال حياته يحب الجميع، حتى فارق الحياة فجأة، لم يتحمل تعرض إنسان لأذى، وحاول إنقاذه رغم أنه كان يعلم أن الأمر قد يكلفه حياته، إلا أن شهامته ونبله دفعاه للإقدام على الأمر دون تفكير في أي عواقب، رحمه الله، مات شهيدا".
أبناء شهيد الشهامة
شهيد الشهامة بصحبة ابنته
شهيد الشهامة بصحبة ابنه
شهيد الشهامة بكرداسة
عبد الكهربائى شهيد الشهامة
عبده شهيد الشهامة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة