أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

"شعبوية" ترامب.. خطاب الداخل تحول إلى دبلوماسية

الجمعة، 28 فبراير 2020 07:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"هذه الدولة بها أعظم لاعبى الكريكيت في العالم".. هكذا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فى كلمته لحظة افتتاح ستاد "ساردار باتل"، والذى يعد أكبر ملعب للعبة الشعبية الأولى فى الهند.

"هذه الدولة بها أعظم لاعبى الكريكيت في العالم".. هكذا قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، في كلمته لحظة افتتاح ستاد "ساردار باتل"، والذى يعد أكبر ملعب للعبة الشعبية الأولى في الهند، ليتلقى ألاف الحضور كلماته بالتصفيق الحاد، وهو الأمر الذى يمثل انعكاسا صريحا لنجاح الرؤية التي تعتمدها الإدارة في استخدام العديد من الأدوات الناعمة لاستقطاب، ليس فقط الحكومات، ولكن أيضا الشعوب، وهو ما يساهم في نجاح السياسات الأمريكية فى إطارها الجمعى فى العديد من مناطق العالم، عبر التعامل مع كل دولة على حدة بالأسلوب الملائم لها.

الأدوات الدبلوماسية الناعمة تمثل البديل الذى تتبناه الإدارة الحالية لتحقيق الأهداف الأمريكية، بعيدا عن الإفراط فى استخدام الطرق التقليدية، والتى قامت فى الأساس على مسارين، أولهما استخدام القوة العسكرية، باعتارها الأداة الصلبة التي طالما استخدمتها الإدارات المتعاقبة، منذ عقود طويلة من الزمن، والتى كلفت الخزانة الأمريكية ملايين الدولارات بالإضافة إلى فقدان ألاف الجنود الذين راحوا ضحية الحروب التى خاضتها واشنطن، فى حين اعتمد المسار الأخر على الاقتصاد، عبر استخدامه سلبا وإيجابا، من خلال منح المزايا الاقتصادية للدول التابعة، أو فرض العقوبات على المارقين، وهو النهج الذى سمح بصعود العديد من القوى الاقتصادية الجديدة، التي صارت مؤهلة لمزاحمة أمريكا على قمة النظام الدولى.

إلا أن إدارة ترامب آثرت استخدام نهجا جديدا، يقوم في الأساس على اعتماد نهجا شعبويا، لم يقتصر على الخطاب الذى يتبناه الرئيس في الداخل الأمريكي، وإنما امتد إلى الدبلوماسية، عبر مغازلة شعوب العالم الأخرى، من خلال التلامس مع اهتماماتها، وإبداء التعاطف مع قضاياها، وربما مقدساتها، في الكثير من الأحيان، وهو ما يبدو على سبيل المثال في التغريدات التي يطلقها في بعض الأحيان بلغات مختلفة، كالفارسية والعربية، وأخيرا الهندية تزامنا مع زيارته الحالية لنيودلهى.

فلو نظرنا إلى التعامل الأمريكي مع الدول العربية الصديقة لواشنطن، نجد أن ثمة احتراما كبيرا يبدو واضحا للمقدسات الإسلامية، وهو ما بدا في حرص "الإبنة الأمريكية الأولى" إيفانكا، على زيارة مسجد الشيخ زايد في أبوظبى، خلال زيارتها للإمارات الأسبوع الماضى، لتدخله مرتدية الحجاب إجلالا واحتراما لمكان العبادة الذى يقدسه المسلمين، كما لم تخلو زيارة ترامب الحالية للهند من احترام كبير للرموز الهندية، كارتداء الشال الهندى، وحرصه على خلع حذاءه عند زيارته لمنزل الزعيم التاريخى للبلاد مهاتما غاندى.

وهنا يمكننا القول بأن شعبوية ترامب تحولت من الداخل الأمريكي لتصبح أهم أدواته الدبلوماسية في المرحلة الراهنة، حيث تتمثل الأولوية لدى الإدارة في استقطاب الشعوب ربما أكثر من التقارب مع الحكومات، ليقدم صورة جديدة للولايات المتحدة، تقوم في الأساس على التفاعل مع المواطنين في كل أنحاء العالم.

النهج الأمريكي الجديد يمثل طفرة قوية للخطاب الشعبوى، ليس فقط في الولايات المتحدة، وإنما في العالم بأسره، خاصة وأن تحركات ترامب تساهم في زيادة الشعبويين في العديد من الدول الأخرى، خاصة تلك التي تشهد زيادة كبيرة في شعبية التيارات اليمينية ذات النزعة الشعبوية، سواء في أوروبا الغربية أو العديد من الدول في مناطق أخرى من العالم.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة