كشفت صور أطلقتها وكالة ناسا للفضاء كيف أثر انتشار فيروس كورونا بشكل كبير على حجم التلوث في الصين، إذ أظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية أن حجم التلوث قد قل بشكل كبير فوق الصين، خاصة أن الفيروس يبقى الناس في المنازل، وأجبر المصانع على الإغلاق.
واستخدمت ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية أقمار مراقبة التلوث لتتبع الانخفاض في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين خلال الشهرين الماضيين، وفقا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.
حجم التلوث
وكشفت الصور عن الفرق في تركيز ثاني أكسيد النيتروجين في خريطتين أصدرتهما وكالات الفضاء. ويُظهر الأول تركيزا كبيرا من الغاز فوق بكين وشنغهاي في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر يناير قبل الحجر الصحي.
بعد الحجر الصحى
وتكشف خريطة ثانية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر فبراير عن وجود اختلاف مذهل، حيث لم يظهر أي ثاني أكسيد النيتروجين تقريبًا بعد أن فرضت الصين إغلاقًا في ووهان ومدن أخرى في مقاطعة هوبي، في محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس.
ولاحظ العلماء في البداية الفرق حول ووهان، مركز الفيروس، بعد أن أغلقت السلطات الصينية وسائل النقل داخل وخارج المدينة، وكذلك إيقاف الأعمال التجارية لفرض الحجر الصحي.
انخفاض حجم التلوث بسبب كورونا
وثاني أكسيد النيتروجين هو غاز ضار ينطلق أثناء حرق الوقود وينبعث من السيارات ومحطات الطاقة والمنشآت الصناعية. ويتشكل عندما يتم حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم أو الغاز أو الديزل في درجات حرارة عالية ويمكن أن يسبب مجموعة من الآثار الضارة على الرئتين بما في ذلك زيادة التهاب الشعب الهوائية وزيادة خطر نوبات الربو.
وقال باحث جودة الهواء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا الهبوط الكبير في مساحة واسعة لحدث معين وحجم التلوث".
وتزامن انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين مع احتفالات العام القمري الجديد في جميع أنحاء الصين، حيث تغلق الشركات من الأسبوع الأخير من يناير إلى أوائل فبراير للاحتفال بالمهرجان.