أكد اللواء محمد إبراهيم عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن مصر تثق فى الوساطة الأمريكية وفى البنك الدولى وتمنحهما كل الوقت اللازم حتى تنجح وتؤتى مفاوضات سد النهضة ثمارها، مشددا فى الوقت ذاته على أهمية عدم إغفال عامل الوقت .
وقال اللواء محمد إبراهيم- فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم الجمعة تعقيبا على اعلان إثيوبيا عدم مشاركتها فى الاجتماع الوزارى بواشنطن يومى 27 و28 فبراير الجارى حول سد النهضة- إن مصر لن تفرط فى حقوقها المائية مهما كانت الظروف ولن تسمح لأحد أن يفرض شروطه علينا ويتصرف بشكل أحادى لا يأخذ فى اعتباره مصالحنا، مضيفا أن مصر تعرف تماماً كيف تحافظ على أمنها القومى تجاه أية تهديدات وتحمى مصالحها المائية .
وشدد على أن مصر لن توقع على أى إتفاق لا يتضمن الحفاظ على حقوقها المائية ، ولا زالت حريصة على إنجاح المسار التفاوضى السياسى بشرط أن يجد تجاوباُ فى المقابل من الأطراف الأخرى .
ونوه بأن النهج الذى إلتزمت به مصر منذ البداية وحتى الآن هو ضرورة تسوية هذه الأزمة سلميا وقانونيا وأن يكون نهر النيل مدخلا للتنمية والتعاون والتكامل وليس مدخلا للصراع والخلاف.
وأشار الى ضرورة ألا ننظر إلى إعتذار إثيوبيا عن عدم المشاركة فى الجولة الحالية من مفاوضات سد النهضة فى واشنطن على أنه نهاية الطريق أو فشل العملية التفاوضية وذلك من منطلق القناعة بأن المفاوضات فى هذه الأزمة تعد عملية شاقة ومعقدة وتتضمن بحث العديد من النقاط الفنية التى تتطلب تدقيقاً ودراسة مستفيضة من جانب الأطراف كافة ، وبالتالى من الطبيعى أن تشهد عقبات ومشكلات لاسيما ونحن فى مرحلة أو معركة الأمتار الأخيرة من حل هذه الأزمة المثارة منذ حوالى تسع سنوات .
واعتبر اللواء محمد ابراهيم أن الجانب الأثيوبى لم يقدم المرونة اللازمة خلال فترات التفاوض السابقة ، وانه من هنا جاء دور الوسيط الأمريكى فى طرح المقترحات التى من شأنها تحريك الأمور للأمام وهو ما قد يستغرق وقتاً أطول لتهيئة المجال أمام الأطراف لقبول هذه المقترحات.
وتابع قائلا: "لا شك أن المفاوضات الجادة والتفصيلية قد بدأت بشكل مغاير وأكثر موضوعية فى أعقاب دخول كل من الولايات المتحدة والبنك الدولى على مسار العملية التفاوضية ، وهو الأمر الذى نجحت فيه مصر بنقل المفاوضات من الإطار الثلاثى الى الإطار الخماسى بحيث أصبح هذا المسار الخماسى هو المسار الرئيسى للتفاوض"، مشيرا الى أن البيان المشترك الصادر عن اجتماعات واشنطن فى السادس من نوفمبر 2019 يعد الأساس للمفاوضات الحالية .
ولفت الى أن الدور الأمريكى فى المفاوضات يعد دوراً هاماً نحمل له كل التقدير خاصة وأن الرئيس دونالد ترامب قد إجتمع بنفسه مع الوفود الثلاثة أكثر من مرة ، كما أن واشنطن تقوم بدورها بنشاط وفاعلية رغم أن الوقت المحدد لإنهاء التفاوض قد إمتد قليلا وهو أمر متوقع فى ظل صعوبة وحساسية المفاوضات.
واختتم اللواء محمد إبراهيم تصريحه قائلا : إننا لازلنا نأمل فى أن تشهد الفترة القريبة القادمة توقيع الاتفاق النهائى الذى يحقق مصالح جميع الأطراف .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة