يستغل رجال الدين في إسرائيل وخاصة الحاخامات الكوارث الطبيعية من أجل تحقيق مكاسب مادية ومعنوية لإسرائيل، فلا تمر كارثة محلية أو عالمية إلا واستفادوا منها بشتى الوسائل الوسائل والطرق الممكنة.
ووسط حالة من الذعر التي يعيشها العالم مع انتشار فيروس كورونا في أسيا وأوروبا، انتهز كبير حاخامي إسرائيل هذا الوباء ليصدر فتوى تدعو رجال الأعمال في إسرائيل بعدم الاستثمار في الصين خشية تعرضهم للخسارة أو كساد تجارتهم ، مطالباً إياهم بالاستثمار في إسرائيل بل وسحب أموالهم من بكين ووهان معقل الفيروس المميت .
ووفقاً لموقع "هدفيروت" الخاص بالمتدينين قال الحاخام " حاييم كانييفسكي" إن انتشار الفيروس في إسرائيل هو عقاب من الرب على إسرائيل ، لربما تم ارتكاب الذنوب والمعاصي، أو لم يقوم رجال الأعمال بدورهم في تطوير المشروعات المحلية في إسرائيل لكونها أرض الميعاد.
ودعا الحاخام الإسرائيليين إلى أخذ الحيطة والحذر والحرص على الممتلكات فقط وزيادة الصلاة من اجل تخفيف العقاب حتى لا يحدث أي ضرر في الدولة، فيما أكد الحاخام كانييفسكي أن انتشار المرض هو اختبار للإسرائيليين ، وقال الحاخام غيرشون إدلشتاين: "لا توجد كارثة بالنسبة للعالم ولكن بالنسبة لإسرائيل ، يجب أن نتذكر أن كل شيء من السماء ، ولا يوجد ما نخشاه.
ولم يكن "كورونا" الكارثة الأولى أو الوحيدة التي يستغلها الحاخامات لتحقيق مكاسب وإنما سبقتها حرائق الغابات في عام 2016 ، والتي دمرت حوالى 30 ألف دونم ( أى حوالى 3 ملايين متر مربع) أو ما يقرب من 714 فدانا، من الأحراش والغابات والنباتات الأخرى.
وحسب التقديرات الأولية لـ"صندوق أرض إسرائيل" وسلطة حماية الطبيعة والحدائق القومية، فإن الحرائق فاقت حجم الأشجار التى احترقت فى كارثة الكرمل فى عام 2010، مشيرا إلى أنه لحق الضرر الأكبر بغابات ومحميات جبال القدس، بين شارع 1 فى الجنوب والجدار الفاصل فى الشمال، فى اعقاب الحريق فى مستوطنة "نتاف".
ولتعويض هذه الخسائر لجأ الحاخامات لإصدار عدة فتاوي تدعو اليهود خارج إسرائيل إلى التبرع من أجل إنقاذ الدولة ، تحت شعار " تبرعوا لإنقاذ مملكة الرب" وهو مصطلح ورد عدة مرات في العقد القديم المقدس لدى اليهود ، موضحين أن من يرفض التبرع فقد أيد خراب الدولة وعقابه مثل عقاب الرومان عندما خربوا الهيكل المزعوم .
وعقب الفتوى حصدت إسرائيل 178 مليون دولار تبرعات جمعتها الوكالة اليهودية وجماعة الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من المنظمات الصهيونية العاملة خارج إسرائيل.
وفى عام 2018 لما ضرب زلزال مدمر إسرائيل ، سارع الحاخامات للتبرع لإسرائيل واتفقت الأحزاب اليهودية المتطرفة مثل "يهوديت هتوراة" ، لتخصيص هذه التبرعات من أجل التوسعات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة من خلال التنسيق مع حزب الليكود الذى يتزعمه بنيامين نتنياهو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة