ربما كان من أكثر الرؤساء استهدافا، خمس محاولات لاغتياله خلال سنوات حكمه الثلاثين، الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك أقترب من الموت أكثر من مرة ولكن في كل مرة كان للقدر قولا آخر.
عام 1995 كانت واقعة الاغتيال الأشهر في مدينة أديس بابا بأثيوبيا خلال زيارته لحضور مؤتمر القمة الأفريقية في محاولة استهداف لموكبه من قبل مسلحين ، وقتها قرر مبارك العودة مرة أخرى للقاهرة ، خاصة مع تردد أنباء عن استهداف أخر كان فى انتظار الرئيس الأسبق .
حكى مبارك تفاصيل واقعة الاغتيال في مؤتمر صحفى عقب عودته مباشرة ، ودارت روايات عدة حول المخططين لهذا الاغتيال فالبعض نسبها لتنظيم القاعدة والبعض الأخر رأى ان الجماعة الإسلامية هي من تقف وراءه .
وفى العام نفسه نجا مبارك من محاولة اغتيال بعد فشل خطة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في تفجير طائرة مبارك بالجو، وهذا ما كشفت عنه مواقع أمريكية عام 2015 عندما نشرت تفاصيل تخطيط بن لادن لاغتيال مبارك وقتها.
حيث كان بن لادن متواجدا في السودان، واختار أن يستقل الطيار الخاص به طائرته من الخرطوم ويصطدم بطائرة مبارك في الجو إلا أن إلغاء مبارك سفره آنذاك كان سببا في نجاته من محاولة اغتيال جديدة.
وفي عام 1993، دبرت "الجماعة الإسلامية" محاولة اغتيال جديدة عندما قامت بزرع متفجرات على الساحل الغربي وتحديدا في الطريق المؤدي إلى ليبيا.
لاستهداف سيارة مبارك التي كان يستقلها متوجها إلى ليبيا برا ، إلا أن الأجهزة الأمنية نجحت آنذاك في توقيف المتورطين بالعملية الإرهابية، وصدر الحكم بإعدام 3 متهمين والسجن مدى الحياة لـ 3 آخرين في قضية عرفت إعلاميا باسم "قضية سيدي براني" نسبة إلى المنطقة التي شهدت محاولة الاغتيال.
ومن بين أشهر محاولات الاغتيال أيضا "محاولة كوبري الفردوس"، والتى كانت في أواخر عام 1994، وتم على أثرها توقيف نحو 30 إرهابيا من مجموعة أطلقت على نفسها "الجهاد".
خططت للاغتيال، بشق نفق بالقرب من طريق صلاح سالم الذي كان يسلكه موكب مبارك عادة، بهدف تفخيخ النفق وتفجيره.
وفى سبتمبر 1999 وأثناء حضور مبارك احتفالية بمقر محافظة بورسعيد، قام أحد الأشخاص يدعي "السيد حسين العربي" بالهجوم على الموكب بآلة حادة.
فأصيب مبارك بجرح سطحى في يده وقامت حراسة الرئيس الخاصة بالإمساك بالجاني، الذي كان متعلقاً بسيارة الرئيس، ومن ثم قتله.
وأمام هذا التاريخ الحافل من محاولات الاغتيال.. يبسط القدر حكمه ويتوفى الرئيس الأسبق مستلقيا على سريره بعد صراع طويل مع المرض.