السرعة والبطء والتراجع.. رتم متناقض ومتباين حكم مباراة الزمالك والترجي.. وأهدى أبناء ميت عقبة فوزا غاليا على نظرائهم فريق باب سويقة بنتيجة 3/ 1 فى ذهاب دور الثمانية من دورى أبطال أفريقيا.
فى بداية المباراة ظهر الزمالك بطيئا فى تحركات لاعبيه وتناقل الكرة ليستقبل الهدف الأول في الدقيقة 27، بعدها تهيأ للترجى أنه حقق ما يهدف إليه ويريد الحفاظ عليه وإذ به يتراجع – وما أدراك ما التراجع في كرة القدم أنه قاتل لمن يلجأ إليه - فى المقابل ظهرت السرعة فى أداء الأبيض ليعود إلى المباراة بعد أربع دقائق فقط مدركا التعادل برائعة من أو ناجم قبل أن يسجل هدفين أخرين عن طريق بن شرقى ومحمود علاء.
وما بين هذه التحولات في رتم المباراة خرج الزمالك بفوز جيد وثمين يحتاج تأمينه فى لقاء العودة الصعب بتونس الجمعة المقبل، لضمان التأهل لقبل النهائي.
التفاصيل الصغيرة حقيقة ثابتة في كرة القدم وتبقي مؤثرة بشكل كبير وحاسم في نتائج المباريات وكان لقاء الزمالك والترجي ترجمة فعلية لذلك.
الزمالك بدأ المباراة متحفظا على الشقين الدفاعي والهجومى، منتظرا رد فعل الترجى وهي طريقة كلاسيكية يعتمد عليها كارتيرون ليرسم السيناريو الذي يمنحه الفوز، ولكن عاب على اللاعبين البطء الشديد في نقل الكرة وفقدانها بشكل سهل، فضلا عن تفريغ مساحات بين الخطوط الثلاث ما أرهق الفريق بدنيا في التحرك بين هذه المساحات التي استغلها المنافس لصالحه في تشكيل خطورة على مرمى أبوجبل وخاصة من جبهة حازم إمام اليمنى، فضلا عن غياب بن شرقى وفرجانى ساسى عن المشهد بسبب الكرات الكثيرة المقطوعة من الثنائي وعدم الربط بين الخطوط الثلاثة.
الحقيقة أن الترجى هو من منح الزمالك فرصة العودة للمباراة بتراجع غير مبرر، ربما يكون تأثر بتعرض الظهير الأيسر إلياس شتى للإصابة واستبداله بخليل شمام، لتحصل هزة فنية في صفوف الفريق التونسي، يستغلها الأبيض لالتقاط زمام السيطرة على مجريات المباراة، زاد عليها هزة أخرى نفسية ومعنوية بعد توتر لاعبيه ومحاولة الاشتباك مع الحكم.
*الترجى أخرج شحنة خوف التأخر أمام الزمالك ضد حكم المباراة المغربي رضوان جيد – الذى كان جيدا، بعد الهدف الثانى للأبيض باعتراضات وسوء سلوك ليس له ما يبرره بجذب الحكم من قيمصه ليشهر للاعب محمد على رمضان صاحب الفعلة البطاقة الحمراء.. والحقيقة أن الفريق التونسي لم يتعرض لأى ظلم تحكيمى، إذ أن الهدف الثانى للزمالك الذى كان محور الاعتراض صحيحا 100 % وكذلك ركلة الجزاء الذى سجل منها محمود علاء الهدف الثانى لم يكن بها أى شك.
* جودة اللاعبين في أى فريق تظهر فى أوقات مفصلية وفى نوعية معينة من المباريات تكون وتيرتها وطبيعتها ليست عادية، وهذا يتجسد في الثنائي المغربي بصفوف الزمالك محمد أوناجم وأشرف بن شرقى.. وجودة الثنائي لا تتوقف على القالب الفني فحسب، وإنما في الشخصية والثقة المصحوبة بالجرأة فى الأداء.. ويكفى بن شرقى الذي كان غائبا طيلة مباراة الترجى وإذ به يسجل هدفا من فرصة صعبة بقدرات خاصة، ليضع الزمالك في المقدمة ثم يتسبب في ركلة جزاء يأتى منها الهدف الثالث الذى قد يكون سبب التأهل.. فيما ظهر أوناجم بطلا عبر لمسة تعبر عن إمكانياته وكنتروله العالى في التعامل مع الكرة بهدف لا نشاهده كثيرا في ملاعبنا.
*فكرة تحويل الزمالك تأخره بهدف إلى فوز ثلاثى، يعبر عن مدى التطور الواقع في شخصية لاعبيه، وامتلاك الدوافع لتعديل النتيجة وعدم حدوث أى سقوط فني أو نفسي ينم عن عدم الاستسلام للخسارة مثلما كان يحدث في السابق، وكذلك ترابط اللاعبين وتحفيزهم لبعضهم البعض للنهوض داخل الملعب أمام أي نكبة تحدث للفريق خلال سير المباراة.. ويبقى التواصل والاستمرارية على هذه الروح وهذا الأداء رهان كبير للزمالك من أجل التتويج بالبطولة القارية الأغلى البعيدة عنه منذ عام 2002 حيث كان آخر الألقاب الخمسة التي حققتها القلعة البيضاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة